كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

فى ذكرى سقوط بغداد

كرم جبر

الأحد، 09 أبريل 2023 - 09:02 م

فى الذكرى العشرين لسقوط بغداد فى أوائل إبريل 2003، تؤكد الشواهد أن أمريكا كانت تمهد لهذا اليوم منذ سنوات طويلة للقضاء على صدام حسين، منذ احتلاله الكويت فى 2 أغسطس 1990.


وكان الاحتلال جرحًا غائرًا فى قلب العروبة لإقدام بلد عربى على احتلال بلد عربى جار، وانتهت المعركة فى 28 فبراير 1991، بتحرير الكويت وإنهاء الاحتلال.


ومنذ ذلك الوقت دخل الرئيس العراقى صدام حسين المصيدة، وأصبح هدفًا ثابتًا، فتح شهية أمريكا والدول الغربية على استباحة المنطقة وانتهاك سيادتها واستقلالها، وعاد الاستعمار القديم من جديد فى أسوأ صورة.
وكانت الطامة الكبرى فى أحداث 11 سبتمبر 2001، عندما دمر تنظيم القاعدة برجى التجارة، وشعرت أمريكا بإهانات غير مسبوقة فى تاريخها، وقررت التخلص مما أطلقت عليهم محور الشر الثلاثة: أفغانستان والعراق وإيران، وأفلتت الأخيرة من الانتقام.
واتخذت الحرب ضد العراق شعار "نزع أسلحة الدمار الشامل ووقف دعم صدام حسين للإرهاب وتحرير الشعب العراقي"، وقاد التحالف الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطانى تونى بلير.


وبعد الغزو لم تعثر قوات التحالف على أسلحة نووية أو كيماوية، وبدأت الاتهامات تلاحق واشنطن بأنها دمرت العراق بأسباب غير صحيحة، فرد الرئيس الأمريكى بأنه حتى لو كان يعلم عدم وجود النووى والكيماوى كان سيغزو العراق.
وكانت الخدعة الكبرى فى المعلومات الكاذبة التى قدمها العميل العراقى "أحمد الجبلي" لأمريكا، بأن صدام حسين هو الذى خطط لأحداث الحادى عشر من سبتمبر، وأنه التقى بمنفذ العملية الإرهابى على عطا فى البصرة، وأنه يخفى النووى والكيماوى فى أنفاق تحت الأرض، وثبت بعد الغزو أن صدام لم يلتق فى حياته بعلى عطا، ولا يوجد آثار للنووى أو الكيماوي.
لم يستغرق الأمر سوى 20 يومًا، ويوم 4 إبريل 2003 كانت القوات الأمريكية على مشارف بغداد، بينما كان "دوبلير" صدام يتجول فى الشوارع الخلفية للمدينة، وحوله بعض الناس.


كانت القوات الأمريكية تهدم تماثيله، وتتعرض القصور الملكية والمناطق الأثرية للسرقة والنهب، بينما وزير إعلامه "الصحاف" يتحدث عن قطع مؤخرة العلوج وتصفيتهم، وتمتع الصحاف بعد تدمير بغداد فيما بعد بالحماية، ونقلوه إلى مكان آمن يقضى فيه بقية حياته.
وعثروا على صدام مختبئًا فى حفرة تحت الأرض، بعد أن عقموه بالبودرة وفحصوا أسنانه، وقدموه لمحاكمة مهينة، انتهت بوضع رقبته فى حبل المشنقة صباح عيد الأضحى.
الدرس المستفاد: الدول هى التى تدفع الثمن، فإذا منح الله أحد الشعوب حاكمًا عادلًا، أخذ يبنى ويعمر ويزرع فى الأرض الخير والنماء، وإذا كان ظالمًا جلب على شعبه الجوع والشقاء.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة