الأحد، 09 أبريل 2023 - 09:49 م

قصة الآية التى نقدمها لك اليوم هى عن الآية (218،217) من سورة البقرة، وهى عن النهى والتحريم عن القتال فى الأشهر الحرم، والتى يوضحها د. حشمت المفتى أستاذ التفسير بالأزهر الشريف، حيث يقول: إنه حدث فى رجب من السنة الثانية للهجرة أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش فى اثنى عشر من المهاجرين.

إلى بطن نخلة، ليتَرَصَّدْ قُرَيْشًا ويتعرف أَخْبَارَهَمْ، وبينما هم كامنون، مرت بهم قافلة لقريش، ففكروا فى الهجوم عليها، وراحوا يتشاورون إذ أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بشيء من هذا، فمهمتهم استخباراتية أولا وآخرا، كذلك فإن هذا اليوم كان آخِرَ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ.

وَيُقَالُ أَوّلَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فشكّوا فى ذلك اليوم أهو من الشهر الحرام؟ أم لا، وبعد المشاورة اجتمع أمرهم على مهاجمة القافلة، فهاجموها، فقتلوا واحداً، وأسروا اثنين، وغنموا العير، فقدموا بها، وبالأسيرين إلى المدينة، فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبلغوه تفاصيل الحادث، وَقّفَ الْعِيرَ فَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهَا شَيْئًا، وَحَبَسَ الْأَسِيرَيْنِ.

اقرأ ايضا | موظفات «رئاسة شؤون الحرمين» يقدمون خدماتهن لقاصدات المسجد الحرام بعدة لغات

وَقَالَ: مَا أَمَرْتُكُمْ بِالْقِتَالِ فِى الشّهْرِ الْحَرَامِ، فظنوا أنهم قد هلكوا، وعلى الجانب الآخر سعت قريش لاستغلال الموقف فراحت تندد بفعل المسلمين فى الأشهر الحرم، فلما أكثرت قريش فى ذلك أنزل الله تعالى: «يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالمسجد الحرام  وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ …« 217 البقرة»، أى يسألونك  يا محمد عن القتال فى الشهر الحرام، قل لهم إن القتال فى الأشهر الحرم خطأ كبير، وفعل لا يجوز، ولكن صدكم يا كفار قريش عن سبيل الله وكفركم به وإخراج أهله منه أكبر عند الله، وقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»218 البقرة، وبهذه الآية عفا الله عن عبد الله ومن معه.