كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كرم جبر يكتب: جمال عبد الناصر وأمريكا !

كرم جبر

الإثنين، 10 أبريل 2023 - 08:34 م

الدول لا تعرف الحب والكراهية وليست هناك صداقة دائمة ولا عداء مستمر، فرغم العداء الشديد بين عبد الناصر وأمريكا، إلا أنه أرسل إليها فى الستينيات بعثات تعليمية من خيرة شباب مصر، والتحقوا بالدراسات السياسية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وهى التى تشكل الوعى والثقافة، ويبدو أنه ائتمن العقل المصرى فى جامعاتها.

بينما أرسل عبد الناصر بعثات الهندسة والزراعة والعلوم العسكرية إلى روسيا، خوفاً من الأفكار الاشتراكية والشيوعية التى كانت سائدة فى ذلك الوقت، وأراد أن يحصن الهوية المصرية من تأثيرها.

وكان الطلاب المصريون فى أمريكا مقاتلين من أجل بلدهم، ودافعوا عن سياسات عبد الناصر رغم معارضة أمريكا لها، وظهرت المواقف الوطنية القوية فى كتاباتهم فى الصحف الأمريكية بعد نكسة 67، إلا «طالب واحد» خرج عن الإجماع وأُسقطت عنه الجنسية.

ولم يظهر ناشط يهاجم بلده أو يدعى عليها كذباً، ولم نر مظاهرة أمام الكونجرس أو البيت الأبيض، إلا وترفع العلم المصرى وتدافع عن مصر وعبد الناصر، فعندما تكون الأوطان فى شدة تظهر المعادن النفيسة لأبنائها.

وعاد معظمهم إلى مصر، وظلوا يعملون فى صمت حتى جاءتهم الفرصة، فأصبحوا رصيداً ذهبياً للمناصب الوزارية والوظائف الكبرى، واستعان بهم كل الرؤساء وقدموا لبلدهم خدمات كبيرة.
عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق كان فى جامعة «إلينوي»، وفوزى هيكل شقيق هيكل حصل على الدكتوراه من «مينيسوتا»، ومعه القطب اليسارى الدكتور محمود وهبة، وأستاذ الطب النفسى الشهير الدكتور محمد شعلان فى «ميشجان»، والاستشارى المعمارى صلاح حجاب «نيويورك» ووفيق مشرف نابغة الطاقة الذرية «ميشجان»، وسلطان أبو على وزير الاقتصاد الأسبق «هارفارد»، ويحيى العزبى أستاذ الأدب الإنجليزي «كولومبيا».

وتتعدد أسماء الدارسين الذين صاروا نجوماً، كمال الجنزوري، حصل على الدكتوراه من جامعة «ميشجان»، وكان معه فى نفس الجامعة، رجل الأعمال إبراهيم كامل، وطبيب الأسنان الأشهر كمال الإبراشى، الذى اعتقله السادات فى أحداث سبتمبر1981 لموقفه المتشدد من اسرائيل.

وأسامة الباز كان أبرز الطلاب العرب فى جامعة «هارفارد» ومعه نابغتان، عالم الاقتصاد إبراهيم شحاته، والدكتور إسماعيل سراج الدين رئيس البنك الدولى ومكتبة الإسكندرية الأسبق، وأحمد جويلى وزير التموين الأسبق كان يقود الطلبة اليساريين فى «كاليفورنيا»، ودرس معهم إبراهيم سعد الدين فى نفس الولاية.

الرئيس جمال عبد الناصر لم يكن شيوعياً ولا يسارياً بل كان مصرياً يؤمن ببلده وأدرك أهمية التعليم فى صناعة مستقبل الأمم، فأرسل نحو 1500 طالب للدراسة فى أمريكا خلال الفترة من 1961 حتى 1967، وكانوا أفضل مجموعة وثقت العلاقات فى ظل العداء، ووضعوا مصالح بلدهم فى الصدارة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة