أحمد حجازى عضو مجلس النواب
أحمد حجازى عضو مجلس النواب


الوعى.. حياة

الأخبار

الثلاثاء، 11 أبريل 2023 - 05:59 م

الوطن هو الملاذ الآمن والارتباط التاريخى والذى تولد من رحمه (الهوية) والتى تشكل (عمود الخيمة) لجموع أبنائه ومواطنيه..

والمعلوم بالضرورة أن تضحية المرء بفرديته لصالح وطنه هو الاختيار الأعظم لتأصيل الانتماء والتوحد مع نواميس الكون الخلاقة.. وإرساء (حكمة الاستخلاف) للمولى عز وجل بخلقه الانسان لديمومة الحياة والمحافظة عليها ورعايتها.

ويبقى (الوعى) هو حجر الزاوية لاستمرار الوطن وارتقائه فليس هناك أدنى شك للعاقل.. بأن التحلى بالوعى بات ضرورة مُلحة أمام الكوارث والانكسارات والأزمات التى تتوالى تباعاً.. دون اشتراكك فى إشعالها أو المشاركة فى تدبيرها.

لذا فإن الوعى المناسب والآمن أمام تلك التحديات المفروضة والآمال المُعلقة يفرض علينا قيمة الوعى لاحتواء الأزمات.

والوعى.. ليس منصة استعراض مهارات النُصح والتنظير وإنما يتطلب من سكان الوطن أن يستمسكوا بوعى الذات أولا بالماضى والحاضر واستشراف المستقبل.. والوعى بالآخر.. فلن تستقيم معرفة الذات حتى نتعرف على الآخر وفقا لقاعدة «بضدها تتميز الأشياء».
فالوعى يزيد بالقراءة والتجربة واليقظة والتأمل والفهم..

وينتقص بأضداد تلك الثوابت. أى بالجهل وعدم الخبرة والغفلة وإهمال العقل والتدبر.. وعندما يتشكل الوعى بصورته الآمنة عند الفرد والأسرة والمجتمع.

هنا يتفاعل الوعى الجمعى أو الجماعى حيث يتدارك اشكاليات التغريب التى ألمت بالمجتمع والأمة. لأن الواقع بلغ ما بلغ من التعقيد بما لا يستطيع فرد مهما كان أن يلم بخرائطه وتشابكاته وحيدا.. لذا وجب استحضار مراكز التفكير (THINK TANKS)..

ولا يخفى على أحد أن الوطن تعرض فى العقود الأخيرة لأزمات وإصابات أدت الى تجريف الوعى عند أعداد وشرائح لا يستهان بها فأصبحت رؤيتها مشوشة، وطريقة ادراكها لذاتها وقيمها والعالم من حولها طريقة غير سوية.. مما يستدعى مضاعفة الجهد ممن يعملون ويشتغلون بتوجيه الوعى من المثقفين والمستنيرين وعلماء النفس والاجماع وذوى الخبرة..

ويهتمون بتصحيح مساره، وذلك لأهمية «قضية الوعى»  والتى يجب أن نوليها ونمنحها قدرها.. فالأمر لم يعد يتحمل عبثا.. فهى قضية حياة أو موت ـ وجود أو فناء ـ فاعلية أو خمول.. الامر.. جد خطير .

«للحديث بقية ..

إن كان فى العمر بقية»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة