الخميس، 13 أبريل 2023 - 11:09 م

سلسلة بشرية كأنها لوحة فنية رسمتها ريشة فنان تروى عظمة الرحمة والمودة فى شهر رمضان.. موائد الرحمن بدأت مع عصر الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، حين قدم إليه وفد من الطائف اعتنقوا الإسلام، فكان يرسل إليهم إفطارهم وسحورهم مع بلال بن رباح، واقتدى به الخلفاء الراشدون، أما جذورها التاريخية فى مصر.

أكد الباحث الأثرى سامح الزهار أنها تعود للفقيه الليث بن سعد، والذى كان يتناول الفول، ويقدم لضيوفه أشهى الأطعمة، وأول مائدة رحمن أقامها أحمد بن طولون عام 880 م، وورث ابنه خماروية الأمر عنه، فكان يقيم موائد للإفطار والسحور فى الأماكن العامة.‏.

وأقام المعز لدين الله، مائدة يفطر عليها زوار جامع عمرو بن العاص وكان يخرج من قصره 1100 قدر من جميع ألوان الطعام توزع على الفقراء، وفى عصر المماليك والعثمانيين تراجعت موائد الرحمن بسبب الحروب، واكتفى المصريون فى العهد المملوكى بمظاهر بسيطة، ومع الاستعمار بدأت الجمعيات الخيرية تعيد إحياء موائد الرحمن للفقراء، وفى القرن العشرين عادت برعاية بنك ناصر الاجتماعي، بجوار الجامع الأزهر، وكان يفطر عليها أربعة آلاف صائم.‏

◄ اقرأ أيضًا | خان الخليلي.. متحف آثار الإسماعيلية يكشف تفاصيل جديدة عنه

أما أول مائدة رحمن قبطية فى رمضان أقيمت فى شبرا، عام 1969 على يد القمص صليب متى ساويرس، راعى كنيسة مار جرجس بميدان الأفضل، وبدأت المساجد فى إعداد موائد الرحمن الخاصة بها، بينما كان الأثرياء يعدون موائدهم وحدهم، وتولت الحارات الشعبية زمام الأمور خلال السنوات الماضية وحتى يومنا هذا، وما حدث فى المطرية أكبر دليل على ذلك حيث نجحت فى تنظيم مائدة هى الأكبر هذا العام.