أول حادث طيران فى العالم
أول حادث طيران فى العالم


 أول حادث طيران في العالم  

خيري عاطف

الجمعة، 14 أبريل 2023 - 01:37 م

لم يكن فى مخيلة الإنسان قط أنه يستطيع التحليق فى السماء ذات يوم، بل إن أحلام البشر كانت مقتصرة حتى القرن السادس عشر فى كيفية اختراع شيء يمكنهم من الانتقال السريع، حتى كانت الإختراعات البدائية المتمثلة فى الدرجات الهوائية ثم البخارية ثم السيارات البخارية ومنها الى السيارات ذات محرك البنزين.

لكن رغم ان الحلم طيلة ازمنة طويله لم يكن فى خيال البشر، بدت ان هناك غريزة داخل الإنسان للطيران، بدأت فى القرن الثامن عشر عندما كان الصينيون يعاقبون المجرمين بربطبهم فى طائرات هوائية اغلبها مصنوعه من الورق، ومع مرور الزمن كان احد مشاهير العالم حتى الأن وهو ليوناردو دا فيتشى، توصل خياله الى ان البشر من الممكن ان يحلقون ذات يوم فى السماء، وعبر عن حمله فى العديد من التصاميم لطائرات، لكنه ولا غيره قاموا بأى محاوله لذلك.

 

اقرأ أيضا| رفض تقبيلها في رمضان .. كامليا «تثور» وكمال الشناوي: أنا صايم يا ناس

فى أواخر القرن الثامن عشر بدأت اولى محاولات البشر فى الطيران الجاد، حيث استخدمت البالونات المملؤه بالهواء الحار والمجهزة بسلة الركاب فى الظهور، وبدأت فى الإنتشار مع بداية القرن التاسع عشر، وكان استخدامها فعال بشكل جيد فى عدة حروب اندلعت حول العالم فى ذلك الوقت،حيث كان لها الحيز الأكبر فى مراقبة تحركات العدو فى ساحات المعارك.

حتى كان لمحاولة عباس بن فرناس الأولى من نوعها فى الأندلس عندما حاول الطيران ولقى مصرعه على الفور، ومن ثم الإخوان رايت اللذان تمكنا من صناعة أول طائره فى العالم، ورغم انها كانت بدائية جداً وخطر جداً جداً، الإ انها كانت تعتبر الإهاصة الأولى لصناعة الطائرات حول العالم لتحدث نقله نوعية كانت ذات يوم فوق خيال البشر. والأن كيف بدأت صناعة الطائرات؟، وكيف كان أول حادث شهده التاريخ؟، هذا ما ستعرفه الان. 

محاولات بدائية كثيرة حاول خلالها البشر الطيران، انتقلت من مرحلة الى اخرى من حيث التطور، لكن جميعها باءت بالفشل، مقتصره كما اكدنا على الخيال او مجرد الحلم، وانتهى الحلم فى البداية بمصرع من فكر وحاول وهو عباس بن فرناس، حتى كان للإخوان رايت تلك المحاولة الجديدة التى استطاعا من خلالها تسجيل اختراع الطائرة، ليحصلا على مكافأة نظير هذا الإختراع بلغت مائة الف دولار فى السنة الثانية من بداية القرن التاسع عشر، وهو مبلغ كبير وذخم جداً فى هذا الوقت، كما حصل الإخوان رايت حينها على على ثلث حصة اول شركة طيران تم اختيار نيويورك مقراً لها، بأسهم وصلت قيمتها الى مليون دولار، بالإضافة الى 10% من حقوق الملكية على كل طائرة مباعة.

مصرع الاوائل

سجل التاريخ ثلاثة حوادث تم اعتبارها بإنها الأولى من نوعها فى حوادث الطيران، كانت اولى تلك المحاولات بمرع عباس بن فرناس عند محاولته الأولى للطيران، اما الثانية فكانت عبر الأخوان رايت، عندما تم استخدام الطائرات الأولى فى الجيش الأمريكى، حيث ادت سلسلة من حوادث تحكم الطائرات سواء اثناء الإستعراضات العسكرية او خلا الحروب الى التشكيك فى براءة اختراع الاخوين رايت، وكان هذا فى الفترة ما بين 1912 و 1913، حيث بلغ اجمالى القتلى جراء استخدام الطائرات فى الحروب الى 11 شخصاً، كما تحطمت الطائرات الستة وهم اجمالى عدد الطائرات التى يمتلكها الجيش الأمريكى، لكن اروفيل اوريت علل سبب الحوادث وقتها بإنها استخدام سيىء من الطيارين، مشيراً الى انهم يتعمدون الصعود الحاد بالطائرات، ولذلك تم اول تعديل يجنب الطيار الصعود الحاد، لكن توصل تحقيق حكومى بعد ذلك بأن تلك الطائرات غير معدة للإستخدام ولا مهيئة من الاساس للطيران حتى بعد التعديل، ولذلك كان قرار الجيش الأمريكى استخدام الطائرات المزودة بمراوح دافعة، وذلك بسبب احتمال سحق المحرك للطيار، حيث كان تم تصميم مكان المحرك خلف الطيار مباشرة.

بعد هذا الحادث، حدثت تدخلات كبيرة من المتخصصين والتى احدثت نقلة نوعية ثانية ادت الى اعادة استخدام الطائرات من جديد فى الجيش الأمريكى، بعوامل أكثر امان، ومن ثم بدأ الإنتشار العسكرى فى الطائرات حتى ظهرت بصورة واضحة جداً خلال الحرب العالمية الأولى والثانية.

اول حادث مدنى

ومن الضحايا العسكريين الى الضحايا المدنين، كانت اولى حوادث الطيران التى تم تسجيلها فى التاريخ، والتى وقعت فى السابع من ابريل لعام 1922، اى بعد سنوات قلائل من الدفع بالطائرات البدائية الأولى فى الاستخدامات العسكرية وخاصة فى الجيش الأمريكى.

بدت فكرة استخدام الطائرات فى الانتقالات المدنية بين البشر جلية بعد قلة الطلب على الطائرات العسكرية بعد الحرب العالمية الأولى، وكانت البداية من عدة دول اوربية كان على قائمتها بريطانيا وفرنسا، حيث تم تحويل تصاميم الطائرات العسكرية الى مدنية، وتم تدشين عدد من الشركات المدنية، كانت بريطانيا وفرنسا ايضاً هم اصحاب البادرة الأولى حينها، عندما استطاعت بريطانيا تسجيل اول طائرة مدنية فى التاريخ، على ان يتم تصنيع ثلاثة طائرات اخرى لتنضم الى اول اسطول طيران مدنى فى التاريخ، اما فرنسا فإستطاعت تحول احدى طائراتها العسكرية الى مدنية، وكان تشغيلها على على خط لابورجيه – كرويدون.

بعد اربعة ايام فقط من تدشين شكة الطيران البريطانية، اقلعت طائرتها المحملة برسائل البريد، وعلى متنها الطيار ومساعده، وكانت خط الرحلة من بريطانيا الى فرنسا، كما اقلعت الطائرة الفرنسية وكان على متنها ثلاثة ركاب وهم امريكى وزوجته وفرنسى بالإضافة الى ميكانيكى، وكان خط رحلتها متجهاً ايضاً الى باريس.

وحسب ما ذكرته التحقيقات الرسمية والتى تم تدوينها فى السجلات، ان الطائرتان كانا يحلقان فى مسارهما الطبيعى، لكن الأجواء الطبيعية كانت قاسية على الطائرتان فى هذا التوقيت، خاصة مع الضباب ورذاذ المطر والرؤية الضعيفة، وبينما كانت الطائرتان تحلقان على ارتفاع 150 متراً بالقرب من بيكاردى بفرنسا، وهى مدينة تقع على مسافة 110 كم شمال باريس، ارتطمت الطائرتان وجهاً لوجه خلال الضباب، وحسب الإمكانيات البدائية حينها، اكد المراقبون انه لم يكن هناك اى تقصير من الطياريين أو الأطقم المعاونة، حيث لم يكن لأحدهما الفصة الهروب من هذه المواجهه، التى ادت الى فقدان الطائرة الإنجليزية الجناح والذيل، والتى هوت بسرعة الى الأرض، بينما تماسكت الطائرة الفرنسية عن البريطانية، ويبدو ان هذا التماسك بفضل انها عسكرية الأصل، الإ ان تماسكها لم يزيد عن بضعة دقائق من الإرتطام لتسقط هى الأخرى على الأرض.

وكما تشير المعلومات الى ان جميع من كانوا على متن الطائرتين قد لقيوا مصرعهما فى الحال جراءء الحادث، بإستثناء مساعد الطيار الذى كانت حالته حرجة جداً، وكان قد تم نقله الى احدى القرى الفرنسية القريبة من موقع الحادث، الإ انه توفى بعد ايام قليلة من الحادث جراء اصاباته البالغة، ليتم تسجيل يوم السابع من ابريل لعام 1922 بإنه شهد الحادث الأولى من نوعه لطائرات مدنية ادت الى مصرعها كامل من كانوا على متنها بإجمالى سبعة أشخاص.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة