مجدى حجازى
مجدى حجازى


فى الشارع المصرى

«اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى»

أخبار اليوم

الجمعة، 14 أبريل 2023 - 05:25 م

عن عائشة  قالت: «قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أى ليلة القدر ما أقول فيها؟»، قال : قولى: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى». رواه أحمد وابن ماجه والترمذى، وصححه.. فلماذا سؤال العفو فى ليلة القدر؟. 

لأن أحدًا لا يطيق عذاب الله إن لم يعفُ عنه؛ فعن أنس بن مالك : «أن رسول الله  عاد رجلا من المسلمين، قد خفَت، فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله : هل كنت تدعو الله بشىء، أو تسأله إياه؟ قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبى به فى الآخرة فعجله لى فى الدنيا، فقال رسول الله : سبحان الله! لا تطيقه، ولا تستطيعه، أفلا قلت: اللهم آتنا فى الدنيا حسنة، وفى الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار؟ قال: فدعا الله به، فشفاه الله تعالى». «صحيح مسلم». 

ولأن طلب العفو والمغفرة هو دعاء الأنبياء جميعا لأنفسهم، فهذا أبونا آدم، ومعه أمنا حواء يدعوان: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ «الأعراف:23»، وهذا سيدنا نوح يقول: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِى وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا﴾ «نوح:28»، وهذا سيدنا موسى يسأل ربه: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ «القصص:16».. ولأن هذا دعاء الملائكة للمؤمنين، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ «7» رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِى وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «8» وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ «غافر: ٩:٧»..

ولأن هذا دعاء الأنبياء للمؤمنين.. ولأن هذا ما أمر به الله سيدنا محمدًا أن يفعله لنفسه وللمؤمنين، قال تعالى: ﴿واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات﴾ «محمد:19»..

وقال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾ «المؤمنون:118»..

ولأن عفو الله فى القرآن ذكر مع الذنوب العظام، قال تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا﴾ «النساء:153»..

ولأن هذا ما علمه النبى  أبا بكر ؛ فعن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال: قلت: «يا رسول الله، علمنى دعاء أدعو به فى صلاتى، قال: قل: اللهم إنى ظلمت نفسى ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لى مغفرة من عندك، وارحمنى، إنك أنت الغفور الرحيم» «متفق عليه»..

ولأن العفو والمغفرة والرحمة خير من كل ما يجمعه الإنسان، قال تعالى: ﴿لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ «آل عمران:157» وقال تعالى: ﴿وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ «الزخرف:32» 
«اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى».. اللهم بلغنا ليلة القدر.. حفظ الله المحروسة شعبًا وقيادة، والله غالب على أمره.. وتحيا مصر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة