يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى


فنجان قهوة

صِيت وصوت الشيخ عبدالباسط

أخبار اليوم

الجمعة، 14 أبريل 2023 - 05:57 م

حنجرة الذهب التى أبدعت فى تلاوة القرآن الكريم طير السماء الذى قرأ..

فأمطرت السماء بردا وسلاما على القلوب.. ولد فى أرمنت بالأقصر جنوب الصعيد سنة ١٩٢٧فى بيت عامرٍ بأصوات التلاوة الجميلة بين الجد الشيخ عبدالصمد سيد التجويد والأب الشيخ محمد المُبحر فى أحكام التلاوة والموظف البسيط فى كُتاب القرية وعمره خمس سنوات بدأ فى حفظ القرآن الكريم وتجويده..

ألهمه صوت الشيخ رفعت فى بدايات تلاوته بالإذاعة المصرية أن التلاوة الساحرة هى التى تأتى من القلب، كانت موهبته فى حفظ القرآن الكريم حاضرة ومفرحة وقدرته على التلاوة السليمة والتحكم فى كل لفظ وآية صادقا ومتقنا.

قبل العاشرة حفظ الشيخ عبدالباسط عبدالصمد القرآن الكريم كاملا، حتى إنه وصف نفسه أن آيات القرآن الكريم كانت تجرى كالنهر المتدفق تعلم أصول وعلوم القراءات على يد أستاذه الشيخ محمد سليم بعد عامين، كان صيت وصوت الشيخ عبدالباسط وعمره وقتها ١٢ سنة يجوب قرى ونجوع الصعيد فى شهر رمضان المبارك قبل أن يقرر الحضور إلى القاهرة للتلاوة فى ليالى مولد السيدة زينب والحسين نهاية الأربعينيات، فأصبح أحد معالم تلاوة القرآن فيها.

وفى عام ١٩٥١ تقدم للإذاعة المصرية فاعتمدت صوته مقرئاً بها، وحقق حلمه القديم أن يتلو من نفس المكان الذى سبقه اليه أستاذه الشيخ محمد رفعت.

سكن الشيخ عبدالباسط بجوار حبيبته ومقامها السيدة زينب، وانتشر صوته فى كل مكان فى مصر والعالم العربى.. وبسببه انتشر الراديو فى كل بيت للاستماع إلى تلاوته الخاشعة..

قرأ القرآن الكريم فى شهر رمضان فى كل البلاد العربية التى وُجهَت له الدعوات للبقاء بها، لكنه كان دائما يقول لا يمكننى أن أعيش بعيدا عن عتبات أحب الناس إلى قلبى السيدة زينب والسيدة نفيسة وسيدنا الحسين مهما سافر يعود.. ومهما اُستقبَل استقبال الملوك فى كل بلد زاره عاد إلى وطنه مشتاقاً إلى كل بيت فيه.

رحل الشيخ الجليل فى نوفمبر ١٩٨٨ بعد مسافة من المرض لم تمنعه عن تجويد القرآن فجر كل يوم، وبقى علامة من علامات دولة التلاوة للقرآن الكريم وزينة بهية من أبهة كنوز شهر رمضان المبارك.. يُسمع صوته حتى الآن فى مساجدنا العتيقة فتختلط داخلنا مشاعر بين الفرح والشجن، كان نبيلا.. فحلق صوته بنا بين السماء والأرض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة