الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف


وزير الأوقاف: كن أنت مفتاحًا للخير يفتح الله عليك كل أبواب الخير 

كرم من الله السيد

السبت، 15 أبريل 2023 - 10:12 ص

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أن الله (عز وجل) هو الفتاح الوهاب، وهو (سبحانه وتعالى) الذي يفتح أبواب الرحمة والخير ‏والرزق لعباده، وهو الذي يفتح لهم أبواب الحكمة والعلم والتوفيق.

اقرأ أيضا| الأوقاف: استقبال ليلة القدر يكون بالذكر وقراءة القرآن ومزيد من القيام  

وتابع الوزير في كلمة له علي صفحته الرسمية علي موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك :  وهو الذي يفتح قلوبهم ‏وأبصارهم للحق، وهو الذي يفتح لهم أبواب النصر، وهو الحكم العدل الذي يفتح بينهم أي: ‏يفصل بينهم، وهو (سبحانه وتعالى) من فضله وكرمه ورحمته يفتح أبواب الخير لعباده، وييسر لهم ‏أبواب الرزق، يقول سبحانه: "مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ" رزقا أو جاهًا أو سلطانًا أو علمًا أو ترقية أو أبناء أو صحة، فأبواب الخير كثيرة، "فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ ‏مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏"، ألم يقل ‏نبينا (صلى الله عليه وسلم): "واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ، لم ينفعوك إلا ‏بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، ولو اجتمعوا على أن يضروكَ بشيءٍ، لم يضروكَ بشيءٍ إلا قد كتبه اللهُ ‏عليكَ، جَفَّتِ الأقلامُ ورُفِعَتِ الصُّحُفُ"؟.

وأردف:  ونقول ما قاله النبي (صلى الله عليه وسلم): " اطْلُبوا ‏الحَوائِجَ بعِزَّةِ الأَنْفُسِ؛ فإنَّ الأُمورَ تَجري بالمَقاديرِ"، ونقول لمن يحسدون الناس على ما آتاهم الله ‏من فضله، لن تؤذوا إلا أنفسكم، ومن أراد الله به خيرًا الدنيا وما فيها لن توقف الخير الذي أرداه ‏الله له، ومن أراد الله به ضرًا الدنيا وما فيها لن تحول دون ما أراده الله له: "مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ ‏رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ ‏مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏"، فطيبوا نفسًا، حبوا الخير ‏للناس، ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا يمكر بعضكم ببعض، وما أصاب كل إنسان سيأتيه لا محالة، يقول نبينا (‏صلى الله عليه وسلم): "وتعلمَ أنَّ ما أصابَكَ لم يكن ليخطئَكَ وما أخطأكَ لم يكُن ليصيبَكَ".

وأكد أن الله (عز ‏وجل) يفتح أبواب السماء بالخيرات والبركات لعباده المؤمنين، يقول سبحانه: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ‏آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ ‏وَالْأَرْضِ‏"، قد يأتي المال ولا يبارك الله فيه، وقد يأتي ‏المال وتذهب الصحة، وقد يأتي المال وتأتي معه مشكلات كثيرة، أما إذا أتى المال وجاءت معه البركة من الله ‏كان بركة على الحياة كلها: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ ‏وَالْأَرْضِ ‏وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ".

وتابع: و هو الفتاح الحكم العدل الذي يفصل بين عباده ‏بالحق، ويقضي بينهم بالحق في الدنيا والآخرة، حيث لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، ‏يقول سبحانه: "قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ"، يفتح بيننا أي: يفصل ويحكم، ويقول ‏سبحانه: "عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ‏"، ويقول سبحانه ‏على لسان سيدنا نوح (عليه السلام): "قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا ‏وَنَجِّنِي ‏وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ‏"، ويوم الفتح هو يوم الفصل، حيث يقول سبحانه: "قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا ‏يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ‏"، وهو الذي يفتح لمن يشاء من عباده أبواب الحكمة ‏والعلم والفقه في الدين، وحتى في أمور الدنيا والحياة، يقول سبحانه: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ ‏يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا ‏يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ‏"، وهو الذي يلهم عباده سبل ‏الرشاد، حيث يقول سبحانه: "وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"، وهو الذي يفتح لعباده ‏سبل الرشاد حيث يقول سبحانه: "وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ‏"، ويقول سبحانه: "‏وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ‏"، ويقول سبحانه: "أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ‏فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ ‏قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ‏"، ويقول سبحانه: "فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ ‏يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ".

وهو الذي فتح باب التوبة واسعًا أمام التائبين، حيث يقول نبينا ( صلى الله ‏عليه وسلم): "إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ ‏مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا"، وهو الذي يفتح على العبد المؤمن بعمل صالح قبل ‏موته، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ أحدَكُم ليعملُ بعملِ أَهْلِ الجنَّةِ حتَّى ما يَكونُ بينَهُ ‏وبينَها إلَّا ذراعٌ ثمَّ يسبِقُ علَيهِ الكتابُ فيُختَمُ لَهُ بعملِ أَهْلِ النَّارِ فيدخلُها، وإنَّ أحدَكُم ليعملُ بعملِ ‏أَهْلِ النَّارِ حتَّى ما يَكونَ بينَهُ وبينَها إلَّا ذراعٌ ثمَّ يسبِقُ علَيهِ الكتابُ فيُختَمُ لَهُ بعملِ أَهْلِ الجنَّةِ ‏فيَدخلُها"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "إذا أراد اللهُ (عزَّ وجلَّ) بعبدٍ خيرًا عسَّلهُ، وهل تَدْرونَ ما ‏عسَّلهُ؟ قالوا: اللهُ (عزَّ وجلَّ) ورسولُهُ أعلمُ، قال: يفتَحُ اللهُ عزَّ وجلَّ له عملًا صالحًا بيْنَ يَدَيْ موْتِهِ حتَّى ‏يَرضى عنه جيرانُهُ، أو مَن حوْلَهُ"، تلك هي حسن الخاتمة، ‏نسأل الله (عز وجل) أن يفتح لنا بالخير وأن يختم لنا وإياكم بخاتمة السعادة أجمعين، في هذا الشهر ‏الكريم وفي حياتنا كلها.
وهو الذي يفتح على نبينا (صلى الله عليه وسلم) الفتوحات يوم القيامة ‏بأنواع المحامد والتسابيح، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث الشفاعة الكبرى: "‏فأنْطَلِقُ فأسْتَأْذِنُ علَى رَبِّي، فيُؤْذَنُ لِي، فأقُومُ بيْنَ يَدَيْهِ فأحْمَدُهُ بمَحامِدَ لا أقْدِرُ عليه الآنَ، يُلْهِمُنِيهِ ‏اللَّهُ، ثُمَّ أخِرُّ له ساجِدًا، فيُقالُ لِي: يا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وقُلْ: يُسْمَعْ لَكَ، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ ‏تُشَفَّعْ"، نسأل الله (عز وجل) أن يجعلنا في هذا الشهر الكريم من أهل شفاعته (صلى الله عليه ‏وسلم) وأن يسقينا عند الحوض من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدًا.

ولفت إلى أنه إذا ضاقت عليك الأرض ‏أو غلبتك الهموم أو ألحت عليك المشاكل، أو حتى بتَّ في سعة فالجأ إلى ربك الفتاح واسأله أن ‏يفتح لك كل أمر مغلق، وأن ييسر لك كل أمر عسير، وأن يرزقك من حيث لا تحتسب، وكن أنت مفتاحًا للخير يفتح الله عليك كل أبواب الخير فالمؤمن مفتاح للخير مغلاق للشر، يقول نبينا (صلى ‏الله عليه وسلم): "إن هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحاً ‏للخير مغلاقاً للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير"، والمؤمن هين لين سهل يسعى في ‏الخير ولا يفعل الشر، يقول نبينا (صلى ‏الله عليه وسلم): "المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ"، وإذا أردت أن يفتح الله لك ‏أبواب رحمتك فارحم الضعيف والمسكين واليتيم والكسير في هذا الشهر الكريم فمن لا يرحم لا ‏يرحم، يقول نبينا (صلى ‏الله عليه وسلم): "الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ" ‏ارحموا ترحموا.‏
نسأل الله (عز وجل) أن يتغمدنا بواسع رحمته وأن يفتح لنا أبواب رحمته وخزائن مغفرته في هذا الشهر الكريم وأن يوسع علينا من أمور دنيانا وأن يكرمنا في أمور ديننا وآخرتنا ومعادنا وأن يجعلنا في هذا الشهر الكريم من المقبولين.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة