صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


يوم الأسير الفلسطيني.. زيادة في عدد المعتقلين بسجون الاحتلال وأكثرهم من القدس

أحمد نزيه

الإثنين، 17 أبريل 2023 - 03:20 م

يُحيي أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، اليوم الاثنين 17 أبريل، يوم الأسير الفلسطيني، والذي يصادف السابع عشر من أبريل من كل عام، بعد أن اعتمد هذا اليوم المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 يومًا وطنيًا من أجل حرية الأسرى، وتوحيد الجهود والفعاليات لنصرتهم، ودعم حقّهم المشروع في الحرية.

ومنذ ذلك التاريخ، كان وما زال يوم الأسير يومًا خالدًا يحيه الشعب الفلسطيني سنويًا في كل أماكن تواجده في الداخل والشتات، بوسائل وأشكال متعددة، ليذكّروا العالم أجمع بالأسرى الفلسطينيين، وما يتعرضون له بشكل يومي من أبشع صنوف العذاب والانتهاكات والتجاوزات في سجون الاحتلال، التي فاقت وتجاوزت كل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية، وفي مقدمتها القانون الإنساني الدولي، و"اتفاقية جنيف الرابعة"، ومبادئ حقوق الإنسان، و"النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

واختير هذا التاريخ، للاحتفال بيوم الأسير، كونه شهد إطلاق سراح أول أسير فلسطيني، وهو محمود بكر حجازي، في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.

وأقرت القمة العربية العشرين أواخر مارس من عام 2008، في العاصمة السورية دمشق، اعتماد هذا اليوم من كل عام للاحتفاء به في الدول العربية كافة، تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا: جبهة النضال تدعو لتدويل قضية الأسرى الفلسطينيين

4900 أسير في سجون الاحتلال

ومع إحياء يوم الأسير الفلسطيني، قالت مؤسسات الأسرى، في تقريرٍ مشترك، صدر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز وادي حلوة- القدس، إن سلطات الاحتلال تواصل اعتقال نحو 4900 أسير، بينهم 31 أسيرة، و160 طفلًا بينهم طفلة، تقل أعمارهم عن 18 عامًا، إضافة إلى أكثر من 1000 معتقل إداريّ، بينهم 6 أطفال، وأسيرتان، وهما (رغد الفني، وروضة أبو عجمية).

ويمثل هذا العدد زيادة في عدد المعتقلين في سجون الاحتلال، فكان العدد المعلن عنه من قبل هيئة الأسرى الفلسطينية مع نهاية عام 2022 يبلغ نحو 4700 أسير في سجون الاحتلال، كما أنه كان قبل عام من الآن مع إحياء ذكرى يوم الأسير في العام الماضي يبلغ نحو 4560 أسيرًا.

وأوضحت في تقرير أعدته، لمناسبة يوم الأسير، أنّ المتغير الوحيد القائم هو أنّ سلطات الاحتلال وبأجهزتها المختلفة، عملت على تطوير المزيد من أدوات التّنكيل، وتعمق انتهاكاتها عبر بنية العنف الهادفة إلى سلب الأسير الفلسطيني فاعليته وتقويض أي حالة نضالية متصاعدة ضده، بهدف تقرير مصيره، وحماية حقوقه الإنسانية.

الأسرى القدامى

وبحسب التقرير، يبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو، 23 أسيرًا، أقدمهم الأسير محمد الطوس المعتقل منذ 1985، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هناك 11 أسيرًا من المحررين في صفقة "تبادل الأسرى"، الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم وهم من قدامى الأسرى الذين اعتُقلوا منذ ما قبل (أوسلو) وحُرروا عام 2011، وأعيد اعتقالهم عام 2014، أبرزهم الأسير نائل البرغوثي، الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، والذي دخل عامه الـ43 في سجون الاحتلال، قضى منها 34 عاما بشكل متواصل، ووصل عدد الأسرى الذين أمضَوا أكثر من 20 عامًا قرابة الـ400 أسير، وهم ما يعرفون بـ"عمداء الأسرى"، بالإضافة إلى العشرات من المحررين الذين أعيد اعتقالهم عام 2014، وأمضَوا أكثر من 20 عامًا على فترتين.

فيما بلغ عدد الأسرى، الذين صدرت بحقّهم أحكام بالسّجن المؤبد 554 أسيرًا، وأعلى حكم أسير من بينهم الأسير عبد الله البرغوثي ومدته 67 حكمًا بالمؤبد، وعدد شهداء الحركة الأسيرة بلغ 236 شهيدًا، وذلك منذ عام 1967، بالإضافة إلى مئات من الأسرى استُشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون.

أما عدد الأسرى الشهداء المحتجزة جثامينهم، فقد بلغ 12 أسيرًا شهيدًا، وهم: أنيس دولة الذي استُشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات منذ عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح وثلاثتهم استُشهدوا خلال عام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر خلال عام 2020، والأسير سامي العمور الذي استُشهد عام 2021، والأسير داوود الزبيدي الذي استُشهد عام 2022، ومحمد ماهر تركمان الذي ارتقى خلال عام 2022 في مستشفيات الاحتلال، إضافة إلى الأسير ناصر أبو حميد، الذي استُشهد في كانون الأول 2022، والمعتقل وديع أبو رموز، الذي ارتقى في مستشفيات الاحتلال في 28 يناير 2023.

وعدد الأسرى المرضى أكثر من 700 أسير يعانون من أمراض بدرجات مختلفة، وهم بحاجة إلى متابعة ورعاية صحية حثيثتَين، منهم 24 أسيرًا ومعتقلًا على الأقل مصابون بالسرطان، وبأورام بدرجات متفاوتة، أصعب هذه الحالات اليوم حالة الأسير القائد وليد دقّة المعتقل منذ 37 عامًا، والأسير عاصف الرفاعي.

واقع عمليات الاعتقال منذ مطلع 2023

وسجلت المؤسسات المختصة منذ مطلع العام الجاري نحو 2300 حالة اعتقال، حيث تشكّل عمليات الاعتقال أبرز السّياسات الثّابتة والممنهجة التي استهدفت شرائح المجتمع الفلسطينيّ كافة، وبلغ عدد الأطفال المعتقلين منذ مطلع العام الجاري أكثر من 350 طفلًا، غالبيتهم من القدس، فيما بلغ عدد النّساء والفتيات اللواتي تعرضن للاعتقال 40 امرأة.

وتشكّل نسبة عمليات الاعتقال في القدس، الأعلى مقارنة مع بقية محافظات الضفة، حيث تجاوزت حالات الاعتقال خلال العام المنصرم أكثر من 3000 حالة من بين 7000 حالة اعتقال من الأرض الفلسطينية، ولم تتوقف فعليا وتيرة الاعتقالات العالية منذ مطلع العام الجاري، إذ سُجلت أكثر من 1200 حالة اعتقال في القدس وبلداتها، وذلك إلى جانب عمليات الاعتقال، والحبس المنزلي، والإبعاد، وفرض الضرائب، والغرامات، والتعويضات، وهدم المنازل، والحجز على أموال عائلات أسرى داخل سجون الاحتلال، ومحررين، بهدف محاربة الوجود الفلسطيني، وتهجير السكان الأصليين من القدس.

كما شكلت جريمة الاعتقال الإداري التعسفيّ أبرز الجرائم التي صعّدت سلطات الاحتلال من تنفيذها، والتي تهدف بشكل أساس إلى تقويض أي نضالية فاعلة وراهنة، فقد تجاوز أعداد المعتقلين أكثر من ألف، وهذه النسبة هي الأعلى منذ عام 2003، والتي طالت الأطفال والنّساء وكبار السّن والمرضى، حيث بلغ عدد المعتقلين الإداريين بين صفوف الأطفال (6) أطفال، وأسيرتين، مع الإشارة إلى أنّ عدد أوامر الاعتقال التي صدرت بذريعة وجود "ملف سرّي" بلغت منذ مطلع العام الجاري أكثر من 860 أمرًا، مع التأكيد أن غالبية المعتقلين الإداريين هم أسرى سابقون أمضَوا سنوات في سجون الاحتلال.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة