الأربعاء، 19 أبريل 2023 - 06:19 م

الشعب المصرى مختلف بطبعه .. يعظم مظاهر الأعياد لكل الديانات، فيحتفل الجميع مسلمين ومسيحيين بشعائر نفس الأعياد.. حتى أنك ترى أن بعض الأعياد فرعونية يجتمعا حولها معبرين عن وحدة المصريين جميعاً..

المصرى محب للفرحة والبهجة مهما عانى وقاسى، تجده يجتهد ويبذل أقصى جهده للاحتفال بكل المناسبات.. فلا تختفى عبارة "كل عام وأنتم بخير طوال العام" !!،

عادة مصرية يقولونها لبعضهم البعض قبل قدوم الأعياد ومعها المصرى لا يخفى فرحته وبهجته فى العيد.. تجد الشوارع تزدان بكل مظاهر الفرح والبيوت عامرة من فضل الله ولا يترك المصرى أخاه المصرى أبداً، وكأن الله خلق لنا الأعياد لنتكافل ونتكامل ويغدق القادر على المحتاج.

ولتعظيم الأعياد سنة نبوية فالرسول صلى الله عليه وسلم حثنا على الاحتفال بالعيد .. وهاهو عيد الفطر يطرق أبوابنا ليقدم المنحة لكل مسلم على طاعته وعبادته، ويتواكب مع أعياد الأخوة المسيحيين وعيد شم النسيم ذلك العيد الفرعونى الذى يحتفل فيه المصريون بعيد الربيع.

وإذا كان العيد منحة من الله سبحانه وتعالى، فالعبادة منحة من الله الذى أمرنا أن نحمده على ما هدانا إليه من نعمة الإسلام والطاعة وأن لنا ربا نعبده، ورسم لنا الطريق للجنة فنصبح نفوساً تتهذب وتتلقى هدية المولى عز وجل بكل حب وتقدير وشكر فنكبر الله على هديته ولنكمل العدة ونذكره كثيراً عقب عيد الفطر لنتقرب لله سبحانه وتعالى أكثر بالطاعات فلا ينسى المسلم أن يحسن لغيره، فتزدهر أيام العيد بألوان من الحب والتسامح وصلة الرحم، وهى من أعظم مكاسب الأعياد، ليعم السلام النفسى والاجتماعى.

ومهما كانت قسوة الأيام والظروف الاجتماعية والاقتصادية على المسلم أن ينحيها ولو لفترة قصيرة ليعظم شعائر الله وله الأجر عليها.

وفى تصورى أن الإنسان حينما يكون فى طاعة مع ربه يكون فى أسمى معانى الراحة النفسية، بل أنها تزداد كلما بذل من مشقة وزهد فى الشهوات، فيشعر معها بالتطهر والجهاد ويقدم على ربه فتمتلئ  روحه بالصفو.. ويشاء الله ألا نبعد كثيراً عن فرحة عيد حتى يهدى الله إلينا عيداً آخر بعد أيام قليلة يأتى إلينا عيد الاضحى وتتوالى الأعياد ليمسح الله على قلب المؤمن كل تعب ومشقة فى الدنيا.. كل عام وكل مصرى بخير وأدام الله الأعياد على بلادنا آمنة مطمئنة.