كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

دخان السيجارة وحبل الأفكار!

كرم جبر

الأربعاء، 19 أبريل 2023 - 06:21 م

إذا أردت الإقلاع عن التدخين، لا تفكر فى الإقلاع عن التدخين، اتخذ القرار فوراً وفى جزء من الثانية، ولا تقل بكرة أو بعده، أو عند انتهاء مشكلة ما.. كن شجاعاً وارمِ كل السجائر فى سلة الزبالة ولا تعطيها لأحد حتى لا تتحمل وزره.

هناك وهم اسمه "دخان السيجارة وحبل الأفكار"، بمعنى إذا توقف التدخين تهرب الأفكار، وأساس الارتباط هو التعود والاعتياد، سواء أثناء الكتابة أو بعد الأكل أو أثناء قيادة السيارة أو تناول الشاى والقهوة.

الاختبار هو الانتصار على تلك الساحرة البيضاء، وإنهاء العلاقة الخاسرة مادياً ومعنوياً ونفسياً وصحياً، وإذا مرت الأيام الأولى للتخلص من التدخين بسلام، فسوف ينعم صاحبها بالراحة، ويكره رائحة الدخان والمدخنين.

المزايا كثيرة:

وأولها توفير مبلغ لا بأس به بعد ارتفاع أسعار السجائر خصوصاً مع أصحاب الدخول المحدودة الذى يفضل السيجارة على رغيف الخبز.. وثانياً: تحسن الصحة العامة والتخلص من الكحة المزعجة والبلغم والنهجان وآلام الصدر والشهيق والزفير المزعج.. وثالثاً: تحسن المزاج والابتعاد عن الاكتئاب الناجم عن سوء الحالة النفسية بسبب شراهة التدخين.. ورابعاً: الشعور بالقوة وانتصار العزيمة وقوة الإرادة للتخلص من داء خطير استمر لسنوات.

الإنسان يمكن أن يتحول إلى عبد لسيجارته، تتحكم فيه بأذاها وأضرارها، ويتصور أن الامتناع عنها نهاية العالم، ويقدم لنفسه الحجج والمبررات الوهمية لاستمرار الاستعباد.

أعرف أصدقاء قضى التدخين عليهم وحطم صحتهم، ورغم الأهوال الرهيبة التى يشعرون بها، ويفضلون التمسك بالسيجارة والتفريط فى الصحة.

يستيقظون صباحاً بسيجارة على الريق، وهى الأخطر على الحياة، لأن الدخان يتسرب ببطء إلى المعدة والرئتين ويسرى فى الدم والعروق، ويلوث كل أعضاء الجسم بشكل مخيف، وسيجارة قبل الإفطار هى أقصر طريق إلى الموت.

حتى مرضى الأمراض الصدرية لا يمتنعون إلا بعد الوصول إلى حافة الهاوية "السيجارة أو الموت "، ويتسلل الدخان إلى الرئتين ويدمرهما ويجعل لونهما أزرق مثل الحبر الداكن، وتمتلئ الحويصلات الهوائية بمادة لزجة.. تخلص من سيجارتك قبل أن تتخلص منك.
●●●

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الإمامُ العادلُ، والصَّائمُ حينَ يُفطِرُ، ودعوةُ المظلومِ تُحمَلُ على الغَمامِ، وتُفتَحُ لها أبوابُ السَّماواتِ) ويقول المولى عز وجل (وعِزَّتى لَأنصُرَنَّكِ ولو بعدَ حينٍ).

ماذا حدث لبعض الناس، ولماذا انعدمت الرحمة فى قلوبهم، فيرتكبون أفعالا غريبة وشاذة، وانعدمت المثل والأخلاق والضمير؟ .. ولماذا يظلم القوى الضعيف، ويدوس القادر على غير القادر؟ .. وهل كانت هذه الجرائم موجودة من قديم وكشفها الآن فيس بوك والتصوير؟.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة