الجمعة، 21 أبريل 2023 - 04:27 م

مسلسل «تغيير جو» الذى عرض فى النصف الثانى من شهر رمضان، اعتبره البعض مضيعة للوقت وجاء مخيباً لآمال الجمهور، ومخالفاً لكافة التوقعات، وتم تصنيفه دون المستوى، فهل يستحق ذلك؟، ولماذا كل هذا الهجوم عليه؟، رغم أن صناعه حاولوا تقديم رسالة مصحوبة بمتعة التغيير.

يعد هذا العمل هو التعاون الثالث بين منة شلبي والمخرجة مريم أبو عوف، بعد عملين حققنا فيهما نجاحاً مشتركاً، بداية من فيلم «بيبو وبشير» وكان من نوعية الكوميديا الرومانسية، ثم الجزء الثانى من مسلسل «ليه لأ»، والذى يجمع بين الكوميديا والدراما فى خلطة محكمة، وهى مساحة تتميز فيها مريم أبو عوف، وكذلك منى الشيمى مؤلفة «تغيير جو»، وصاحبة مسلسل «مين قال؟!»، و«خلى بالك من زيزي».

وهكذا يتضح من السيرة الفنية لكل من المخرجة والمؤلفة أن أعمالهما معنية بالعلاقات الأسرية وتعقيداتها، مع محاولة كسر الأفكار النمطية المحيطة بها، ووُضع مسلسلهما الجديد ضمن خانة الأعمال الإجتماعية الخفيفة، التى تتخذ من الـ 15 حلقة وسيطاً جديداً يتم تقديمها عبر المنصات، التى يتسع جمهورها ويختلف عن مشاهدى التلفزيون، لذا جاء اختيار الموسم الرمضانى لطرح «تغيير جو»، فى غير صالحه، وكان الأمر سيختلف لو عرض خلال توقيت آخر.

ومن الأمور اللافتة للانتباه، أن أحداث هذا العمل تدور بين مشاهد محدودة داخل القاهرة وتوقف طويل للحلقات فى بيروت، وكانت أماكن التصوير والكادرات المتميزة، وأبطاله من الشخصيات العربية المختلفة بلهجاتها المتعددة، أهم عناصر المسلسل، الذى يكشف الوجه الحقيقى لـ (لبنان حالياً)، حيث رصد عشوائيات بيروت، وتطرق إلى المجرمين واللصوص، والعمالة المصرية والأثيوبية المهاجرة هناك، وماذا طرأ على لبنان عقب الحروب والأزمات الأخيرة والتفجيرات المتتالية؟.

يحسب بالفعل لـ «تغيير جو»، مزجه بين أجيال مختلفة من النجوم، ميرفت أمين، شيرين، محمود قابيل، نبيل على ماهر، وفى الجانب الآخر منة شلبي، إياد نصار، والفلسطينى صالح بكري، ومن الجيل الجديد عصام عمر، عايدة الكاشف، آية أبى حيدر، وكلهم اجتهدوا، لكن العمل افتقد إلى تركيز أكثر ومعالجة أعمق لبناء الشخصيات مع أحداث متسارعة، وجاءت الطامة الكبرى فى مخارج الحروف التى بدت رديئة لدى عدد من الممثلين والممثلات، فكانت الخيبة حيث ضاعت الحوارات وسط تمتمات مبهمة.