صورة موضوعية
صورة موضوعية


شهادات الأبطال فى ملحمة العبور والسلام وبدأت معركة التنمية في أرض الفيروز

«عيد تحرير سيناء».. اللواء محسن حمدي: انتصرنا على العدو عسكرياً.. ونسفنا كل حججهم سلميًا

سما صالح

الجمعة، 21 أبريل 2023 - 08:50 م

النظرة الاستراتيجية التى ظهرت عقب ملحمة نصر أكتوبر 1973، وأجبرت العدو نحو السلام، ومن بعده جاء تحرير كامل التراب فى أرض الفيروز، جعلت من سيناء أرضًا للنماء والخير لمصر، حتى باتت تجمع كل مكونات التنمية الشاملة. ويُعد يوم 25 أبريل من كل عام ذكرى نصر وبطولة لا تُنسى فى تاريخ مصر، ففى مثل  اليوم عام 1982 كان انسحاب  آخر جندى إسرائيلى من سيناء وفقاً لمعاهدة كامب ديفيد، ما عدا مدينة طابا التى استردت لاحقا بالتحكيم الدولى فى 15 مارس 1989، واكتملت الفرحة برفع العلم المصرى عليها.

لقد خاضت القوات المسلحة  معارك شرسة منذ حرب الاستنزاف حتى حققت نصراً مجيدًا فى أكتوبر 1973، وبعد ذلك بدأت الدولة المصرية طريق العمل السياسى والدبلوماسى بداية من المفاوضات والمباحثات حتى تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد وتلاها توقيع معاهدة السلام عام 1979 ثم الانسحاب الإسرائيلى من أرض الفيروز.

والآن، مر 41 عاماً على تحرير كامل تراب سيناء، ولا يزال الجيش المصرى يبذل الغالى والنفيس لبقاء تلك البقعة الغالية من أرض الوطن آمنة مستقرة، وقد أبت القوات المسلحة ألا تترك تلك الأرض المقدسة فى أيدى التكفيريين الذين تم زرعهم خلال فترة حكم جماعة الإخوان، وتمكنت من شن حرب شاملة على الإرهاب وتصفية العناصر المتطرفة وبسط الأمن لتبدأ على الفور مسيرة البناء والتعمير .. وحققت قواتنا المسلحة انتصارًا عظيمًا فى دحر الإرهاب واقتلاعه من جذوره، وأعادت الحياة لطبيعتها بأرض الفيروز، لتنطلق المشروعات القومية على طريق تحقيق التنمية المستدامة المنشودة.

أبطال النصر أكدوا جميعاً أن طريق استعادة أرض الفيروز لم يكن مفروشاً بـ «‬الورود» بل كان مليئا بـ «الأشواك»، وأشاروا إلى أن استرداد سيناء يعد نموذجاً فريداً لاستخدام القوة العسكرية والدبلوماسية والقانونية، وأوضحوا أن أرض سيناء عادت بالكامل دون نقصان، مؤكدين أن سيناء تشهد تنمية حقيقية لم تشهدها فى تاريخها على الاطلاق.

◄ اللواء محسن حمدي: انتصرنا على العدو عسكريًا.. ونسفنا كل حججهم سلميًا

اللواء محسن حمدى، عضو الفريق المصري فى مفاوضات طابا، ورئيس اللجنة العسكرية المشرفة على انسحاب إسرائيل من سيناء، والذى توفى  يوم 25 أبريل من العام الماضي، سجل شهادته وذكرياته عن معركة تحرير كامل تراب سيناء عبر مفاوضات طابا.

وشارك اللواء محسن حمدى فى المفاوضات مع الإسرائليين لمدة تزيد على 7 سنوات حتى عودة طابا ورفع العلم المصرى عليها فى 19 مارس 1989، وذلك بعد مفاوضات شاقة شارك فيها عدد من الخبراء والعسكريين المصريين، ولكنه ترك شهادته تفصيلياً عن مشاركته فى اللجنة العسكرية.

فى شهادته يقول اللواء حمدي: بدأت المفاوضات على استعادة الأرض بعد ما حققته القوات المسلحة من انتصارات بسيناء وإحداث أكبر خسائر فى الأفراد والسلاح للجانب الإسرائيلي، وهو ما أجبرهم للجلوس على طاولة المفاوضات، ومنذ اليوم الأول وعلمنا أن إسرائيل لا تؤمن بالسلام ولكنها تماطل لتكسب مزيداً من الوقت لنقبل الأمر الواقع، ويتصدروا الإعلام بأن إسرائيل دولة محاطة بأعداء من كل الجهات وهم يتربصون للنيل بها دائما لتبرر للعالم سرقتها واحتلالها أرض جيرانها، ولكننا كنا نعى جيدا أسلوب إسرائيل فقد تعلمنا منهم كيف نتفاوض لنحصل على أكبر قدر من المكاسب فى كل جلسة.

اقرأ أيضًا | القوى العاملة تتابع إجازة عيد الفطر المبارك  للعاملين بالقطاع الخاص

ويضيف قائلاً: والحقيقة أن إجبار إسرائيل على التفاوض لاسترداد سيناء جاء لسببين أولهما النصر بحرب أكتوبر، والثانى ذهاب الرئيس السادات لعقر دارهم وحديثه الحازم بأن تترك إسرائيل سياساتها التوسعية واغتصابها لأراضى الغير، فالتعامل مع الوفد الإسرائيلى لم يكن أمرا سهلًا، بل كانت معركة لا تقل صعوبتها ومشاكلها عن المعركة الحربية، فكانت المفاوضات بمثابة قتال دون الأسلحة القتالية.

فى 12 أكتوبر 1978 كان أول لقاء لوفدى التفاوض السياسي العسكرى بمقر استراحة البيت الأبيض وبرئاسة وزيرة الخارجية الأمريكية سيروس فانس باعتبارها الشريك الكامل فى المفاوضات، وكان الخلاف الأول مع موشى ديان رئيس وفد إسرائيل بسبب كلمته، التى اعترضنا جميعا على ما بها من نبرة تعالٍ والتفاف تذهب إلى أنهم فى موقف تفاوضى أقوى، مما اضطر فانس للتدخل ليطلب منه أن يحرص على أن تكون البداية تعبيراً عن روح السلام والوضوح بدلًا من استخدام ألفاظ يغلب عليها الغموض والتعالى.

كانت المفاوضات تعقد إما فى فندق ماديسون أو البنتاجون أو بمقر وزارة الخارجية الأمريكية وكان الوفد المصري مكوناً من الفريق كمال حسن على رئيساً للوفد والدكتور بطرس غالى واللواء مهندس عبد الفتاح محسن مدير إدارة المساحة العسكرية والدكتور أسامة الباز والدكتور أشرف غربال سفير مصر بواشنطن واللواء طه المجدوب والعميد لبيب شراب.

بدأت إسرائيل تملى شروطها لقبول التفاوض ومن هذه الشروط إبقاء 14 مستوطنة إسرائيلية بسيناء ووضع العلم المصرى عليها ووضع كاميرات مراقبة على طول الضفة الشرقية لمراقبة أى تحرك للقوات المصرية والحصول على مجال جوى داخل سيناء للطيران الإسرائيلى والسماح بوضع أجهزة إنذار مبكر على قمم الجبال لمراقبة أى تحركات بالإضافة إلى أنه يحق لهم التواجد على ساحل خليج العقبة لضمان عبور سفنهم قناة السويس وهو ما رفضناه بالكامل وبسبب التعنت الإسرائيلى والبعد المتكرر عن صلب الموضوع الأمر الذى أدى إلى تدخل الرئيس كارتر أكثر من مرة.

وبدأنا فى إجراءات التحكيم الدولى إلى أن استرددنا الأرض وحاولوا أن يبقوا نصفها إسرائيلياً والنصف الآخر مصرياً إلا أننا لم نقبل وأخيراً بتحرير طابا عادت كل الأراضى إلى السيادة المصرية مرة أخرى يوم 19 مارس 1989 بعد 7 سنوات من المفاوضات والسفر إلى أمريكا وتركيا والسودان للبحث عن الخرائط التى توضح أحقية مصر فى طابا بعد أن قامت إسرائيل بإخفاء العلامات الحدودية لمصر إلا أننا تفوقنا عليهم بالرجوع إلى كتاب ترسيم الحدود عام 1906 وكما انتصرنا عليهم عسكرياً نسفنا كل حججهم فى المفاوضات.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة