السبت، 22 أبريل 2023 - 08:38 م

كلام كتير اتقال فى جبر الخواطر، لكننا لم ندرك بعد ثوابه دنيا وآخرة. كما لم ندرك أنه عام، يعنى لكل الناس، مهما كانت دياناتهم ومعتقداتهم، بل وللحيوان أيضاً ولكل المخلوقات. الله سبحانه وتعالى جبر خاطر الإنسان بأن هداه النجدين (الخير والشر) وترك له الاختيار. وحسابه يوم القيامة. وفى نفس الوقت عرف الرسل والأنبياء منذ سيدنا آدم مهمتهم، وهى التبشير والإنذار، وأمسك الهداية بيده سبحانه (إنك لا تهدى من أحببت). إذا هداك الله فلا مضل لك. وإن أضلك فلا هادى من بعده. وفى الهداية جبر خاطر للإنسان، يحمد الله ويشكره حتى يلقاه.

جبر الخاطر ليس بمال، أو بتقديم خدمة إلى محتاج، إنما بكلمة طيبة تجبر خاطر إنسان، بلفتة حانية تجبر خاطر إنسان، بابتسامة صافية صادقة ترضى بها إنسانًا. وجبر الخاطر ليس بثروتك أو بفقرك، ولا بمرضك أو صحتك، ولا بقوتك وعافيتك أو بهرمك وضعفك، إنما هى بإنسانيتك وخلقك وحكمتك. فقد يجبر مريض خاطر إنسان عفى بدعوة له من فراش المرض يقبلها الله سبحانه من فوق سبع سماوات. وقد يجبر فقير خاطر غنى بدعوة صادقة تخترق ظلمات الليل. وقد تكون أعمالك معلقة بين السماء والأرض، حتى يقبلها الله سبحانه بمسحة بيد حانية على رأس يتيم، أو فى تجفيف دموع تملأ مقلتى أرملة شهيد أو أم ثكلى فقدت فلذة كبدها، أو إدخال سرور على أولاد شهداء مصر، كما فعل الرئيس عبد الفتاح السيسى، وكما فعلت الدولة المصرية أول أمس فى عيد الفطر المبارك.

جبر الخاطر مقدم عند الخالق سبحانه على العبادة. يقول سبحانه (أرأيت الذى يكذب بالدين، فذلك الذى يدع اليتيم، ولا يحض على طعام المسكين، فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون، الذين هم يراءون ويمنعون الماعون). ابتدأ سبحانه كلامه بأهمية جبر خاطر اليتيم وإطعام المساكين على الصلاة وهى عماد الدين كما نعلم. وما ذلك إلا لعظم ثواب جبر الخاطر عند الله سبحانه. فلا تستهن بصدقة لفقير، ولا تنس أنها أمنية العبد الوحيدة حين يأتيه ملك الموت (فيقول رب لولا أخرتنى إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين). ولا تستهن بكلمة طيبة تجبر بها إنساناً، ولا تستهن بابتسامة صادقة تجبر بها كسر إنسان.
دعاء: اللهم اجبر خاطرنا، وتقبل منا صالح الأعمال.