أحمد شلبي
أحمد شلبي


كلام على الهواء

أحمد شلبي يكتب: شكراً على الكلمة الحلوة

أحمد شلبي

الأحد، 23 أبريل 2023 - 05:57 م

ما أجمل أيام البر والود والتراحم بين أفراد المجتمع الواحد خاصة فى المناسبات الدينية. كم أسعدنى وانشرح له صدرى وسمعت فرحة نبض قلبى كلما جاءتنى رسالة تهنئة جميلة فى شهر رمضان المبارك من إخوتى المسيحيين، وأسعدنى أكثر تعقيب الأصدقاء على رسائل تهنئتهم بالصوم الكبير قبل عيد القيامة المجيد وبرقيات التهانى التى قدمها لهم إخوتهم المسلمين. إنها معان متبادلة تنم عن الإخاء والحب والود بيننا.

تزامن أعياد الفطر وعيد القيامة وشم النسيم هو حكاية شعب ضرب فى جذور التاريخ المحبة الإنسانية، بعيداً عن التعصب والجدل العقيم، وألقى فى عرض البحر بذور الفتنة التى حاول الاستعمار زرعها على مدار التاريخ.

مصر أرض المحبة والتعاون والتآلف قطعت أيادى الشر التى تسعى ومازالت لضرب بنية الحب التى تجمع أهلنا فى بوتقة واحدة اسمها مصر. مشاهد مضيئة عشتها فى الماضى ومازالت تتواصل مع الأصدقاء المسيحيين من احترام لعقيدة الصيام عند المسلمين فيمتنعون طواعية عن تناول الطعام والشراب أمامهم ، بل منهم من يصومون معنا كمشاركة وجدانية. واستكمالاً للصورة المضيئة نرى احترام المسلمين لصوم الأخوة المسيحيين وتعاطفهم مع مشقة صيامهم، وإحاطتهم بالدعوات والتهانى فى أعياد سبت النور وحد الزعف وعيد القيامة. هذا التآلف يذكرنا أننا كأجيال متعاقبة أبناء نسيج واحد، وأن الوشائج الإنسانية هى أساس الاستقرار والسلام وتقدم الشعوب. أما الهرتلة وبذر الفتن فهى من عمل الشيطان الذى لا يريد لنا أن نعيش متحابين فنهدم أنفسنا وأوطاننا.

فى شم النسيم تطالعنا صور مبهجة لا نعرف فيها من المسيحي أو المسلم فالكل سواء يتنزهون معاً يأكلون نفس الطعام ويتشاركون الألعاب فى حب وسلام.. إنها بوتقة فرح وسرور وانسجام الكل فيها فائز. الصيام والأعياد حين تجتمع لحكمة ربانية، تبعث رسالة مفادها: انتبهوا! فأشرار العالم مازالوا ينثرون بذور الانقسام والتشرذم.

وهى أيضاً تنبيه بأن حياتنا واحدة ومصيرنا مشترك. وليس أدل على ذلك من مشاهد موائد الطعام التى شارك فى إعدادها الأخوة القساوسة والتى تعد أبلغ رد وأصدق دليل على أننا كيان واحد. هنيئاً لنا جميعاً بهذا التزامن فى مناسباتنا الدينية وهنيئاً لنا هذا الحب وكل الشكر للكلمات الحلوة المتبادلة بيننا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة