صورة موضوعية
صورة موضوعية


عيد تحرير سيناء| خبراء عسكريون: تجربة مصر فى مواجهة الإرهاب نموذج ملهم

إسلام الراجحي- بهاء المهدي

الإثنين، 24 أبريل 2023 - 08:26 م

باتت تجربة مصر فى القضاء على الإرهاب نموذجا ملهما ورائدا، بعد أن عملت منذ عام 2014 على كسر حدة الموجات الإرهابية التى حاولت بكل الطرق والوسائل المدعومة بمليارات الجنيهات لتفتيت مصر وشعبها وتطبيق أجندة تم التخطيط لها بإحكام. هذا ما أكده الخبراء العسكريون فى ذكرى التحرير الأول والثانى لسيناء، الذى دفع «ثمنه» دماء الأبطال الشرفاء المصريين المبذول فى سبيل القضاء على الإرهاب.

 وأشار الخبراء إلى أن النجاح المصرى فى مكافحة الإرهاب سيبدأ مرحلة جديدة من البناء والتشييد والعمران من خلال خطة استراتيجية تنموية متكاملة.. «الأخبار» ترصد فى هذا التقرير ماذا حدث بعد القضاء على الإرهاب وهى تحديات المرحلة الحالية؟

أكد اللواء طيار دكتور هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ان التجربة المصرية فى سيناء فريدة بكل تفاصيلها، حيث تم تنفيذ خطة استراتيجية متكاملة من جانب الدولة المصرية للقضاء على الإرهاب ومواجهة التحديات الحالية من خلال مسارين، المسار الأول وهو العسكرى حيث كان مهما جدا خاصة بعد ثورة ٣٠ يونيو ونجحت القوات المسلحة والشرطة فى تطهير سيناء من الإرهاب من خلال الانتصار فى حرب غير تقليدية ظهرت ملامحها من خلال السلاح المستخدم ومستوى التدريب للعناصر الإرهابية ورغم كل هذه التحديات انتصرنا فى معركة شرسة امتازت بالإطار القانونى من خلال تنفيذها بعناصر إنفاذ القانون من رجال الجيش والشرطة وكذلك امتازت بالبعد الإنسانى حيث تم الحفاظ على أهالينا فى سيناء وتقديم كل أوجه الدعم بإمدادهم بمواد غذائية وطبية وكان لأهل سيناء دور مهم للغاية فى تحقيق النصر.

وأضاف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن المسار الثانى كان التنمية وكانت التجربة المصرية متميزة فى ذلك الشأن حيث تمت عملية التنمية بالتوازى مع عملية التطهير مثل: قناة السويس الجديدة والأنفاق لربط سيناء بالوادى وتطوير بحيرة البردويل وتطوير مطار العريش، وكذلك التجمعات البدوية وتشييد جامعة الملك سلمان لتصبح سيناء منطقة جاذبة للاستثمار وتعتبر زيادة الاستثمارات هى أهم تحد فى ذلك التوقيت بعد نجاح المسار الأمنى  والتنموى.

اقرأ أيضًا | رئيس جامعة حلوان يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة عيد تحرير سيناء

وأشار اللواء محمد رشاد وكيل جهاز المخابرات العامة سابقا  إلي أن القوات المسلحة بذلت مجهودا جبارا خلال الفترة الماضية واستطاعت ان تنتصر فى معركتها ضد الإرهاب وتوجه ضربة قاضية لكل العناصر الإرهابية بفضل تضحيات أولادها، وأضاف ان الخطوة الأولى للتنمية هى القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن ثم الخطوة الثانية بدء معركة التنمية وهى ما قامت به القوات المسلحة والدولة من خلال تشييد عدة أنفاق لتعلن نهاية عزلة سيناء الى الأبد، وأوضح ان سيناء أصبحت حائط صد لأى عنصر أو تنظيم يحاول المساس بأمن مصر وذلك من خلال دور مهم تقوم به القبائل السيناوية.

وأضاف وكيل جهاز المخابرات العامة سابقا أن التحديات الحالية فى سيناء تتمثل فى استكمال معركة التنمية على أرض الفيروز خاصة فى وسط سيناء وتحديداً منطقة الشيخ زويد، فالعمران فى تلك المنطقة يخلق تجمعات سكنية وزراعية وإنتاجية تجعل عودة العناصر الإرهابية الى هذه النقطة مستحيلا، وأوضح ان هناك شرطا رئيسيا لنجاح خطة التنمية فى تلك النقطة وهى إشراف القوات المسلحة على عملية التنمية حتى لا تتعارض مع الاستراتيجية العسكرية المعدة لتلك المنطقة.

وأكد اللواء عادل مسعود الخبير الإستراتيجي ان جهود إعمار سيناء ليست وليدة اللحظة، بل امتدت على مدى 9 سنوات، فلم يمنع أو يعرقل الإرهاب خطة التنمية التى انطلقت بكل ربوع الدولة ومنها سيناء، ليكون شعار إعمار سيناء يد تبنى ويد تحارب الإرهاب. فدائمًا ما كانت النظرة التاريخية لشبه جزيرة سيناء بأنها ساحة حرب، وخط الدفاع الأول عن مصر من جهة الشرق، لذا ظلت فى طى النسيان التنموى لعقود، لقد افتقرت أراضي سيناء لعقود للبنية التحتية، والخدمات كالصحة والتعليم، وكذلك افتقرت للمشروعات الاستثمارية، وشبكة الطرق والكبارى والمواصلات التى تربط سيناء بباقى أنحاء الجمهورية، وزاد الأمر سوءًا فى أعقاب ثورتى 25 يناير و30 يونيو، حيث تحولت أجزاء من سيناء إلى مرتع للجماعات الإرهابية، وانتشرت الأعمال الإرهابية وتفجير خطوط أنابيب الغاز، إلا أن هذه النظرة اختلفت الآن وأصبحت التنمية والإعمار هو خط الدفاع الأول عن المنطقة، لتشهد المنطقة عبورا جديدا على غرار عبور 1973 المجيد، لكن هذه المرة هو عبور تنموي، اختارت فيه الدولة الخيار الأصعب بالتحرك بالتوازى فى التخلص من الإرهاب وإطلاق شرايين التنمية بمختلف قطاعاتها بكل أجزاء سيناء.

وقال العقيد د. حاتم صابر الخبير الأمنى فى شئون الإرهاب أن مصر صنعت معجزة فى القضاء على الإرهاب والدليل على ذلك الأرقام التى تمت على أرض الواقع من ٣٠٦ عمليات إرهابية عام ٢٠١٣ الى عملية واحدة خلال عام ٢٠٢٣، وأضاف أن المواجهة كانت شاملة على المستوى العسكرى والاقتصادى والسياسي منها: ٦ أنفاق قضت على الظهير الصحراوى التى كانت مأوى للإرهاب، كما تم القضاء على ٤٢٠٠ نفق كانت تمثل تهديداً على الأمن القومى.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة