الأربعاء، 26 أبريل 2023 - 07:06 م

سمو مهنة الطب تفرض على من يمارسها الالتزام بآدابها ومعاييرها دون أدنى تجاوز.

من ثم فإن خروج الطبيب عن ما يجب أن يكون عليه، لأبد أن تقابله إجراءات رادعة، سواء من نقابة الأطباء، أو وزارة الصحة دون توانٍ تحت أى مبرر..

بعض الأطباء يبتذلون أنفسهم، ومهنتهم، ويسيئون إساءات بالغة للطب وأهله، عبر إعلانات طرق انتشرت فى الآونة الأخيرة بصورة تدعو للاستفزاز والرثاء!

الاستفزاز مبعثه الصياغات المستخدمة فى دعاية هؤلاء لأنفسهم، والرثاء داعيه تجاوز المعلن لأخلاقيات المهنة وآدابها. السمعة الطيبة، والكفاءة العلمية والتاريخ المشرف، والتأهيل الأكاديمى الراقى، ...،

وغيرها مما يمثل عناصر تشهد لصاحبها بالتميز، هى ما يجب أن يراهن عليه الطبيب فى بناء ثقة مع المرضى وأسرهم، وبالتالى اتخاذ قرار بزيارته والمتابعة معه، وصولا إلى الموافقة على الالتزام بما يحدده من علاج، وحتى الاستسلام لمشرطه إن كان جراحا، مهما كانت خطورة العملية المطلوب إجراؤها..

الحاصل أن الظاهرة تتسع، والتجاوزات فى ازدياد، بينما تغيب ردود الأفعال من جانب الجهات المعنية، مما يفتح الباب أمام غير الملتزمين بأخلاقيات المهنة، والتقاليد المجتمعية للاستمرار فى سلوكهم المعوج، وتشجيع آخرين على أن ينحوا المسلك ذاته.. أصوات من أبناء المهنة الذين يحترمون أنفسهم، وقانون نقابتهم ارتفعت للتنبيه إلى خطر هؤلاء المتجاوزين الذى يشمل دوائر متعددة: المهنة، الزملاء فى ذات التخصص، المرضى، الذوق العام، ...، ...

لكن النتيجة النهائية استمرار الظاهرة والأخطر مساعٍ لتقنين الخطأ، والتحايل على لائحة آداب المهنة!.. اللائحة تنص فى مادتها العاشرة على أنه لا يجوز للطبيب أن يقوم بالدعاية لنفسه على أى صورة من الصور، سواء كان ذلك بطريق النشر أو الإذاعة المسموعة أو المرئية، أو عبر وسائل الإنترنت أو أى طريقة أخرى من طرق الإعلان..

المتحايلون يحاولون الالتفاف على اللائحة واللجوء للنقابات الفرعية للحصول على موافقتها، للتقدم بها إلى المحليات للسماح لهم بإعلانات طرق، بغض النظر عما تفرضه لائحة آداب المهنة بوضوح!

تقنين خطأ بهذا الحجم ربما يرتقى إلى ما هو أكثر من التحايل والمطلوب موقف حازم من النقابة وتفعيل العقوبة تصعيداً للإيقاف أو الشطب لردع من يصر على المخالفة تطبيقاً للائحة.