ا.د ايناس محمود حامد
ا.د ايناس محمود حامد


القوى الناعمة والهجمات السيبرانية  

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 01 مايو 2023 - 05:04 م

بقلم  : ا.د ايناس محمود حامد أستاذ الإعلام جامعة عين شمس وعميد معهد الجزيرة العالى للإعلام وعلوم الاتصال 
    
في السنوات الأخيرة، شهد العالم العديد من الهجمات السيبرانية الكبيرة التي انتشرت من خلال وسائل الإعلام، لنعود بذاكرتنا الي حياتنا اليومية قبل دخول الحواسب ؟ هل كان هناك مسمى السيبرانية في ذلك الوقت ؟
لقد كانت هناك مصطلحات مختلفة تشير إلى اختراق المعلومات والتجسس،وكانت هذه المصطلحات تتعلق بالتجسس العسكري والاستخبارات ، مثل التجسس الصناعي أو التجسس الدبلوماسي أو التجسس العسكري،ومع بداية استخدام أجهزة الحاسوب لإنجاز العمليات المختلفة وكذلك استخدام الإنترنت في نهاية الثمانينات ظهرت الهجمات الإلكترونية والاختراقات السيبرانية.

وكانت التهديدات الرئيسية في بدايتها تتعلق بالفيروسات الإلكترونية، وكانت الحماية تقتصر على استخدام برامج مكافحة الفيروسات والحماية. ولكن مع تزايد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت وتزايد تعقيد الهجمات السيبرانية، تطورت التقنيات وأصبحت أكثر تعقيداً وفعالية في الحماية.


كما ظهرت تقنيات جديدة ، مثل استخدام الأقمار الصناعية وأجهزة التجسس الإلكترونية، والتي باتت تستخدم بشكل واسع في الحروب والصراعات الدولية، وكنا نسمع كثيرا عن الحرب الباردة  والتي تمثل صراعا سياسيا واقتصاديا وعسكريا بين الدول يدور حول السياسة الداخلية والخارجية والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا و الثقافة.


مع دخول  الأمن السيبراني في عصر الحرب الباردة، كان الهدف الأساسي هو حماية الأسرار والمعلومات السرية للدول من الجاسوسية والتجسس الإلكتروني، و في سياق الحرب الباردة، وفي عصر الإنترنت والتواصل الاجتماعي ظهر بوضوح مصطلح القوى الناعمة كمصطلح مهم بين الدول لما له من عوامل وأساليب تستخدم للتأثير على المجتمعات دون استخدام القوة العسكرية كالدبلوماسية والإعلام والتعليم والثقافة والأعمال والرياضة والعلوم والتكنولوجيا والإغاثة الإنسانية والتعاون الإنمائي وغيره من الأدوات.

و كذلك أصبحت القوى الناعمة أكثر أهمية من أي وقت مضى. حيث يمكن للدول  من خلالها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتشكيل الرأي العام ونشر الأفكار والقيم والتأثير على الانتخابات والسياسات العامة في الدول الأخرى. ولكن يمكن ايضا استخدامها بشكل سلبي من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأخبار الزائفة والتأثير على الرأي العام .


وتعد الدراما والأفلام والمسلسلات من أهم وسائل الترفيه والتراث الثقافي واداة من أدوات القوى الناعمة ، وقد قدمت مؤخراً اهتماماً متزايداً بموضوع الأمن السيبراني وتحدياته من خلال معالجتها لبعض  القصص الحقيقية أو المستوحاة من الأحداث الجارية في العالم، ليوضح خطورة الأنشطة الجاسوسية السيبرانية ويسلط الضوء على الطرق التي يمكن من خلالها الحد منها ومحاولة للكشف عن أنشطتهم غير المشروعة والقبض عليهم.

كما يمكن أن يكون مصدر للإلهام للمشاهدين ويشجعهم على الالتزام بأفضل الممارسات الأمنية على الإنترنت و تقديم الحلول العملية للتعامل مع تحدياتها المختلفة، من خلال تقديم النصائح والإرشادات والتوصيات الأمنية التي يمكن اتباعها للحد من أنشطتها الجاسوسية والابتعاد عن الأنشطة التي تشكل خطرًا عليها وتعزيز الأمن السيبراني.


ومن الأعمال الفنية  التي تناولت موضوع الأمن السيبراني ، مستر روبوت Mr Robot"، هو مسلسل تلفزيوني درامي أمريكي يوضح صورة لعالم الهاكرز والأمن السيبراني ، وفيلم Live Free or Die Hard الذى يعرض فى سياق الاحداث كيفية تأمين الأنظمة وحمايتها من الهجمات السيبرانيه وفيلم Blackhat ، و الذى يقدم فكرة العمل مع فرق الأمن السيبراني للتغلب على الهجمات الإلكترونية وغيرها .


مع الوضع فى الاعتبار عند تجسيد ومعالجة الدراما والإعلان للامن السيبراني مراعاة الحذر لما يقدم من معلومات حتى لا ننتقل من الإيجابية إلى السلبية، وهنا نؤكد  أهمية  دور القوى الناعمة في توعية الجمهور وتعزيز الوعي بشأن الأمن السيبراني .


كما يمكن للمثقفين والفنانين المصريين أن يستخدموا أعمالهم لتحقيق هذه الغاية والمساهمة في بناء مجتمع آمن على الإنترنت، وعلينا أن نتذكر أن الأمن السيبراني ليس مسؤولية الحكومات والمؤسسات فحسب، بل هو مسؤولية الجميع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة