محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

أهم مشروع قومى لمصر !!

محمد البهنساوي

الإثنين، 01 مايو 2023 - 08:44 م

«مساحات مشتركة .. الطريق إلى الجمهورية الجديدة» .. تحت هذا الشعار تنطلق غدا جلسات الحوار الوطنى ، بالطبع تلك ليست البداية ، لكن سبقها وعلى مدار حوالى عام ومنذ دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى له رمضان قبل الماضى ، جهد مضنٍ لمجلس أمناء الحوار برئاسة الكاتب الصحفى المخضرم ضياء رشوان ، ماراثون بلغ حوالى 23 جلسة للمجلس تلقى خلالها أفكارا وطروحات من مختلف أطياف الشعب.


البعض عاب طول الفترة التحضيرية ، لكن إذا نظرنا للحوار الوطنى بمعناه الشامل والآمال العريضة المنعقدة عليه نجدها منطقية بل ونرفض أى استعجال للحوار ومخرجاته ، فالحوار الوطنى أجده أهم مشروع قومى لمصر حاليا ، لأنه وببساطة يرسم كل ملامح الطريق للجمهورية الحديدة التى نتوق إليها ، جمهورية تجمع ولا تفرق مهما كانت الاختلافات ، تستوعب ولا تستبعد ، تحتضن ولا تطرد ، فوطننا للجميع مهما اختلفت رؤاهم ، وباب الحوار يجب أن يكون مفتوحا للجميع باستثناء واحد كما نقول دائما ، حيث يجب غلقه بألف ضبة ومفتاح أمام ليس فقط من تلطخت يداه بدماء المصريين بل أيضا كل من حرض على العنف أو أوعز به وكل من رحب بإزهاق الأرواح سواء لمواطنين عاديين أو رجال جيش وشرطة ، فهؤلاء لا يستحقون شرف الجنسية المصرية .


ويخطئ من يعتقد أن الحوار الوطنى حول الأمور السياسية فقط ، لكنه يجب أن يشمل كل القضايا والمجالات ، وهذا ما تلمسناه فى عمل مجلس الأمناء ، فقد جاءت لجانه واجتماعاتها لتشمل المحور السياسى بالطبع ومعه أيضا الاجتماعى والاقتصادى ، وتفرع كل محور لعدة لجان بلغ مجموعها 19 لجنة ، أى أنه يشمل كل ما يعن للمصريين فى المحاور الثلاث الرئيسية ، ومن هنا نتفهم بل ونتوقع طول وانفتاح جلساته ومناقشاته ، لكن بالطبع انفتاح مدروس يتلافى بكل السبل أن يحوله البعض إلى مكلمة ومجلس خطابة ، انفتاح يضمن دقة وتعمق المناقشات وصولا لمخرجات قوية تليق بما نتمناه جميعا لجمهوريتنا الجديدة
وهنا يجب أن نتوجس تجاه بعض النقاط ونحذر منها المشاركين بالحوار وكذلك أطياف شعبنا الطيب ، أولاها مسئوليتنا جميعا فى مقاومة كل أنواع الدعايات المضادة التى واجهت وسوف تواجه حوارنا الوطنى ، فالمتربصون بوطننا يؤرقهم بشدة أى خطوة نخطوها للأمام وسوف يواصلون مسعاهم الذى ندعو الله أن يخيب بتشكيك المصريين فى أهمية الحوار و جديته وجدواه ، النقطة الثانية أننا يجب أن نحترم جميع مخرجات الحوار وما سيتوصل إليه ، حتى ولو اختلف البعض معها ، و نثق أنها الرأى السديد المفيد لمصرنا الغالية ، يرتبط بهذا نقطة مهمة للمشاركين بالحوار ، فكل يطرح رؤيته ، وأفكار الجميع زاد وقوة والخلاف حولها صحى ومطلوب لكن لا يعتقد أى شخص مهما كان أن رؤيته حل لا يقبل الخلاف ويجب الأخذ به ، وإلا فلماذا أسميناه حوارا ؟!
ختاما فإننا ندرك ما بذله مجلس الأمناء من جهد الفترة الماضية للم الشمل وفتح باب المشاركة للجميع ، لكننا نطالبهم بمزيد من الجهد مع البداية الحقيقية للحوار ، وهنا أراهن على ما أعلمه عن أمين عام المجلس الكاتب الصحفى المخضرم ضياء رشوان من صبر ومثابرة وسعة صدر وأفق ، وكل هذا مطلوب لضمان جدية الحوار وانفتاحه على الجميع ليجنى وطننا ثمار هذا المشروع القومى المهم.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة