الثلاثاء، 02 مايو 2023 - 06:35 م

اليوم تنطلق أعمال الحوار الوطنى الشامل والجامع الذى دعا إليه الرئيس السيسى،..، بانعقاد جلساته العامة الأولى لبحث ومناقشة القضايا والموضوعات التى تم التوافق عليها من مجلس أمناء الحوار خلال جلساته النقاشية التى بلغت «٢٣ جلسة» بطول عام كامل،...، تم خلالها فحص ورصد وإعداد جدول أعمال الحوار حول كافة الأفكار والرؤى والأطروحات، التى تقدمت بها الأحزاب والشخصيات العامة والطوائف المختلفة فى المجتمع، حول القضايا والملفات المتعلقة بالشأن العام فى كل المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وفى هذا السياق نقول بوضوح، إن الدعوة للحوار الوطنى الشامل والجامع الذى ينطلق اليوم، ما كان لها أن تقوم أو يكون لها وجود على أرض الواقع، دون قيام ثورة الثلاثين من يونيو ونجاحها فى إنقاذ البلاد من الأوضاع بالغة السوء والبؤس، التى كانت قائمة فى ظل سيطرة جماعة الإفك والضلال والإرهاب على الحكم، وفشلها المزرى فى إدارة شئون البلاد والعباد.

بالقطع ما كان يمكن أن تكون هناك أدنى فرصة للحوار حول رؤية مجتمعية استراتيجية متوافق عليها بين كل مكونات الجماعة الوطنية، باختلاف وتنوع وتعدد مستوياتها الفكرية والثقافية وتوجيهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فى وجود حالة من الاحتقان الشديد بين الجميع، وشيوع الانقسام والفرقة وانتشار العنف والتطرف فى ظل تسلط الجماعة على كافة المواطنين وكل الدولة.

هذه مسلمات وحقائق يجب أن ندركها بوعى، وأن تكون واضحة ومعلومة لنا جميعا ونحن ننطلق اليوم لبدء الحوار الوطنى الشامل، ساعين بكل الجدية والصدق لمناقشة وبحث كل الأفكار وكافة الاجتهادات الخاصة بالرؤية المستقبلية للمسيرة الوطنية فى المرحلة المقبلة، والرؤى المتصلة بالأسس والمبادئ التى تقوم عليها الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التى نتطلع ونسعى لقيامها.

كما يجب أن تكون ماثلة أمام أعيننا ونحن نسعى بإخلاص وجدية من خلال الحوار، إلى التوافق حول الخطوط العامة التى يجب أن تتضمنها خارطة الطريق الواضحة والمحددة للوصول إلى شكل ومضمون الدولة التى نسعى إليها فى ظل الجمهورية الجديدة، التى تعبر تعبيرا صحيحا وعادلا عن ثورة الثلاثين من يونيو وإرادة الملايين التى فجرتها، والتى بدونها ما كان يمكن أن يكون هناك حوار وطنى.. ولا دولة وطنية ولا وطن آمن ومستقر.