الراحل جميل جورج
الراحل جميل جورج


وداعًا جميل جورج.. المحرر الاقتصادي لـ «الأخبار» .. سلامًا لروحك

الأخبار

الخميس، 04 مايو 2023 - 08:14 م

◄ المحرر الاقتصادي لـ «الأخبار» .. سلامًا لروحك

بقلم: خالد ميري

عندما كنت طالباً فى قسم الصحافة بكلية الإعلام كثيراً ما كان يتم تكليفنا بعد تقسيمنا إلى فرق عمل بإجراء عدد من البحوث التى تدعم دراساتنا النظرية، طبيعى أن نلجأ إلى أقسام الأرشيف فى دور الصحف المختلفة قبل ظهور عصر الشبكة العنكبوتية.
كان من نصيبى فى واحدة من تلك البحوث التوجه الى أرشيف دارنا الغراء أخبار اليوم .
انتقيت عدة مجلدات من أعداد نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات وخلال تصفحى لها لفت نظرى ما يمكن أن نطلق عليه (تايتل) ثابت يقترن باسم وحيد لا يتكرر مع أسماء أخرى من المحررين .
كانت أخباراً اقتصادية تحتل مكانها فى الصفحة الأولى أو رئيسى صفحة المحليات وتحت العنوان الخبرى :
كتب جميل جورج المحرر الاقتصادى للأخبار !
أصابتنى الدهشة وتساءلت لماذا هو فقط الذى يقترن اسمه بهذا التعريف دون غيره من زملائه سواء فى صحيفته أو صحف مماثلة ؟
مرت سنوات دراسة لأعمل بدارنا الحبيبة وإصدار الأخبار تحديداً حيث تعرفت على أستاذنا جميل جورج واقتربت منه خلال اليومين اللذين كان فيهما مسئولًا عن إصدار الطبعة الأولى من الجريدة.
فرضت علاقة الأستاذ والتلميذ أن أنهل من خبراته فى المطبخ الصحفى وأن أجد إجابة على سؤالى لماذا حصل على ما لم يحصل عليه غيره ؟
إنه الأداء والتفانى فى العمل والإلمام بكل تفاصيله والسعى الدؤوب إلى الانفراد الصحفى وصياغة سهلة يستوعبها القارئ العادى عن القضايا الاقتصادية التى تحتاج إلى التخصص لاستيعابها.
رحم الله الفقيد وعزاؤنا للسيدة ليلى حرمه المصون ورمز الوفاء والعطاء.

هذا اخر مقال للراحل الكبير جميل جورج الذى كان يكتب مقالا كل أحد بصفحة «أخبار الناس» وكان حريصا على أن يرسله قبل موعد نشره بعدة أيام ومع وفاته بات من الأجدر نشره فى هذه الصفحة.. صفحة الرثاء والوداع

◄ لقاء المحبة والصداقة

بقلم : جميل جورج

يقوم يوم الثلاثاء القادم قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والوفد المرافق له بزيارة تاريخية تستمر لمدة ثلاثة أيام حتى يوم ١٤ مايو... وتجىء هذه الزيارة بدعوة من البابا فرنسيس بابا روما «رأس الكنيسة الكاثوليكية» لتكون هى الزيارة الثانية للبابا تواضروس.. وكانت زيارته الأولى عام ٢٠١٢.. كما تجىء بعد الزيارة التى قام بها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عام ٧٣ أى منذ ٥٠ عاما فى عهد بابا الكاثوليك بولس السادس، والذى كان قد دعاه البابا شنودة الثالث لحضور افتتاح الكاتدرائية المرقسية الكبرى بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لكن بابا الكاثوليك اعتذر عن عدم الحضور.. وقد كانت هذه الدعوة بمثابة عهد جديد بين الكنيستين الارثوذكسية والكاثوليكية، منذ الانشقاق الذى حدث بين الكنائس فى مجمع خلقيدونيا عام ٤٥١ ميلادية.. لكن زيارة البابا شنودة أثمرت عن استرداد رفات القديس مرقس والذى كان قد استولى عليه تجار البندقية.. كما منحت زيارة البابا تواضروس الثانى المزيد من الدفء ونشر بذور المحبة بين الكنيستين الارثوذكسية والكاثوليكية.. وخلال تلك الزيارة تم الإعلان أن العاشر من شهر مايو كل عام سيكون عام الصداقة القبطية الكاثوليكية.

أما عن برنامج البابا تواضروس الثانى فتقول المصادر إنه سيلقى عظته التى اعتاد عليها كل يوم أربعاء، وسيلقيها هذه المرة وهو يصحبه البابا فرنسيس فى الساحة الكبرى بالفاتيكان.. وخلال العظة سيتناول التفاصيل الكاملة لشهداء مصر فى ليبيا الذين تم ذبحهم على يد الإرهابيين من الدواعش على شاطئ البحر.

كما يتضمن برنامج زيارة البابا تواضروس الثانى رئاسته للقداس الذى يقام فى كاتدرائية القديس يوحنا، والذى يقام فيها القداس لأول مرة برئاسة غير كاثوليكية.. وكانت الكنيستان قد توصلتا لإعلان مشترك عام ٧٣ تم وصفه بالاتفاقية التاريخية واعتباره نموذجا للكنائس الأخرى السيريانية والأرمينية.. وفى عام ٢٠١٧ جاء البابا فرنسيس إلى القاهرة وقام بالتوقيع على وثيقة مشتركة مع البابا تواضروس الثانى أكدت على حرص الكنيستين على عمل كل شيء من أجل تحقيق التوافق فيما بينهما.. وأشاد الجانب الكاثوليكى بمشاركة البابا تواضروس الثانى فى سيامة بطريرك الاقباط الكاثوليك فى القاهرة إبراهيم إسحق.

◄ جميل جورج.. وداعا

بقلم: محمد الهواري

قبل أيام كنا على اتصال لتبادل التهانى بالأعياد وكان كعادته ينصحنى بالاهتمام بصحتى ..لقد عملت مع الاستاذ الكبير جميل جورج سنوات طويلة وكنا نتبادل الرؤى فى إدارة القسم الاقتصادى والقضايا الهامة ذات الأولوية وكان ينصحنا بالاهتمام بالقضايا الجماهيرية فقد كان أستاذا يأخذ بيد الجميع شبابا وكبارا فهو آخر القامات الصحفية من جيل الرواد وكان يجامل الجميع فى الأفراح والأحزان .
انه جميل جورج الإنسان والكاتب الكبير الواثق فى قدراته اللهم ارحمه وأدخله الجنة.

◄ أستاذي العزيز.. شكرًا

بقلم: فرج أبوالعز

يأبى القدر أن يمهلنا طويلا بعد فراق الأحبة ليخطف كل يوم ورقة عزيزة مثمرة إلى الدار الآخرة دار الحق.
فجعت بالأمس بسقوط ورقة أستاذى العزيز «جميل جورج» الذى علمنى كيف أخط القلم وأضع النقاط ع الحروف.. افتقدت المعلم الراقى المهذب الشيك الذى يعامل تلاميذه بالحب والرعاية.. كان معنا جميعا بمثابة الأب والأستاذ الذى لا يبخل بجهد ولا معلومة ولا نصيحة لما يواجهك فى الحياة.. رحل أشهر محرر اقتصادى للأخبار لكن بصماته واضحة -مثل الختم- على تلاميذه.
(أستاذى العزيز.. شكرًا)

◄ هذا عمي الجميل.. جميل

بقلم: هشام مبارك

فى منتصف الثمانينيات وبعد وقت قصير من التحاقى محررًا تحت التمرين بالقسم العلمى بالأخبار تحت قيادة أستاذتى الراحلة ثريا حنفى، فوجئت بأستاذى الراحل جلال دويدار، رئيس التحرير وقتها، يطلبنى وقال اتفضل اذهب للاستاذ جميل جورج، للعمل معه فى القسم الاقتصادى، مفيش تعيين إلا لو أثبت نفسك فى القسم الاقتصادى.. خرجت من مكتبه متوجهًا للدور الثامن، حيث مكتب جميل جورج، كنت قد قررت وأنا على السلالم التى تفصل بين الدورين أن أعتذر للأستاذ جميل وأُغادر المبنى بغير رجعة. استقبلنى الرجل بسؤال لم أكن أتوقعه وهو يمد يده لى مرحبًا: أبوك عامل ايه دلوقتى؟ نظرت له مندهشًا وأنا أقول: حضرتك تعرف أبويا منين؟ فضحك ملء شدقيه وأخذ يضرب كفاً بكف وهو يقول: لاااااه واضح إنك صعيدى خام، يا ابنى بضحك معاك هو أنت متعرفش حاجة اسمها هزار؟ قلت مرتبكاً: أعرف طبعًا بس يمكن مش متعود من ساعة ما جيت الجورنان على الهزار مع الكبار.. طمّعنى كرم استقبال الأستاذ جميل جورج، وكان الوحيد فى الصحافة المصرية الذى تجد اسمه مكتوبًا على مانشيتات الجريدة: كتب جميل جورج المحرر الاقتصادى للأخبار فى أن أُصارحه بحقيقة موقفى من الاقتصاد، لكنه قال لى: أنا مش هغصب عليك طبعًا، لكن عايزك تجرب الشغل فى القسم الاقتصادى ولو بعد فترة حسيت إنك مش قادر تكمل وأصريت على موقفك أنا أول واحد هساعدك ترجع للقسم العلمى أو أى قسم تانى ممكن تكون حابب الشغل فيه. لكن أنا عايز أعرف إيه اللى مخوفك من الاقتصاد؟ فقلت: أرقام وكلام مكلكع ياريس أنا عايز أكتب فى حاجة تمس الناس ببساطة. فقال: وأنا مش عايزك تعمل غير كده، احنا بنحاول نبسط الأرقام للناس ونشرح لهم الأرقام والكلام المكلكع اللى بتقول عليه، جرب بس وأنا واثق إنك مش هتندم.. وبهذا المنطق بدأت العمل مع جميل جورج أستاذ التحرير الاقتصادى فى مصر واستمرت رحلتى معه ما يقرب من أربعين عامًا كان الرجل خلالها نعم المعلم والأستاذ والصديق والأب الذى لا يفوّت مناسبة دون أن يمنحنى درسًا جديدًا فى الصحافة وفى الحياة.، وأتذكر سؤال واحدة من بناتى وكانت طفلة وقتها: مين ده يا بابا اللى بيكلمك كل يوم كل الوقت ده؟ فقلت لها: يا بنتى ده عمى جميل جورج، فضحكت قائلة: إزاى جميل وجورج ويبقى عمك، فكنت أداعبها قائلًا: لما تكبرى هتعرفى.. وإذا كان عمى جميل جورج قد رحل عن دنيانا إلا أنه ذكراه ستبقى كواحد ممن أحبوا الأخبار وأخلصوا لها وعلى مستوى التخصص كان من أصحاب مدرسة السهل الممتنع فى التحرير الاقتصادى الشيق، أما على المستوى الإنسانى فجميل جورج كان جميلًا مثل اسمه وسيظل كذلك فى قلبى وقلب كل من عرفه وتعامل معه. فكل العزاء لزوجته ورفيقة حياته ولأسرته ولنا نحن تلاميذه ومحبيه وأبنائه وكل حجر فى الدار التى أحبها جميل جورج من كل قلبه دارنا الحبيبة أخبار اليوم.
 

◄ جميل.. الاسم والخُلق 

بقلم: فاتن عبدالرازق

إذا كان لكل منا  نصيب من اسمه، فهذا ينطبق تمامًا على الأستاذ والصديق والزميل الراحل الأستاذ جميل جورج، فهو اسم على مسمى.. عرفته منذ أكثر من ٤٠ عامًا مع بداية عملى بجريدة الأخبار، وتحديدًا بالقسم الاقتصادى الذى تشرَّف برئاسته له ثم مديرًا تنفيذيًا للجريده لعدة سنوات.. ابتسامته الرقيقة تسبق حديثه دائمًا، ودود فى تعامله مع الجميع، يعرف كيف يُفرّق تمامًا بين الصداقة والعمل، فقد تميَّز بالحزم الشديد فى العمل وفى المتابعة اليومية لكل ما يخص الجريدة، مكتبه مفتوح لكل الصحفيين والعاملين، يُقدم النصيحة الصادقة سواء فيما يخص العمل الصحفى أو على المستوى الشخصى حتى إن الكثير من الزملاء بالجريدة ينادونه «عمو جميل». 

الراحل العزيز مثال نادر لدماثة الخُلق وحُسن التعامل والود الصادق، وهو أستاذ صحافة واقتصاد وصديق من الطراز الأول، تتلمذ على يديه العديد من الصحفيين الاقتصاديين، ويُشرّفنى أن أكون منهم وممن علّمهم أمانة العمل الصحفى والاستمتاع به.. لديه قدرة رائعة على استيعاب أى مشكلة على المستويين المهنى والشخصى وتبسيطها والمشاركة فى حلها أيضًا، كل ذلك بصبر وحِكمة وإخلاص.. هو شخصية معروفة لدى أسرتى وأسر الزملاء بسبب وده للجميع وحرصه على التهنئة بالأعياد ومشاركته فى المناسبات العائلية، فهو نعم الصديق الذى تجده بجوارك فى أفراحك وأحزانك. 

وداعًا أستاذى جميل جورج، زميل وصديق الزمن الجميل والأخلاق الجميلة ابن الأصول.. وخالص العزاء لزوجتك السيدة الفاضلة ليلى والأسرة الكريمة.. ربنا يصبرهم ويصبرنا على فراقك.

◄ عم جميل الأستاذ والمعلم

بقلم: حسني ميلاد

ودعت أخبار اليوم واحدا من عظماء المهنة فى المجال الاقتصادى هو الأستاذ جميل جورج مدير التحرير الذى صال وجال على مدى سنوات طويلة فى عالم الصحافة من خلال بيته الثانى أخبار اليوم. عرفت الاستاذ جميل عن قرب أواخر الثمانينات. 

تعلمت من الاستاذ جميل جورج الإخلاص والاتقان فى العمل  فقد كان يترأس اجتماع مجلس التحرير لفترة طويلة  كل صباح يأتى ملما بكل ما نشر فى الصحف لأنه كان  قاريء جيدا ولدية حصيلة من الافكار القابلة للتنفيذ  للعدد الجديد ورغم مرضه فى الفترة الاخيرة الا انه اصر على مشاركة الزملاء فى انتخابات نقابة الصحفيين وكأنه جاء ليودع احباءه وقمت بالاتصال به للتهنئة بعيد القيامة فقال لى «سبقتنى» ويسعد ان يسمع صوت أى زميل يعرفه. لا نملك من الحياة سوى الذكرى والسيرة الحسنة رحم الله الأستاذ جميل وألهم أسرته العزاء والصبر والسلوان.

◄ «عمو جميل»

بقلم: أسامة شلش

لم أتخيل عندما اتصل بى منذ أقل من يومين أنها آخر مرة أسمع فيها صوته أو أن التقيه عبر الهاتف بعد هذا، كنا نتفق على ميعاد شد الرحال لنقضى بعض الوقت فى الساحل الشمالى، حيث قرية الصحفيين، كان يحب قضاء جزء من الصيف هناك حيث الهدوء والسكينة، وأخبرنى أنه يعانى صحيا بعض الشىء وأنه سيجرى تحليلات وبعدها نقرر متى نذهب خاصة بعد الامتحانات لتتفرغ ابنتى وزوجتى للمصيف، ولكنه- لأن الأعمار بيد الله وحده- رحل «عمو جميل جورج» كما كنت أحب أن أناديه منذ وطأت قدمى أخبار اليوم منذ ما يقرب من ٥٠ عامًا كاملة، كانت تجمعنا صالة تحرير واحدة، تعلمنا من مجاورته فنون الكتابة، وفنون التعامل مع المصادر وكان أستاذا فيها اكتسب بها ثقة الآلاف ممن تعاملوا معه وعرفوه ووثقوا فيه، وفى قدرته الصحفية ولذلك تفرد على مدى ٦٠ عاما كاملة بما ميز جريدته ومحبوبته الأخبار، لم يغب بانفراداته ولا بجسده عن الجريدة أو المبنى يومًا حتى وهو فى أشد حالاته المرضية وكم كان يعانى.
ربى الراحل الكبير جيلًا من الصحفيين الاقتصاديين ملأوا الصحف بخبرته، وعندما تولى الأستاذ جميل باعتباره مدير التحرير التنفيذى للجريدة على مدى سنوات كنت تشعر بمدى الحرفية والدقة فى القيادة والحساب والاحترام المتبادل بين كل أسرة الأخبار كبارا وصغارا وكانت آراؤه لها كل الاحترام النابع من شخصيته.

لن أنسى لك يا أستاذنا الراحل الكبير أحلى بوكيه ورد أرسلته لى فى يوم زواجى باسمك على القاعة التى كان بها الفرح، أسعدتنى لأنها كانت رمزا لمحبة دامت على مدى كل تلك السنين الطويلة.

أقول وداعًا لأستاذ تعلمنا منه كل شىء حتى حب الآخر ولو كان على خصام.
عمو جميل إلى جنة الخلد.

◄ «المحرر الاقتصادى» الفريد من نوعه 

بقلم: عاطف زيدان

عرفته على مدى عقود، واقتربت منه أكثر، بعد عودتى من العمل بالخارج عام ١٩٩٦، حيث طلبت من رئيس التحرير آنذاك الكاتب الكبير الراحل جلال دويدار، إلحاقى بالقسم الاقتصادى، بعد اكتساب خبرات كبيرة أثناء فترة عملى بجريدة اليوم السعودية، حيث كنت أتولى إعداد صفحتى الاقتصاد يوميًا. وافق الأستاذ جلال على طلبى، كنوع من الترضية بعد إصراره على إنهاء عملى بالخارج وعودتى رغمًا عنى، بدعوى حاجة الجريدة إلى جهودى. اتصل رئيس التحرير بالأستاذ جميل جورج، مدير التحرير ورئيس القسم الاقتصادى آنذاك؛ ليُبلغه بقرار انضمامى للقسم. ذهبت للأستاذ جميل جورج «المحرر الاقتصادى»، كما كان يحلو له توقيع موضوعاته وتحليلاته المتميزة، فاستقبلنى بمكتبه، كعادته بحب وترحاب ووجه بشوش. وقال لى بصوت هادئ بعد أن طلب لى مشروب الضيافة: أنت صحفى كفء ومؤدب ويسعدنى انضمامك للقسم، لكن للأسف لا يوجد لدى اختصاص شاغر حاليًا سوى جهاز الصندوق الاجتماعى وأنا الذى أتولى تغطيته، وسأتركه لك. وافقت بالطبع، رغم أننى كنت أطمع فى إسناد إحدى الوزارات الاقتصادية المهمة لى. ومرت الأيام ومع تكثيف جهودى فى تغطية نشاطات الصندوق الاجتماعى، خاصة ما يتعلق منها بنشر فكر العمل الحر وإقامة المشروعات الصغيرة، وافق رئيس التحرير على أن أتولى إعداد صفحة دورية متخصصة بعنوان «الشباب والتنمية»، حققت نجاحات كبيرة، ولم يكن الأستاذ جميل جورج يبخل علىَّ بالنصيحة، كلما التقينا فى مكتبه.

وذات مرة وبينما نتناقش فى مكتبه حول الصفحة دخل علينا أحد الزملاء منفعلًا، وعبَّر عن رغبته فى التخلى عن الوزارة المكلف بتغطيتها، لعدم قدرته صحيًا على أعباء المهمة، فسأله الأستاذ جميل: ده قرارك النهائى؟ رد الزميل: أيوه. نظر إلىَّ الراحل الجميل، وقبل أن ينطق ببنت شفة، قلت: أنا أغطيها ياريس. فوافق على الفور، ليكون ذلك اليوم بداية مسيرة طويلة سأظل أفخر بها طوال حياتى، تخللتها انفرادات عديدة وصداقات فريدة مع العديد من الوزراء مازالت ممتدة حتى اليوم، والمشاركة فى إصدار أول مجلة متخصصة فى السياسات المالية هى «الثقافة الضريبية» وتولى منصب رئيس تحريرها، والفضل فى كل ذلك بعد الله للراحلين الكبيرين الأستاذين جلال دويدار وجميل جورج، تغمدهما الله بواسع رحمته، وجعل ما قدماه من عطاء مخلص فى ميزان حسناتهما. 

◄ ورحل الجميل.. الإنسان الأستاذ

بقلم: إبراهيم عامر

صدمت عند سماع خبر رحيل الاستاذ جميل جورج مدير تحرير الاخبار صدمة كبيرة ،لأنه فعلا كان اسما على مسمى فكان فعلا كاسمه انسانا جميلا ، ودودا ، ومعلما واستاذا ، وعلى الفور تذكرت آخر مكالمة له معى الاسبوع الماضى ، حيث اتصل ليهنأنى بعيد الفطر المبارك ،كعادته دائما ،حيث انه كان فى كل مناسبة سباقا دائما بالاتصال بى للتهنئة والاطمئنان ، وكان سؤاله الاول كعادته ، طمنى عليك وعلى اولادك ، وكان فى كل اتصال يوصينى دائما باستمرار العمل وبذل الجهد والمحافظة على الجريدة والمحافظة على مهنة الصحافة ،وكان يفتح معى حوارا فى كل مكالمة عن بعض الامور الاقتصادية ، وكان كعادته دائما يعطينى بعض النصائح والارشادات.

ولا انسى انه كان اول من استقبلنى عندما بدأت العمل فى «الاخبار» ، حيث كان رئيسا للقسم الاقتصادى ومديرا للتحرير، واستقبلنى بابتسامته كعادته ،ولما رآنى قلقا ومتوترا وكان لدى حالة من الرهبة ، طلب منى الهدوء و طمأننى وأزال حالة الرهبة والارتباك ، وأعطانى بعض النصائح والارشادات التى افادتنى فى العمل حتى اليوم ، فكان نعم الاستاذ وكان لا يبخل بالتعليم والنصيحة لكل الزملاء ،وكان صحفيا محبا لمهنته وجريدة الاخبار، فكان اول من يأتى فى الصباح الباكر وآخر من يمشى ، وكان صحفيا حتى النخاع، وله مدرسة متميزة فى الصحافة خرجت كثيرا من الاجيال ،والاساتذة ، والتى ستظل تجعله موجودا بيننا وسيظل موجودا حتى لو رحل عنا.
رحمة الله عليك وغفر لك استاذنا الكبير وإن كنت رحلت عنا بجسدك فإنك ستظل بيننا بما تعلمناه منك وبأخلاقك وانسانيتك ونصائحك.

◄ ارفع راسك يا ماركو!!!!!

بقلم: ماركو عادل

تذوب الكلمات وتتبخر حينما يدور الحديث حول أحد عمالقة الصحافة الاقتصادية وأعمدة جريدة الأخبار، فالكلمات تقف عاجزة عن وصف شخصية جليلة فى عالم الصحافة، إنه الأستاذ الراحل جميل جورج... فهو اسم على مسمى، أول من تلقفنى حينما بدأت العمل فى جريدتى الأخبار منذ ١٥ سنة، فكان حقا أبا وأستاذا لكل الصحفيين طوال فترة عمله كمدير تحرير تنفيذى وسط أجيال من عمالقة المهنة.. فكان دائما شخصا نصوحا ويقدم فيضا من خبراته لكل الزملاء وخاصة المبتدئين.. فلا أنسى كلماته لى دائما عندما كنت أتحسس طريقى فى بلاط صاحبة الجلالة وكنت انحنى وأميل بظهرى قليلا احتراما له، فكان دائما ينصحنى قائلا: «ارفع راسك يا ماركو»...
مع السلامة يا أستاذى،، إلى أن نلتقى.. سلام يا عم «جميل الجميل»

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة