الخميس، 04 مايو 2023 - 08:26 م

جهات صحفية وإعلامية واقتصادية عالمية شغلت نفسها بتداعيات الأزمة الاقتصادية علينا وسبل مواجهتنا لها لدرجة تناول تفاصيل عديدة تتعلق بأحوال اقتصادنا بعد رفع الفيدرالى الأمريكى لها فى أمريكا، والمفاوضات الخاصة ببرنامج الطروحات لعدد من الأصول المصرية الذى يعد إحدى السبل المتفق عليها مع صندوق النقد الدولى.

وهكذا بدا الأمر وكأن العالم يهتم بِنَا، بغض النظر عما إذا كان هذا الاهتمام يعد أحيانا نوعًا من ممارسة الضغوط الممنهجة علينا خبرناها كثيرا.. ولذلك يأتى الحوار الوطنى الذى انطلق أول أمس بعد تحضير وإعداد وتجهيز لعام كامل ليصحح ذلك،  لأنه منذ الجلسة الافتتاحية التى تعد عادة مجرد تمهيد بدأ يتناول كل أمورنا ومشاكلنا التى تؤرقنا وتحتاج لعلاج نتوافق عليه ونقبل به جميعا حتى نتجاوز التحديات التى تواجهنا الآن وهى كثيرة وكبيرة.

ومع بدء جلسات الحوار الفعلية لمحاوره الثلاثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الأسبوع المقبل سوف ينخرط المشاركون بهذا الحوار فى الاهتمام تفصيلا بمناقشة ما هو أهم من أمور حياتنا.  
غير أنه أمام الذين يديرون هذا الحوار الوطنى مهمة أخرى بخلاف مهامهم العديدة الأخرى وتتمثل فى الخروج بهذا الحوار من داخل القاعات التى سوف تتم فيها النقاشات وطرح الرؤى والآراء والأفكارالمختلفة لنشر حالة حوار فى المجتمع كله.

هذا هو النجاح الحقيقى لدعوة الحوار الوطني.. فنحن يتعين خاصة فى أوقات الأزمات وتصاعد التحديات أن نتحدث مع بعضنا البعض ولا نهمل ذلك وأن ننصت لبعضنا البعض ولا نتجاهل الآراء المخالفة لآرائنا.

التماسك الوطنى الذى يكرر الرئيس عبدالفتاح السيسي الحديث عن ضرورته وأهميته لمواجهة التحديات التى تواجهنا يتحقق عبر الحوار بيننا حول كل أمور حياتنا.. فنحن شركاء فى هذا الوطن، والشركاء يتحاورون ليتوافقوا.