خالد محمود
خالد محمود


المشهد

خالد محمود يكتب: التاريخ يصنعه أصحاب الأفلام قبل المهرجانات

الأخبار

السبت، 06 مايو 2023 - 12:10 ص

■ بقلم: خالد محمود

أؤمن دائماً أن ما يصنع التاريخ ليس المهرجانات التي تعرض بها الأفلام، بل صُناع الأفلام أنفسهم الذين تعرض أفلامهم بتلك المهرجانات هم من يقومون بـصنع التاريخ.
البديهي هو أن توجد أفلام قوية ومهمة أولاً قبل التفكير فى التواجد أو عدم التواجد بالمهرجانات الكبرى.

أقول ذلك بمناسبة الكلام عن عدم وجود مشاركة حقيقية ملموسة للسينما المصرية بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى الدولى الـ 76 وإن كانت تشارك بفيلمين قصيرين هما «عيسى» للمخرج مراد مصطفى بمسابقة أسبوع النقاد، و«الترعة» لجاد شاهين بمسابقة مدارس السينما، في الوقت الذى يشهد مشاركة كبرى لأفلام عربية، فى مقدمتها تونس، حيث اختار المهرجان فيلم «أربع بنات« للمخرجة كوثر بن هنية للمشاركة فى المسابقة الرسمية للمنافسة على السعفة الذهبية وهو بطولة هند صبرى، بينما السعودية الطموحة تفجر مفاجأة كبرى بمشاركتها فى إنتاج فيلم الافتتاح « جان دو باري» بطولة جونى ديب.

كما تم اختيار الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» لمحمد كردفان للعرض ضمن مسابقة «نظرة ما» وهو أول فيلم سوداني على الإطلاق يصل لمهرجان كان السينمائي. كما تتواجد المغرب بنفس المسابقة بفيلمها «ام كل الأكاذيب» للمخرجة أسماء المدير.

نعم كانت لنا مشاركات مهمة سابقة في مهرجان كان، لكن مثلما نفتخر بالماضى لابد أن نذكر أنفسنا دائمًا بالمستقبل وألا نفقد طموحنا وأحلامنا فى عمل أفلام يتوهج معها اسم السينما المصرية، ونعيد اكتشاف أنفسنا لمواكبة عصر أجيال السينما الجديدة، التى تنهض وتتألق دون الاستسلام لأي عوائق، ولنا فى شهادة المخرج السودانى الذى يتذوق حلاوة كان لأول مرة، الإيمان والاجتهاد والفكر الاستثنائى وحدها تحقق الأحلام، فإنتاج فيلم جيد في السودان في هذه الظروف كان أمرًا شبه مستحيل، لكن الحكاية كانت تتطلب عملاً كثيراً ومجهوداً جماعياً متواصلاً وهو ما تحقق.

تلك روشتة بسيطة وسهلة، والأمر يحتاج بحق إلى انتفاضة والالتفاف حول المخرجين الشباب الموهوبين ومساعدتهم ليشعروا بنوع من الإيمان الذى سيلمس قلوبهم ويلهم أعمالهم الخاصة لعودة السينما المصرية إلى بريقها ونحن نملك الكثير.

انظروا إلى قائمة الأفلام التى تنتجها شاشة السينما المصرية حالياً، ستجدون معظمها فقيراً لا يرقى للمنافسة على الساحة العالمية، باستثناء نماذج قليلة يكافح أصحابها بحثًا عن دعم خارجى، وتبقى مشاريعهم سنوات حتى تخرج للنور.. هل أصبح إنتاج فيلم مصرى خالص قوى فنياً قادر على اقتحام المهرجانات أمرًا مستحيلاً؟.. المسألة تحتاج إلى نقاش ضرورى وفورى، فالاستمرار هكذا لا يسر عدواً ولا حبيباً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة