د. أحمد نبيل - محمد بشير
د. أحمد نبيل - محمد بشير


مصر.. البيت الكبير| حفاوة بالغة من المصريين فى استقبال أشقائهم العرب بعد اضطرابات بلادهم

لمياء متولي- هويدا أحمد- أحمد عبيدو

السبت، 06 مايو 2023 - 07:35 م

الكبير هو الذى يظهر معدنه فى الشدائد ومصر كبيرة جدا، فمنذ تصاعد أحداث الخريف العربى أخذت مصر على عاتقها منذ اللحظة الأولى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد مهما كان قربها لنا، ولأن مصر لديها شرف كبير أبت أن يتحول سكان تلك الدول إلى لاجئين عند الدول الأوربية أو غرقى فى سواحل البحر المتوسط.

فقد فتحت مصر أبوابها أمام أشقائها العرب الفارين من جحيم الحرب التى أثبتت أن المستفيد الأول منها قوى خارجية وإقليمية وليس العرب، من هنا انتهجت مصر سياسة «أهلا بضيوفنا وأشقائنا فى بلدكم الثانى مصر».

وبالفعل حضر العراقيون في أكتوبر وتمركز معظمهم هناك وأتى السوريون إلى حى الهرم بينما الأخوة والأشقاء أولاد النيل الواحد فقد سكنوا حى فيصل ومازالت مصر تفتح ذراعيها لكل من جاء يحتمى بها.

فبالفعل مصر هى أم الدنيا وبيت العرب وصاحبة البيت الكبير ..

«الأخبار» فى هذا الملف ترصد مع الجاليات العربية المتواجدة فى كل ربوع الجمهورية المصرية العربية كيفية استقبال المصريين لهم ليحكوا لنا ما تفيض الدمع منه فرحا بعلاقة مصر بأشقائها.

منذ بداية الأزمة على أرض السودان الشقيق لم تتوان مصر فى تقديم كل سبل المساعدة للأشقاء السودانيين وفتح الأراضى المصرية لاستقبالهم داخل وطنهم الثانى.. فمصر قيادة وشعبا تقف دائما  جنبا إلى جنب تجاه الدول الشقيقة لتكون أولى الدول التى تبادر بمد يد العون والخير لأى دولة شقيقة.

ومع وصول الأفواج الأولى للمواطنين السودانيين، تم استقبالهم على الأراضى المصرية وظهر المعدن المصرى الأصيل كعادة الشعب المصرى تجاه أشقائهم السودانيين ويعد أول أصحاب هذه المبادرات هم أهل النوبة الذين تسارعوا على تقديم كل المساعدات والاحتياجات من فتح منازلهم ليشاركهم فى الإقامة معهم السودانيون وفتح باب الوظائف لهم دون اختبارات والإقامة فى الفنادق دون اى مقابل وعلاج كبار السن أيضا وغيرها من أشكال وصور المساعدات التى تم تقديمها وهذا ليس بجديد على أهل النوبة الذين يمتازون دائما ويلقبون بأنهم «أهل الطيبة و الجدعنة»، ولتضرب أروع الأمثلة فى التعاون وقت الشدة.

ويقول محمد بشير صاحب أحد الفنادق بأسوان والذى بادر بفتح باب الإقامة للسودانيين وأسرهم دون أى مقابل تضامنا معهم فى الأزمة التى يمر بها السودان الشقيق فيقول: عندما علمنا بالسماح للأشقاء فى السودان بدخول مصر لم نتردد على الفور فى التفكير فى كيفية تقديم المساعدة لهم و لعائلاتهم خاصة بعد متابعتنا اليومية للأحداث التى تمر بها دولة السودان وكمية الخسائر البشرية والمادية التى يتعرضون لها هناك، لذلك كان أول ما فكرنا فى تقديمه لهم هو توفير أماكن للإقامة وفتح جميع الغرف لهم دون أى مقابل وهذه ليست مبادرة شخصية منى فقط بل هناك العديد من أصحاب الفنادق الأخرى الذين تضامنوا مع الفكرة وقاموا أيضا بالسماح لهم بالإقامة دون مقابل.

وعلى الرغم من كونه ليس من واحد من أهل أسوان ولكنه بمجرد أن أتيحت له الفرصة بالتواجد هناك لم يتردد فى عرض المساعدة على أى مريض سودانى وتحديدا من كبار السن وعلاجهم بالمجان، فيقول الدكتور أحمد نبيل أستاذ الطب والجراحة بجامعة الأسكندرية: أنا من محبى الأعمال التطوعية وكثيرا ما أشارك فى كا القوافل الطبية عن طريق الجمعيات الخيرية التى أتواصل معها على مستوى كل محافظات الجمهورية.

عملت لمدة أربع سنوات فى محافظة أسوان ولكن لم يحالفنى الحظ بتوافر عيادة خاصة بى هناك لذا أحاول بشكل مستمر أن أتواجد فى معظم القواقل الطبية هناك لعشقى لأهل النوبة وما يتميز به أهل النوبة من الطيبة والتسامح، وتزامن تواجدى هذه الفترة فى أسوان مع توافد الأخوة السودانيين هناك وعلى الفور قمت بعرض المساعدة على كبار السن منهم والذهاب إليهم فى أماكنهم وبالمجان وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهم فى هذه المحنة وأنا أتواصل حاليا مع بعض الجمعيات هناك من أجل إتاحة وتوفير مكان حتى أتمكن من الكشف على جميع الأعمار لعدم وجود مقر دائم لى أوعيادة خاصة هناك  ولكن ستظل مبادرتى مستمرة من أجل أشقائنا السودانيين.

ولا تعد هذه المبادرات والنماذج الوحيدة بل يتوالى أهل النوبة فى تقديم المساعدات وإطلاق المبادرات فأحد الشباب من جزيرة هيسا قام بعرض خيم فى «الكامب» الخاص به بالمجان للأخوة السودانيين، وآخرون قاموا بتوفير الوجبات الخفيفة للعابرين باتجاه مختلف المدن المصرية.

وقام مالك إحدى الفنادق بتوفير أماكن إقامة للأسر السودانية مقابل 50 جنيها فقط ومعاملتهم مساواة بالمواطن المصرى لتتجسد ملحمة وطنية مصرية سودانية تضرب أروع النماذج فى التعاون والمساندة بين أبناء البلدين..

ونفس الوضع يتكرر هنا فى محافظة القاهرة، فهناك المئات من أصحاب الخير الذين يتسابقون فى تقديم المساعدات لإخوانهم من دولة السودان، فقد قام صاحب سلسلة مطاعم شهيرة بنشر بوست على صفحات وسائل التواصل الاجتماعى يعلن فيها «إنما المؤمنون أخوة.

تضامنا مع أهلنا فى السودان الشقيق والأزمة الحالية، خصم 15%  لأخواتنا السودانيين فى فروع المحل طوال شهر مايو وتعيين أى فرد منهم داخل المطعم بدون اختبارات».

إقرأ أيضاً|وزير الصحة ومحافظ أسوان يتابعان تقديم الخدمات للوافدين من السودان

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة