كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

أعداء كانوا أشقاء !

كرم جبر

الأحد، 07 مايو 2023 - 07:08 م

الإرهابيون هم الذين فتحوا على منطقة الشرق الأوسط، ومنذ أن هاجمت طائراتهم برجى التجارة فى نيويورك "بوابة جهنم"، تحولت أمريكا إلى وحش كاسر، لا يصادق ولا يمد يد المساعدة وإنما الانتقام الشرس من الإرهابيين ودولهم، حتى لو كانوا أبرياء منهم.


وانقلبت نظريات الأمن القومى الأمريكى منذ ذلك التاريخ 2001 رأسًا على عقب، ورسخ معتقد لدى دوائر صنع القرار فى أمريكا، أن الخطر الأكبر يأتى من الشرق الأوسط، على أيدى العرب والمسلمين أو من أسماهم بوش الابن الإرهابيين "أعداء البشرية والإنسانية والحضارة والتقدم"، والقضاء عليهم لا يتطلب "حرب النجوم" أو "أشعة الموت" بل إفناءهم ذاتيًا، بعد أن استخدم الإرهابيون الطائرات المدنية فى تفجير برجى التجارة.


وتعيش منطقة الشرق الأوسط ويلات الحرب ضد الإرهاب وتركزت الضربات على دول الثورة العربية، وتشكل انعطافة خطيرة وغير مسبوقة فى التاريخ لكونها حربًا غامضة وتختلف عن الحروب التقليدية لتعدد الأبعاد والأهداف، وظلت كرة النار تتدحرج، وأنجبت "داعش" وأخواتها، صناعة أمريكية لضرب الإرهاب بالإرهاب.
وقررت أمريكا الانتقام من كل من حاول تدميرها، باعتقال آلاف الأشخاص من أصول شرق أوسطية، وأصدرت قانون "باتريوت" الذى يمنح الإدارة سلطات غير محدودة فى الاعتقال والتنصت، دون اتباع إجراءات قانونية.
وفتح الكونجرس خزائنه ومنح بوش الابن 40 مليار دولار، دفعة أولى لحملة الحرب ضد الإرهاب، وتبلورت فكرة "محور الشر" فى أفغانستان والعراق وإيران، وأصبحت هدفًا ثابتًا فى الحرب العالمية الجديدة ثم شملت "دول الربيع العربي"، وفى مرحلتها الثالثة الحرب بين أبناء الجيش الواحد كما يحدث الآن فى السودان.


كان بوش الابن - الذى تولى الحكم فى يناير 2001 - مشدودًا لإحياء برنامج "حرب النجوم" أو "القوة تستيقظ"، الذى أنشأه الرئيس ريجان سنة 1983، لمواجهة الخطر السوفيتي، وخصص له 26 مليار دولار، وتوقف بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ولم يكن الشرق الأوسط فى الحسبان.


وكان العدو للبيت الأبيض هو الصين، ولم يتضمن البرنامج الانتخابى لبوش الابن سطرًا واحدًا عن الشرق الأوسط أو القضية الفلسطينية، وفتح ملفات "أشعة الموت القاتل"، لاستحداث نظم فضائية لحماية أمريكا من الصواريخ الباليستية النووية الصينية، ومواجهة الخطر المحتمل من جنوب شرق آسيا.
ولكن 11 سبتمبر أكدت أن الخطر فى "الكهوف" وليس "النجوم"، وقررت أن تستبدل "حرب النجوم" ببرنامج "الفناء الذاتي".


سوريا، ليبيا، العراق، اليمن، تونس، وأخيرًا مصر التى أنقذتها العناية الإلهية.. والآن جاء الدور على السودان، فى سيناريو جديد لـ "الفناء الذاتي"، عندما يتقابل أبناء الجيش الواحد، وكل فريق يعتبر الآخر "العدو".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة