خالد محمود
خالد محمود


المشهد

خالد محمود يكتب: هوليوود أداة جديدة لـ«هيومن رايتس» فى تمرير مواقفها

الأخبار

الخميس، 11 مايو 2023 - 06:02 م

تملك وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية فرقا مكلفة بتجميل صورتهما العامة وبطولاتهما الزائفة أمام العالم عبر هوليوود التى استخدمت لعقود طويلة فى إنتاج أفلام ومسلسلات جماهيرية كبرى تمرر من خلالها رسالتهما وتحقق أهدافهما، وهو الأمر الذى تعترف به تلك الأجهزة وصناع الأعمال الفنية أنفسهم، وبات ملموسا على نطاق واسع.

 الجديد أو المفاجأة أن المنظمة الحقوقية التى تدعى «هيومن رايتس ووتش» التى تثير دائما شكوكا بتقاريرها ونواياها «المسيسة» وفقا لأجندات دولية، ستسير على الخطى نفسها بعدما كشفت اهتمامها بتعزيز «المفاهيم والأفكار» التى تطرحها عبر هوليوود بدلا من المنظمة نفسها!!، قائلة إنها تستطيع بذلك دفع جدول أعمالها من خلال التمسك بقوة الترفيه.

منظمة العفو الدولية كشفت الأسبوع الماضى عن مخاطر استخدام مواد مزيفة تحت بند زيادة الوعى بانتهاكات حقوق الإنسان، وهو أمر بات جليا، لكننا نجد أن «هيومن رايتس ووتش» ومقرها نيويورك تلجأ إلى التعاون مع شركات ووكالات هوليوودية لتعزيز وجهات نظرها بما سمته «القضايا الإنسانية» التى لا تخلو أيضا من مخاطر التزييف، عبر محتوى مكتوب ومصور فى السينما والتليفزيون، حيث ترى فى نجاح هوليوود، كأداة ترفيهية كبرى وسيلة تمرير «أكاذيب سياسية» على أنها حقائق فى ظل غياب الوعى ولبث سم فى عسل.

الخطوة تبدو مماثلة تماما لما يفعله البنتاجون ومكتب التحقيقات الفيدرالى ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية مع هوليوود منذ سنوات عديدة، فالجميع لديهم كيانات لغزو العقول والتلاعب بالمشاعر عبر الثقافة الشعبية الأهم فى معارك لا نقول إنها قريبة من السياسة بل هى فى قلب القضايا السياسية ذاتها. 

تزعم هيومن رايتس إنها لجأت لهذه الخطوة لزيادة الوعى، وتعميق تأثير العمل التحقيقى ووضع وجه إنسانى عليه، وقد أنشأت المنظمة قسما يضم ثلاثة موظفين وخبراء آخرين للعمل حصريا مع هوليوود، مما يوفر للكتاب والمخرجين إرشادات حول كيفية تصوير قضايا حقوق الإنسان بشكل واقعى فى أعمالهم، وهو واقع فى اعتقادى سيكون وفق ما تراه عيونهم ذات الغشاوة، واقع :»مضطرب ومتذبذب».
 المديرة التنفيذية لـ»هيومن رايتس» تيرانا حسن صرحت «نحن متحمسون للعمل مع هوليوود لنشر تلك الرسالة وتجهيز النشطاء الملتزمين والدعاة والفنانين الذين يدافعون عن العدالة من خلال القصص التى يروونها».

 أماندا ألامبى، مديرة الحملات والمشاركة العامة فى المنظمة قالت «نعتقد أن رواية القصص المكتوبة ستكون حاسمة فى هذا المجال لذلك، نحاول النظر فى كيفية دمج رسالة مؤيدة لحقوق الإنسان فى الثقافة الشعبية، و يبدو أن هوليوود مكان جيد للبدء، ومن أجل ممارسة النفوذ، تتعاون هيومن رايتس ووتش مع المنتجين والكتاب فى مشاريع الأفلام القادمة لتشجيعهم على التفكير فى حقوق الإنسان واختيار سرد القصص بمسئولية أكبر».

وحتى لا تتهم المنظمة بالدعاية أو»البروباجاندا»  قالت ألامبى إن «السماح لهوليوود بتخيل القصص الحقيقية وكتابتها لن يضر بسمعة هيومن رايتس ووتش من حيث الدقة الواقعية لأن المنظمة لن تلعب دورا رئيسيا فى إنشاء الخيال ولكنها تنقل فقط المفاهيم التي يمكن أن تكون بمثابة أساس للأفلام ذات الرسالة المتعلقة بحقوق الإنسان».

عفوا نحن لا نسير وفق أحكام مسبقة، لكن عفوا أيضا «هيومن رايتس ووتش» ..الرسالة واضحة وفاضحة.. وقد وصلت.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة