الخميس، 11 مايو 2023 - 07:30 م

ليست إدارة الحوار الوطنى المسئولة وحدها عن نجاح هذا الحوار، إنما هناك مسئولون آخرون، منهم كل المشاركين فى هذا الحوار على اختلاف مشاربهم ورؤاهم، وأجهزة الدولة المختلفة.. فإذا كانت إدارة الحوار مسئولة عن تنفيذ الالتزام بقواعده وضوابطه التى تم التوافق عليها فى مجلس الأمناء، فإن المشاركين فى هذا الحوار مسئولون عن استمراره حتى يحقق نتائج واضحة وتوافقية وإن تباينت الرؤى والمواقف بينهم، كما أن أجهزة الدولة أيضا مشاركة فى مسئولية توفير المناخ المواتى لاستمرار الحوار الوطنى فى هدوء وسلاسة..

أما الإعلام فإنه مشارك أيضا فى هذه المسئولية المتعددة الأطراف 

ومسئولية الإعلام لا تقتصر فقط على نقل وقائع ما يجرى فى قاعات الحوار التى سوف تستقبل المشاركين فيه الأسبوع الذى يبدأ غدًا، وهو ما التزم به المنسق العام للحوار التزاما بعلنية الحوار، وإنما هى تتسع لأكثر من ذلك لأن الإعلام دوره أيضا أن يتناول بالتحليل ما يدور من نقاشات وما يطرح من آراء وأفكار من قبل المشاركين فى الحوار. 

هنا سيكون على الإعلام أن يتعامل مع ما يطرح من آراء وأفكار ورؤى ومقترحات وليس مع أصحابها أو من أدلوا بها وقدموها.. فالإعلام بالطبع من حقه بل من واجبه أن يكون حاضرا فى هذا الحوار وأن يدلو بدلوه فيه ولا يكتفى بنقل وقائعه وإنما يسهم فى مناقشة ما يطرح من آراء وأفكار ومقترحات من قبل المشاركين فيه..

والمهنية تقضى بأن يكون تناول الإعلام هذه الآراء والمقترحات سواء بالموافقة أو المعارضة، بالقدح أو المدح، لا أن يتناول أصحابها ومن أدلوا بها إلا ما يقتضيه الأمر من تعريف بهم للمشاهدين والمستمعين والقراء فقط.. فهذا سوف يثرى الحوار من خلال تقديم عرض نقدى لما يطرح فى جلساته سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، وسوف يشجع المشاركون فيه على الاستمرار فى طرح رؤاهم وآرائهم وأفكارهم بكل صراحة وموضوعية. 

وهكذا تتضاعف المسؤلية عن نجاح الحوار الذى يعد خيارنا الوحيد لبناء توافق مجتمعى حول أفضل السبل لنا لتجاوز التحديات التى تواجهنا الآن، وهى متعددة ومتنوعة، باعتبار هذا التوافق أساس التماسك الوطنى الذى ننشده ويعد ضرورة لبناء دولة ديمقراطية حديثة وهو الهدف الذى حدده الرئيس عبدالفتاح السيسى لهذا الحوار الذى دعا الجميع إليه.