كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الإعلام الغربى والشأن المصرى

كرم جبر

الأحد، 14 مايو 2023 - 07:07 م

كانت فرصة طيبة أن ننقل لهم وجهة نظرنا، لأنهم جاءوا يحملون أفكارًا ورؤى قديمة عما يحدث فى مصر الآن.
هم وفد من "جلوبال" العالمية ومعناها "جسور" كانوا فى زيارة مصر وسعدت بلقائهم فى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وعددهم 20 من أساتذة الجامعة ورجال الأعمال والسياسيين والإعلاميين ورؤساء التحرير والمجتمع المدنى فى كبريات المؤسسات، ومتخصصون فى كبريات الشركات الألمانية للذكاء الاصطناعي.


أسئلتهم كانت عن حرية الصحافة والإعلام فى مصر وحقوق الإنسان والمعايير الأوربية للحريات.
قلت لهم: علينا أن نراجع النظرة القديمة لما يحدث فى مصر، وأن ينظر الإعلام الغربى للأمور على أرض الواقع، لأن ما يتحقق كثير ويحقق العدالة فى التناول والتعاطى مع مختلف القضايا.


مثلاً: ما زالت نظرة بعض دوائر الإعلام فى الغرب لقضية حقوق الإنسان وفقًا لتصورات مضى عليها الزمن كثيرًا، دون أن يضع فى الاعتبار أن السجون المصرية القديمة تم هدمها، واستبدالها بمراكز للإصلاح تتطابق مع أعلى المعايير الدولية، واعترف مسئولو الأمم المتحدة بأن كثيرًا من الدول المتقدمة ليس لديها مثلها.
السجون المصرية لم تعد -كما فى أماكن- لتأديب السجناء، بل هى مدن صغيرة راقية تعلمهم حرفًا نافعة، وفيها مستشفيات على أعلى المستويات وتجرى عمليات جراحية كبرى، ويكون السجناء فرقًا موسيقية وأنشطة مختلفة.


ومثلاً: تتحدثون عن حرية الإعلام بنظرة قديمة، دون إدراك أن العالم تغير بما فيه مصر، وأصبحت سوشيال ميديا هى صاحبة التأثير الأكبر فى الرأى العام، ولدينا فى مصر 75 مليون حساب فى فيس بوك و40 مليونًا فى تويتر بما يعنى أن كل مواطن مصرى أصبح إعلاميًا يكتب وينتقد ويصور ويبث رسائله دون تدخل من أحد.


علاوة على آلاف الصحف والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية، لا يتدخل أحد فى عملها ولم يحدث إغلاق أى وسيلة إعلامية أو منع على أى إعلامي.
ورغم ذلك يتشكك الإعلام الغربى فى مدى حرية الإعلام فى بلادنا، ويثير قضايا قديمة ويختزل الأمر كله فى أشياء عفا عليها الزمن.
قلت لهم: هل يرضيكم ما يحدث حولنا فى المنطقة تحت شعار الحرية والربيع العربي، وتخريب الدول وتهجير الشعوب وتحطيم مقومات الحياة، وكل ذلك تحت شعار غربى مضلل لحقوق الإنسان؟


لقد نزلت جيوش إلى الشوارع عندما وقعت بعض الأحداث الإرهابية فى بلدان أوربية واعتبرتم ذلك دفاعًا مشروعًا فى دولكم، ولكن الكيل بمكيالين يستنكر حماية الدولة والشعب ومصالح الناس، والإعلام الحقيقى هو الذى يبنى ولا يهدم.


قلت لهم: انظروا إلينا نظرات عادلة، فنحن نتمنى أن نصل إلى ما حققتم من تقدم فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونسعى فى هذا السبيل، فساعدونا لنشكل معًا إطارًا للتعاون والتواصل.
كونوا معنا رسلا للمحبة والسلام والتواصل والتفاهم والحوار، وتشجيع التعاون المشترك من أجل حياة أفضل للناس، فبيننا وبين بلدكم الكبير علاقات وطيدة نسعى لدفعها خطوات أكثر إلى الأمام.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة