الفنان محمد عبدالوهاب
الفنان محمد عبدالوهاب


محمد عبد الوهاب .. أكبر رجل انتصر في الحب كان يتذوق العطور بلسانه 

أحمد الجمال

الإثنين، 15 مايو 2023 - 03:50 م

قبل نحو 63 عامًا نشرت «آخرساعة» حوارًا مع الفنان محمد عبدالوهاب، أجراه معه الكاتب الصحفي الراحل، جليل البندارى، والذي يعد من الحوارات الفنية النادرة الذى تحدث فيه موسيقار الأجيال برفقة زوجته نهلة القدسى، بشكل مختلف عما جاء فى أى حوار آخر أجراه طوال مشواره الفني، وتطرق إلى أمور لم يكن يُتوقع أن يتحدث فيها نجم بحجم وقيمة عبدالوهاب، من بينها اعترافه بأنه يتذوق «البرفانات» بلسانه.. نعيد نشر الحوار باختزال فى السطور التالية:


وصفت نهلة القدسى زوجها عبدالوهاب بأنه عندما كان يلحن أغنيتى «السد العالى» لنفسه ولنجاة الصغيرة، كان فى حالة ولادة.. قالت إن أعصابه كانت متوترة لدرجة أنه لم يكن يأكل ولا يشرب ولا ينام.. ولم يذق طعم الراحة والهدوء إلا بعد أن استمع إلى موسيقاه فى الراديو.. وما كاد ينتهى من أيام الحمل وينطلق إلى فندق إكسلسيور بحلوان، ليستمتع بالدفء وحرارة الشمس، حتى شعر بآلام الولادة مرة أخرى.


إن عبدالوهاب يضع الآن مولودًا جديدًا.. يلحن قصيدة من شعر نزار قباني، تبدأ هكذا: «أيظن أنى لعبة بيديه/ أنا لا أفكر فى الرجوع إليه». وقد أعطى عبدالوهاب هذا اللحن أيضًا لمطربته المفضلة نجاة الصغيرة.


> قلت لعبدالوهاب: لقد سبق أن لحنت هذا المعنى فى أغنية «مش أنا اللى أبكى»، التى قلت فيها: «وعايزنى أرجع تانى لا.. أرجع لك تانى لا؟».


ولكن هناك فرق كبير فى المعنى، فأغنيتى لا يعود فيها الحبيب لحبيبته، وأغنية نجاة تنتهى بقولها له: «كم قلت أنى غير عائدة له/ ورجعت ما أحلى الرجوع إليه».


ثم سألنى عبدالوهاب: هل تخشى علىّ من أن أكرِّر نفسى؟ أنا لا أكرّر نفسى أبدًا، لأننى رجل متحرك.


> ماذا تقصد بأغنية: مش أنا اللى أبكى؟


أن يحتفظ المحب بكرامته واحترام حبيبه له.


> معنى هذا أنك تضع مبدأ جديدًا بين المحبين؟


أنا لم أضع نظامَا لما ستكون عليه الأغنية فى المستقبل، ولكن الإحساس بالكرامة فى لحظة من لحظات الحب هو الذى جعلنى أصورها كما هى.


فلسفة غاندى
> ما هى نقطة ضعفك؟
أنسى الإساءة بسرعة.. أنا لا أحمل ضغينة أو حقدًا لأحد.
> ماذا تفعل لمَنْ يسيء إليك؟
أطلب له الغفران.
> هذه فلسفة غاندى؟
أنا زى غاندى.. يوم ما انضرب بالرصاص وضع يده اليمنى على الجرح وطلب بيده اليسرى المغفرة للرجل الذى قتله.. أعتقد أن كل إنسان يسيء إلىّ، سيحتاج إلىّ بعد ذلك، ولذا فأنا لا أحب أن أحتفظ فى نفسى بشيء من الحقد يجعلنى أمتنع عن مساعدته إذا لجأ إلىّ.


صفحات قلبى
> هل صوّرت جميع غرامياتك فى ألحانك؟
أنا لا أتكلم عن غرامياتى على صفحات الجرائد.. بل أسجلها على صفحات قلبى فقط.


> علمت أنك ستسافر إلى أمريكا للغناء هناك..
هذا صحيح، فقد عرضوا علىّ ذلك.. الحقيقة أنا بافكر جديًا فى الرحلة دى إذا مكنتنى صحتى من ذلك، لأنى باعتبرها مسألة وطنية.. وأعتقد أن الفن، وخاصة الموسيقى، يساهم فى العلاقة التى ربطت العرب بعضهم ببعض. إن العرب المغتربين يتصلون ببلادهم عن طريق أسطواناتنا وأغانينا، وقد حدث أثناء إحدى زياراتى لباريس أن تعرفت بمحامٍ عربى من مواليد باريس، فرأيته يتكلم العربية، وقال لى بالحرف الواحد: إن الشيء الذى يربطنى بكم هو هذا الطعام والعباءة والغناء العربى، وأسمعنى أسطوانة لأم كلثوم وأسطوانة «أنا والعذاب وهواك».


عاشق العطور
> سمعت أنك تحب البارفان وتتذوقه بلسانك كما تتذوق الطعام تماما، ولكن الأصل فى تذوقه بحاسة الشم.
طبعًا.. ماذا تريد أن تعلم؟
> هل صحيح أنك تتذوقه بلسانك؟!
من الذى قال لك هذا؟
أرجو أن تعفينى من الإجابة.
صحيح أنا أحب أن أتذوقه.
> طعمه إيه؟
فى الغالب طعمه مر.
> فى مرارة إيه؟
فى مرارة المر.
> مر قوى؟
مش قوى.. لكنه مر من النوع المحتمل اللذيذ.


> لما بتدوقه بتشرب منه كم نقطة؟
ثلاث أربع نقط.
> وتشبع؟
على الأقل.
انتصار الحب
> هل تعتبر نفسك أكبر رجل تعذب فى الحب؟
أنا أعتبر نفسى أكبر رجل انتصر فى الحب.
                                                                                              («آخرساعة» 3 فبراير 1960)

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة