نموذج لتصميم شارك بالمسابقة الأمريكية
نموذج لتصميم شارك بالمسابقة الأمريكية


«رامى» المصرى الوحيد فى أسبوع الموضة بنيويورك

تكنولوجيا الـ(AI) تقتحم عالم الأناقة| برامج الذكاء.. تصمم الأزياء!

آخر ساعة

الأربعاء، 17 مايو 2023 - 04:31 م

■ كتب: أحمد الجمال

عزيزتى حواء، هل تتخيلى أنه قد يأتى عليك وقت لا يكون حلمك أن يصمّم هانى البحيري أو إيلى صعب فستانًا أنيقًا لك؟ وأن البديل الذى يقوم بهذه المهمة هو أحد برامج الذكاء الاصطناعي؟! لا تفكرى فى الأمر كثيرًا، فقد بات واقعًا وليس مجرد حلم أو خيال!! فمن المرجح أن تشهد مهنة «مصمم الأزياء» تراجعًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة، فى ظل اقتحام برامج الـ(AI) مجال تصميم الملابس، خصوصًا بعد تنظيم أسبوع للموضة بالذكاء الاصطناعى بنيويورك، هو الأول من نوعه فى العالم، أواخر أبريل الماضي، شارك فيه 400 مصمم من دول مختلفة، بينهم المصرى الوحيد، رامى عبدالحميد، الذى اختيرت مجموعته ضمن أفضل 130 تصميمًا على مستوى العالم.
 

■ أحد تصاميم رامى عبدالحميد المشاركة فى أسبوع الموضة بالذكاء الاصطناعى بنيويورك

◄ أداة مساعدة ولن تكون بديلا لخبرة المصمم المحترف

◄ الاستايليست ليلى سمير: استخدمه لتحديد الألوان والأنماط المناسبة للعميل

أهم ما يميز أسبوع الموضة بالذكاء الاصطناعي، أنه وفّر فرصة فريدة لمصممي الأزياء الناشئين بتقنية الـ(AI) لعرض إبداعاتهم واكتشاف المواهب الكبيرة القادمة فى الموضة بما يلقى هالة ضوء على مستقبل هذه الصناعة، فقد تم الإعلان عن المسابقة فى مطلع فبراير الماضي، وعُرضت أعمال الفائزين فى مرحلة التصفية الأولى وعددهم 130 متسابقًا يومى 20 و21 أبريل الماضي، وجار التصويت حاليًا لاختيار أفضل ثلاث مجموعات أبدعها ثلاثة مصممين بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، تمهيدًا لإنتاجها ووضع أسماء أصحابها عليها كعلامة تجارية قبل توزيعها على متاجر الأزياء فى الولايات المتحدة وأوروبا وكل الدنيا.

وخلال الحدث الذى جذب اهتمام المختصين فى هذا المجال، تم المزج بين الموضة والتكنولوجيا، للوصول إلى تصاميم أزياء مبتكرة، كما تم عرض أحدث ما توصلت إليه صناعة الملابس وعروض التصاميم الافتراضية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مما يخلق منظورًا جديدًا لهذه الصناعة.

◄ أفكار خارج الصندوق
المصمم الشاب، رامى عبدالحميد، تحدث لـ«آخرساعة» عن تجربة مشاركته فى هذا الحدث: «إقامة أسبوع للموضة مخصص للذكاء الاصطناعي، يشجع المصممين على التفكير خارج الصندوق وتجربة التقنيات الجديدة، بما يعزّز الوصول إلى تصاميم أكثر ابتكارًا، وبالتأكيد سيساعد أيضًا فى إنشاء سوق جديدة للملابس والتصاميم التى تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، ما يفتح فرصًا جديدة للمصممين والشركات، وربما يغيِّر أيضًا سلوك الشراء لدى المستهلك، فقد يصبح الناس أكثر انفتاحًا على شراء الملابس المصمّمة بواسطة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى  (AI Tech) وقد يؤدى هذا إلى تغيّرات فى أذواق المستهلكين».

◄ زهور  الشتاء
أما عن مجموعته المخصّصة لموسم خريف وشتاء 2024 التى تم اختيارها ضمن أفضل 130 تصميمًا على مستوى العالم، فيقول: «هى مجموعة أزياء فاخرة (هوت كوتور) تحمل اسم (زهور الشتاء)، لأنها مستوحاة من أزهار الشتاء على قماش التُل الشفاف بدرجات ألوان الشتاء، بما فى ذلك البلوز البارد، والأبيض الفاتر، والأرجوانى الداكن، وتم تصميمها بأحدث أساليب تصميم الأزياء بالذكاء الاصطناعي، وبالمناسبة هى المجموعة المصرية الوحيدة التى شاركت فى أسبوع الموضة بنيويورك».

ويتابع: «زينتُ الفساتين بخيوط حريرية لامعة، وكريستال سواروفسكي، وماسات شديدة اللمعان، لإضفاء الحيوية عليها، واستخدمتُ الأقمشة الفاخرة، مثل الحرير والشيفون والتُل، واستغرق عملى فى هذه المجموعة أكثر من ثلاثة شهور، بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، الذى أنتج لى مئات التصاميم، اخترت منها فى النهاية أفضل 30 تصميمًا متناسقًا تصلح لأن تكون مجموعة واحدة».

◄ اقرأ أيضًا | الذكاء الإصطناعي.. «أعصاب جامدة» تنافس ريشة الفنان

◄ تصاميم سريعة
ويضيف مصمم الأزياء التقني: «من خلال ممارستي للتكنولوجيا الحديثة في تصميم الأزياء بالذكاء الاصطناعى مؤخرًا، لاحظت إحدى المزايا المهمة لاستخدام مواقع الويب AI فى تصميم الأزياء، وهى القدرة على إنشاء تصاميم بسرعة، حيث تستخدم هذه المواقع الخوارزميات لإنشاء تصاميم فريدة تستند إلى مدخلات أحددها له كمصمم أزياء، مثل اللون والاستايل والقماش. وتستغرق هذه العملية دقائق فقط، مقارنة بالساعات أو الأيام التى قد استغرقها لإنشاء تصميم يدويًا. وباستخدام مواقع الذكاء الاصطناعي، يمكننى إنشاء مجموعة واسعة من التصاميم فى وقت قياسي، ما يمنحنى خيارات عديدة أنتقى الأنسب من بينها، وهذا يوّفر الوقت والجهد».

وبحسب ما أوضح فإن هناك مزيا أخرى: «استطعت مواكبة أحدث اتجاهات الموضة، من خلال تحليل الوسائط الاجتماعية وغيرها من البيانات المتعلقة بالموضة لتحديد الاتجاهات والأنماط، وهذه المعلومات ساعدتنى فى إنشاء تصاميم تتماشى مع أحدث الصيحات، ما يضمن أن تكون التصاميم ملائمة وجذابة للجمهور المستهدف»، لافتًا إلى أن «هذه المواقع الذكية يمكن أن تقدّم توصياتٍ بشأن أفضل الأقمشة لاستخدامها فى تصميم معين، بناءً على عوامل مثل التكلفة والمتانة والراحة».

وما يثير القلق، بشأن اقتحام غـير المتخصصين لمجال تصميم الأزياء اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي، هو ما ذكره لنا رامي، حيث أكد أن أى شخص جاهل بأساسيات تصميم الأزياء، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعى أداة قيمة بالنسبة إليه لإنشاء التصاميم، إذ تقدّم مواقع الويب المدعومة بالذكاء الاصطناعي واجهات وقوالب تصميم سهلة الاستخدام يمكن تخصيصها لتلبية متطلبات المستخدم المحددة، ويمكن للخوارزميات الخاصة بالموقع تحليل البيانات المتعلقــــة باتجاهات الموضة وتفضيلات المستهلك لإنشاء تصاميم تتماشى مع خطوط الموضة الرائجة. هذا يعنى أنه حتى الشخص الذى ليـــس علــى درايــة بأحـــدث اتجــاهات الموضة يمكنه إنشاء تصاميم جذابة للجمهور المستهدف!

◄ خبرة المصمم
لكنه فى الوقت ذاته طمأننا بشـأن هذه الجزئية: «يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعى فى عملية التصميم، إلا أنه لا يمكن أن يحل محل معرفة وخبرة المصمم المحترف والممارس للمهنة، فقد يواجه الشخص الذى يجهل أساسيات تصميم الأزياء صعوبة فى إنشاء تصاميم مبتكرة وفريدة من نوعها، وقد يفتقر أيضًا إلى فهم كيفية ترجمة أفكاره إلى ملابس مادية، أو كيفية اختيار الأقمشة والخامات المناسبة لتصاميمه ووضع الخطوط المناسبة وعمل مجموعة كاملة مترابطة، وعدم معرفة طبيعة العملاء لإنشاء تصاميم مناسبة لهم، فينتهى به المطاف إلى تصاميم جيدة ولكن ليست فنية مدروسة ومحسوبة بإتقان، وهذا ما أشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي، ينتجون بالذكاء الاصطناعى تصاميم تقليدية معظمها غير قابل للتنفيذ».

باختصار، يمكن لشخص جاهل بأصول مهمنة تصميم الأزياء، أن يكون الذكاء الاصطناعى بالنسبة إليه أداة قيمة لإنشاء التصاميم، لكنه لا يمكن أن يحل محل معرفة وخبرة المصمم المحترف. فالأخير يكون الذكاء الاصطناعى أداة قوية لتعزيز إبداعه وإنتاجيته.

◄ تنسيق الملابس
من جانبها، تقول الاستايليست، ليلى سمير: «يستطيع منسق الملابس الاستفادة من الذكاء الاصطناعى فى عمله بعدة طرق، مثل استخدامه لتحليل البيانات والأنماط فى عالم الموضة وتوقع الاتجاهات المستقبلية، كما يمكن استخدامه لتحديد الألوان والأنماط المناسبة للعميل وتوفير اقتراحات لملابس جديدة تلائم الأسلوب الشخصى للعميل».

وتضيف: «يوجد العديد من البرامج التى يمكن للاستايليست الاعتماد عليها فى استخدام الذكاء الاصطناعى لتحسين عمله، أنا شخصيًا أستعين أحيانًا ببرنامج (Vue.ai) لأنه مجاني، وهناك برامج أخرى عديدة مثل (Stitch Fix وTrue Fit وHeuritech وIntellistyle) بعضها مجانى والآخر يتطلب رسومًا. وعمومًا ينبغى على الاستايليست اتخاذ القرار المناسب بشأن استخدام البرامج بناءً على احتياجاته ومتطلبات عمله، مع ملاحظة أن استخدام الذكاء الاصطناعى لا يمكن أن يحل محل الخبرة والمهارة الشخصية فى تنسيق الملابس وتلبية احتياجات العملاء بطريقة أفضل وأكثر احترافية».

◄ ذكاء بني آدم
وفى ممر جانبى متفرع من شارع فيصل بمحافظة الجيزة، يقع محل صغير، من دون لافتة، لكن للوهلة الأولى حين تمر من جانبه تدرك أنه «ترزي»، فبداخله يجلس رجل تجاوز الخمسين منكفئًا على ماكينة الخياطة، ومن حوله أكوام من الملابس وقطع القماش المتناثرة. سألناه: «هل سمعت عن برامج الذكاء الاصطناعي التى يمكنها أن تساعدك فى وضع أفكار لتصميم الملابس؟».. ابتسم الرجل قبل أن يرد قائلًا: «سمعت عن عداد الكهربا الذكي.. إنما فى شغلانة الترزى بتاعتى أنا ماعرفش غير ذكاء البنى آدم».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة