سمير غانم خلال إحدى مسرحياته
سمير غانم خلال إحدى مسرحياته


عامان على رحيله| سمير غانم.. «أستاذ» الارتجال والخروج عن النص

محمد عصام

الجمعة، 19 مايو 2023 - 12:00 ص


كان يشعر بقيمته الفنية، وكان يثق من موهبته ويدرك كل كبيرة وصغيرة عن المسرح وجمهوره ،، فهو كان يصنف نفسه بـ "المسرحجي"، حيث سخر كل إمكانياته المسرحية لصالح كل أعماله التي اختلفت أنواعها بين الاسكتشات والفوازير والمسلسلات وايضا الأفلام التجارية.

هو الفنان سمير غانم، ملك الارتجال ونجمه الوحيد، و أحد أهم الممثلين المسرحيين الذين تميزوا بالارتجال في كافة أعمالهم المسرحية الضخمة.. بعد عامان على رحيله نرصد في التقرير التالي ضمن ملف ذكرى سمير غانم حكاياته مع الارتجال والخروج عن النص..

 

ثلاثي أضواء المسرح


كانت مسئولية سمير غانم تجاه نفسه شديدة جدًا في هذه الفترة، حيث أنه كان الوحيد من بين أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح، الذي لا يمتلك شكلًا كوميديًامميزا مثل "الضيف أو جورج"، فقد كان رشيقا و صاحب قوام رياضي، وسيما حتى قبل أن يرتدى باروكة الشعر الشهيرة. فلم يجد أمامه سوى اللجوء إلى أصعب مدرسة في الأداء الكوميدى، وهي مدرسة الارتجال، حتى أصبح رائدًا في هذا الأسلوب بين معظم نجوم الكوميديا بلا منازع.

سمير غانم كان مميزا في الارتجال على المسرح وكان أستاذه في هذا الأمر النجم الراحل عبد المنعم مدبولي، وذلك كان يأتي نتيجة خبرة التفاعل مع الجمهور يوميا على المسرح ، وكانت مسرحيته "موسيقى في الحي الشرقي" مع صفاء أبو السعود هي أولى الأعمال التي خرج فيها عن النص وتفاعل مع الجمهور، ولهذا الأمر صُنعت له نجومية إضافية بجانب التي كان يتمتع بها من قبل.

 كان لديه عشق للضحك، كما برع في تجسيد الشخصيات الكوميدية التي أصبحت علامات بارزة في المسرح والسينما والتليفزيون من خلال أعمال ستظل راسخة في ذاكرة تاريخ الفن المصري وذلك بفضل ارتجاله الذي كان يضيف لكل الأعمال التي قدمها بجانب أكبر النجوم.

تجديد سمير غانم فن "الارتجال"

 

ادخل النجم سمير غانم مفاهيم جديدة للإرتجال في عالم المسرح ، فلم يقتصر ارتجاله في إطار النص المكتوب فقط، وإنما كان يرتجل في شكله وملابسه وفي ابسط تفاصيله التي يستخدمها قبل وبعد صعوده على خشبة المسرح

من منا لا يتذكر الأزياء الغريبة التي كان يرتديها سمير غانم في أعماله وأدواره المختلفة، مثل ",فطوطة، و اخويا هايص وانا لايص".

وفي السينما والتلفزيون مثل: «حكاية ميزو ، كابتن جودة المشاغبون، يوميات زكي الناصح، البعض يذهب للمأذون مرتين، إنهم يسرقون الأرانب»، وغيرهم من الأعمال، التي  أبدع فيها ووضعته على عرش النجومية لدى الجمهور..

سمير في المتزوجون:

 

وعن مسرحية المتزوجون ، قالت النجمة شيرين أنها كانت في سن صغير ولم تمتلك الخبرة المسرحية الكبيرة للوقوف أمام سمير غانم، ومع ذلك كانت تتفاجأ بارتجال سمير غانم الخارجة عن النص، مؤكدة إلى أنها كانت تسعى بالاطمئنان على خشبة المسرح بفضله.

وأردفت "اللي يشتغل قدام سمير غانم، هيعرف أنه يعمل كل يوم مفاجأة، وأداء مختلف، خاصة أنه أستاذ في الارتجال وبيعلي اي ممثل جنبه حتى لو على حساب نفسه".

و يمكن تذكر كل مشهد فيها وكأنه درس في فن الكوميديا، منها مشهد ((طبخ لينا للفرخة بدون شوربة)) ووضعتها في جبس اعتقادا أنه دقيق، وأيضا مشهد سمير غانم مع جورج سيدهم عندما قال له ((يا حنفي لما تعوذ فلوس قول لي ولا تحرج فطلب منه فرد عليه أنه هو الآخر يريد فلوس)).

وأيضاً المشهد الأكثر شهرة في المسرحية هو الزفة والموال الذي قدمه سمير غانم بطريقة خفيفة الظل، والذي قام فيه بإشعال سيجارة داخل الناي الصعيدي ، ذلك الذي كان جزء ارتجاليا منه كما ذكر من قبل.

اخويا هايص وانا لايص

 

وفي مسرحية "أخويا هايص وأنا لايص" عندما أراد أن يختفي من الشرطة ولبس ملابس امرأة عجيبة ودار بينه وبين الضابط حوار كوميدي لم يستطع الممثل حينها أن يمنع نفسه عن الضحك.

سمير غانم والباروكة

 

وكان فيلم «صغيرة على الحب» العمل الأول، الذي قرر فيه سمير غانم أن يرتدي الباروكة خلال ظهوره مع الفنان رشدي أباظة وسعاد حسني عام 1966، وهو لا يزال شابًا، فهو من مواليد 1937، حيث كان في عمر الـ31 عامًا.

فأصبح بعد النجاح الكبير الذي حققه مع السندريلا ورشدي اباظة، البطل الوسيم، وانطلق إلى عالم السينما والتليفزيون بطلا للأعمال الفنية، وذلك لما كان يتميز به من وجه وسيم وصوت طربي جميل، وخفة ظله فضلا عن إطلالته المميزة بقمصانه الملونة والمزركشة.

قال «غانم» في رحلته مع الباروكة، «عندما سافرت إلى أمريكا، في هوليود كانت البواريك جميلة»، مضيفًا «مازال عندي بواريك لم ارتديها حتى الآن»، لافتًا إلى أن أهم ما في الباروكة قصتها، قائلا: «الأمريكان مميزون جدًا يبهرونك بما يقومون به في قص الشعر».

ولم يستخدم سمير غانم باروكة بيضاء، إلا في مسلسل شربات لوز مع الفنانة يسرا.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة