عادل إمام
عادل إمام


في ذكرى عيد ميلاد عادل إمام .. أهم ما قدمه .. «طيور الظلام»

أخبار النجوم

الأحد، 21 مايو 2023 - 01:54 م

محمد كمال

للعدد الثاني على التوالي في “أخبار النجوم”، نتطرق إلى مسيرة عادل إمام، فهو بالتأكيد تاريخه الطويل يستحق ما هو أكثر من ذلك، وهنا نتوقف عند عمل من أهم ما قدم “الزعيم” خلال مسيرته، وهو فيلم “طيور الظلام”، فلم يكن يعلم أن هذا الفيلم الذي أرتبط بفترة مهمة في المشهد السياسي المصري سيظل تأثيره ممتد حتى يومنا هذا، ويستمر صراع ما عبر عنهم الثلاثي المؤلف وحيد حامد والمخرج شريف عرفة والنجم عادل إمام تحت اسم “طيور الظلام”، وهو من أكثر الأسماء تعبيرا في مسيرة “الزعيم”، لأنهم بالفعل طيور لا تهوى التحليق سوى في الظلام، من خلال أدوار مستترة، صحيح أن الأداء اختلف عن الماضي بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذا يكون من خلال استخدام لجان، بل كتائب إلكترونية، لكن يظل “طيور الظلام” الحقيقيون المحركون للحدث بعيدا عن الأعين ينظمون ويخططون خلف الستار.

بالتزامن مع الاحتفال بعيد ميلاد عادل إمام الـ83، تعرض خلال الأيام الماضية إلى حملة ممنهجة شديدة العنف، حيث تصدر اسم عادل إمام “تريند” محرك البحث “جوجل”، وذلك من خلال “هاشتاج” طرح على “تويتر” تحت اسم “طيور الظلام”، والذي خصص للهجوم وانتقاد هذا الفيلم تحديدا، كأنه الفيلم الذي جاء على الجرح، فقد وجد “طيور الظلام” أنفسهم حتى من خلال اسم الفيلم، لدرجة دفعت العديد من الفنانين وجمهور (الزعيم) بمحاولة محاربة هذا الـ”هاشتاج” الجديد والرد عليه، ويأتي في مقدمة الممثلين المدافعين عن عادل إمام الممثل الكبير نبيل الحلفاوي الذي كتب على صفحته “طيور الظلام”: “تهاجم عادل إمام.. جريمته التي لا تغتفر.. موهبة من الله لإسعاد البشر”، ونفس الأمر سماح أنور التي قامت بنشر صورة لعادل إمام وتحتها تعليق “بحبك جدا”، وكتب رجل الأعمال نجيب ساويرس تغريدة أخرى في حب “الزعيم” قائلا: “عظيم مصر وحبيبنا بخير دايما وزورته حديثا وكان كويس رغم آنف الجهلاء والحاقدين”.

لم يتوقف الأمر عند الهجوم على الفيلم فقط، بل قيام “طيور الظلام” بإعادة نشر صورة لشكل إفتراضي لـ”الزعيم” عجوزا وهو يحتفل بعيد ميلاده، ومن أبرز التعليقات التي تولت مسئولية الدفاع عن “الزعيم”، جاءت في صيغة تدور حول فكرة إستمرار تأثير عادل إمام في نفوس “طيور الظلام”، رغم مرور أعوام طويلة على هذا الفيلم تحديدا، مثل: “مكناش عارفين إن عادل إمام لسه حارقهم بالشكل دا لحد دلوقتِ ربنا يديك الصحة يا زعيم وتمتعنا بفنك”، وفي تعليق آخر: “طبيعي تبقوا محروقين من عادل إمام وهو حارقكم”، وكتب شخص ثالث: “لو فيه أي معركة بين عادل إمام والمتطرفين فالمعركة دي خلصت من زمان ونتيجتها اتحسمت من زمان وعادل إمام كسب”.

ولم يدخل عادل إمام في صراعات مع “طيور الظلام” بسبب أعماله فقط، بل أمتد الأمر إلى مواقفه الشديدة والقوية التي دعم فيها أعمال لم يكن مشتركا فيها، وبالتأكيد يأتي موقفه القوي والداعم للمخرج يوسف شاهين بعد عرض فيلم “المهاجر” عام 1994، من خلال الدعوى التي أقيمت ضد الفيلم، وكان “الزعيم” من أوائل المتضامنين مع شاهين، رغم أن الثنائي لم يجمعهما عمل معا، ورغم ما تردد عن محاولات بينهما للعمل سويا على مدار أعوام، لكنها كلها وصلت لطرق مسدودة بسبب اختلافات في وجهات النظر، لكن هذا لم يمنع تضامن “الزعيم” مع شاهين أمام محاولات “طيور الظلام” البائسة.

بدأ “الزعيم” مشواره فى مواجهة “طيور الظلام” منذ الثمانينيات، وأزداد الأمر فى التسعينيات، حيث كان الصراع على أشده، لأن في تلك الفترة حدث تنامي للتيارات الدينية المتشددة بشكل أكبر، وأصبحت أكثر تغلغلا داخل المجتمع المصري، والأهم أن هذا التواجد أصبح يأخذ منحنى سياسي من خلال الوجود الواضح والظاهر لـ”جماعة الإخوان المسلمين” المتطرفة، الذين بدأوا منذ منتصف الثمانينات في العودة بقوة للحلبة السياسية والدخول إلى مقاعد البرلمان من خلال خلفية الأحزاب الليبرالية واليسارية، مما ساهم أكثر في قوة هذا التنظيم الذي أصبح قريبا من دائرة صناعة القرار في مصر.

وقبل العودة لعرض بداية أعمال عادل إمام التي قاومت “طيور الظلام” يجعلنا الـ”هاشتاج” الجديد التوقف أمام العمل الذي حمل اسمه وهو فيلم “طيور الظلام” الذي عرض عام 1995، وشارك في بطولته مع “الزعيم” كلا من يسرا ورياض الخولي وأحمد راتب وجميل راتب وتأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة، في الفيلم الذي قدم ثلاثي أطراف اللعبة السياسية، أو بمعنى أشمل اللعبة الحياتية في مصر من خلال 3 أصدقاء محامين تخرجوا من الجامعة، الأول الذي يمثل القاعدة الشعبية العريضة هو “محسن - أحمد راتب” المثقف المنتمي للطبقة المتوسطة المؤمن بشعارات ثورية المواطن الكادح، الذي يعمل بجد من أجل رزق يومه ومستقبل أبناءه، رغم المعاناة، لكنه راض، ويخرج غضبه مع أنفاس “الشيشة”، تاركا المحاماة ومتجها للعمل كمحاسب.

أما الشخصيتان الأبرز في الفيلم، هما طرفي اللعبة السياسية، وهما “فتحي نوفل - عادل إمام” و”علي الزناتي - رياض الخولي”، الأول محامي الأرياف الذي جاءت له فرصة الصعود في كنف الوزير “رشدي الخيال”، وهو وزير لحقيبة سيادية، عكس “الزناتي” الشيوعي السابق الذي جنح للعمل مع الجماعات الإسلامية بحكم أن مواردهم المادية أفضل، وأعتقد أنهم يحملون المستقبل معهم.

استطاع الثلاثي “وحيد – عرفة – إمام” في الدخول إلى أسرار وخبايا الصراع السلطوي بين فساد النظام السياسي وبين أطماع جماعات الإسلام السياسي، وأطلقوا عليهم “طيور الظلام”, وهو الفيلم الذي أغضب جماعة “الإخوان” الإرهابية وقتها، ودفعهم لرفع دعوى قضائية ضده لوقف عرضه، وإتهامهم لصناع الفيلم بإزدراء الأديان.

جاء فيلم “طيور الظلام” ليزيد المتطرفين غضبا تجاه “الزعيم”، ليس فقط بسبب القضايا التي طرحها والصورة التي أظهرها عليهم، بل لأن الفيلم جاء تاليا لتجربة “الزعيم” في العام الذي قبله من خلال فيلم “الإرهابي” الذي عرض عام 1994، ومن تأليف لينين الرملي وإخراج نادر جلال، وشارك في بطولته شيرين وأحمد راتب وصلاح ذوالفقار وإبراهيم يسري، وإذا كانت الرؤية تميل إلى الرمزية بعض الشيء في “طيور الظلام”، إلا أنها على النقيض شديدة المباشرة في “الإرهابي” الذي يسرد قصة شخص ظاهريا، لكن على مستوى الأبعاد الدNامية يمكن أن نقسمه إلى شخصين، الأول - والأساسي – “علي عبد الظاهر” الذي يعمل في تنفيذ العمليات الإرهابية لدى الجماعات الدينية المتشددة، وفي عملية التخلص من أحد الضباط الكبار في وزارة الداخلية يضطر “علي” للاختباء في منزل أسرة مصرية ربها طبيب جراح شهير، وخلال التعايش مع أسرة الطبيب وأبنائه الثلاث، حيث انتحل “علي” اسم “مصطفى عبد الرحمن” أستاذ الفلسفة، وهو الشخص الثاني في الفيلم، ومن خلال شخصية “مصطفى” تظهر الجوانب الأخرى الخفية في شخصية “علي”، أو يمكن أن نعتبرها الجوانب الفطرية، التي خلقنا عليها قبل التأثر بالأفكار الرجعية المتشددة، وبسبب هذا الفيلم تعرض “الزعيم” عادل إمام إلى هجوم قوي من كل الجماعات الدينية المتشددة، لدرجة أن هناك من أهدر دمه، ووصلت إلى تهديدات بالقتل.

وإذا عدنا بالتاريخ للوراء وإلقاء نظرة أشمل على أفلام “الزعيم”، نجده بجانب العملين لا يوجد عمل له لا يخلو من التطرق إلى “طيور الظلام” في كل مرة بشكل مختلف، فقد كانت البداية في النصف الثاني من الثمانينات، وتحديدا عام 1986 في فيلم “كراكون في الشارع” للمخرج أحمد يحيى، رغم أن الإطار العام للفيلم يدور حول أزمة الإسكان، إلا أنه ظهرت خلال الأحداث شخصية “الحاج نادي”، وقدم دور الممثل عدوي غيث، الذي يرمز به الفيلم إلى شركات توظيف الأموال، وهي من المؤسسات التي كانت بداية العمل المؤسسي الاقتصادي لـ”طيور الظلام” في تلك الفترة، وشارك في بطولة الفيلم يسرا، وشارك في تأليفه أحمد الخطيب وبسيوني عثمان.

وفي فيلم “الإرهاب والكباب” الذي عرض عام 1992، وشارك في بطولته بجانب “الزعيم” كلا من يسرا وكمال الشناوي وأحمد راتب وأشرف عبد الباقي، وظهر خلال الفيلم دور “الأستاذ رشاد” الذي قدمه أحمد عقل، وهو الموظف الذي يعمل في مجمع التحرير، لكنه يقضي وقته كاملا في أداء الصلاة، وكان “الأستاذ رشاد” هو المحرك الأساسي للأزمة التي وقع فيها المواطن البسيط، والموظف أيضا – “أحمد” - والذي جاء لمجمع التحرير لإنجاز عمل بسيط متعلق بأبنائه، لكنه تعرض لأمرين، الأول البيروقراطية الحكومية، لكن بالنسبة لـ”أحمد” فهو معتاد عليها، أما الأمر الثاني والمباشر كان “الأستاذ رشاد” الذي تسبب في إنفجار “أحمد” وتحوله دون قصد إلى إرهابي مطلوب ومطارد من قبل وزير الداخلية شخصيا.

نفس الحال في فيلم “عمارة يعقوبيان”، عندما تحول الطالب “طه الشاذلي” الذي كان يحلم بدخول كلية الشرطة إلى الانضمام للجماعات الإرهابية في الفيلم الذي أنتج عام 2006 ومأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم لعلاء الأسواني وكتب له السيناريو والحوار وحيد حامد وأخرجه مروان حامد.

ثم يأتي فيلم “حسن ومرقص” الذي اشترك في بطولته مع “الزعيم” الممثل العالمي عمر الشريف، في تجربتهما الأولى معا، من خلال تبادل أدوار بين “الشيخ حسن” و”القس بولس”، بسبب التهديد الدائم الذي يتعرض له القس ومحاولات اغتياله من جانب الجماعات الإسلامية المتشددة، خلال الفيلم الذي عرض عام 2008 وشارك في بطولته بجانب الثنائي كلا من محمد إمام وشيري عادل ولبلبة وهناء الشوربجي.

وفي أعمال أخرى لـ”الزعيم” تطرقت إلى التحدث عن الوازع الديني الذي أصبح مسيطرا على المجتمع المصري بسبب تلك الجماعات المتشددة التي ساهمت في الإنغلاق الفكري للمصريين على مدار عقود، كأنها أفلام ترصد تلك الحالة دون الاشتباك معها بشكل مباشر، أو وجود شخصية تمثلها بعينها، على غرار أفلام مثل “النوم في العسل” لشريف عرفة، وسلسلة “بخيت وعديلة”، و”رسالة إلى الوالي” لنادر جلال، وأيضا عمل مثل “السفارة في العمارة” لعمرو عرفة، من خلال إظهار الجانب الخفي للعلاقة الإنتهازية من الجماعات الإسلامية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية تحديدا، أو حتى من خلال فيلم “مرجان أحمد مرجان” والدور الكوميدي الذي قدمه أحمد السعدني خلال شخصية “الشيخ محمود”.

نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ 18/5/2023

اقرأ أيضًا : عزة مصطفى تطالب بإطلاق اسم «عادل إمام» على أحد ميادين مصر

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة