علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

.. وماذا بعد قمة جدة؟

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 24 مايو 2023 - 07:47 م

العرب كانوا بحاجة إلى ما يبعث الأمل، ويبث التفاؤل على مستوى القمة، وإلى  حد بعيد فإن ما حدث فى جدة، بل وقبل انعقاد قمتها، حقق ما يمكن البناء عليه، أى أن يصبح لها ما بعدها.

عودة سوريا ربما يمثل عنوانا لمرحلة مغايرة نسبيا فى ملامح العمل العربى المشترك، بمعنى ان ما شهده الملف السورى من تقدم، تم احرازه بجهود مضنية، فضلا عن ما يمكن الرهان عليه بالنسبة لسوريا الشعب بكل مكوناته، فإنه بالاستطاعة اعتباره نموذجا للتحرك العربى المثمر فى ساحات أخرى، تتطلع شعوبها إلى دور ايجابى لتتجاوز ازماتها.

انجاز العرب تحت مظلة جامعتهم يؤكد انه، لا مستحيل إذا كان ثمة ارادة سياسية حقيقية وصادقة، تؤطر حركتهم حيث تتطلع الشعوب إلى موقف عربى يتناسب وحجم التحدى الذى يبلغ احيانا المستوى الوجودى لدول باتت على شفا ان تصنف فى عداد الدول الفاشلة، إذا لم تجرى محاولات سريعة لاحتواء مشكلاتها المتفاقمة، والتى أصبحت اراضيها ميدانا لتدخلات دولية واقليمية، لا تهددها وحدها، وإنما تمتد التهديدات داخلها إلى محيطها العربى.

مبادرة استعادة سوريا، أو اعادتها لحضنها القومى، كانت بمثابة رسالة للقوى التى وجدت فى أرضها مرتعا لاطماعها، التى تجاوزت سوريا إلى جيرانها العرب، ولأن القياس لا يحتمل تعسفا، فإن ما تشهده ليبيا، واليمن، ولبنان، أخيرا السودان، لا يبتعد كثيرا فيما يتضمنه من تحديات عن النموذج السورى، برغم خصوصية كل حالة.

من ثم، فإن القمة العربية تحت رئاسة السعودية، وبدعم الدول العربية القادرة على الفعل، وإسناد الأمانة العامة للجامعة العربية مدعوة لممارسة دورها، لانجاز نجاحات من شأنها ليس حماية أمن هذه الدولة أو تلك، وانما هو دور يحفظ للنظام العربى ما تبقى منه، لاسيما فى ظل نظام دولى قيد اعادة التشكل، بقوة الحديد والنار.

الموقف العربى فى الملف السورى، لا يجب أن يكون استثناء، وانما لابد ان يتحول إلى نهج مستدام، ليكون لقمة جدة ما بعدها، فالمشوار بدأ ويجب أن يتواصل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة