الخميس، 25 مايو 2023 - 07:46 م

عواقب وخيمة تنتظر أمريكا إذا لم يتم التوصل قبل نهاية هذا الشهر الى اتفاق بين إدارة بايدن الديموقراطية ومكارثي الجمهوري رئيس مجلس النواب أقلها العجز عن الوفاء برواتب الموظفين، ولذلك قطع الرئيس الأمريكي رحلته لآسيا وعاد لأمريكا ليلتقى مكارثي بالبيت الأبيض فى جلسة تفاوض لم تنته للتوصل إلى اتفاق لعمق الخلافات بين الجانبين حول تخفيض الإنفاق الحكومي، وإن وصفت من الجانبين بأنها كانت مفاوضات إيجابية وبناءة.. ومع ذلك فإن هناك فى أمريكا من اهتم فى هذه المفاوضات بأمر آخر غير نتائجها وما تمخضت عنه ومنح اهتمامه للأحذية التى كان يرتديها وفد المفاوضات الجمهوري.. فقد لاحظوا أن أعضاء الوفد كانوا يرتدون أحذية رياضية وقديمة رغم  أن الرئيس الأمريكى استضافهم فى المكتب البيضاوي، مكتبه الرئيسي، بينما كان البروتوكول يقتضى منهم ارتداء أحذية جلدية.. وهذا يذكرنا باهتمام الإعلام الأمريكى قبل بضعة أسابيع بصورة استقبال رئيس وزراء كندا فى بيته للرئيس الأمريكى وكان ابن المضيف لا يرتدى حذاء أو نعلا وإنما اكتفى وهو يُستقبل الضيف الرئاسى بارتداء جورب. 

وعندما يمنح اهتماما من قبل البعض داخل أمريكا للأحذية التى كان يرتديها رئيس مجلس النواب ومن كانوا برفقته فى حضرة الرئيس الأمريكى يفوق الاهتمام بما أسفر عنه اللقاء بينهم من نتائج  تخص أهم مشكلة أمريكية الآن، فهذا لا يمكن تفسيره سوى أن هؤلاء لا يكترثون بهذه المشكلة أو أنهم يدركون أنها سوف تجد حلا قبل أن ينتهى شهرنا هذا الذى لم يتبق منه سوى أقل من أسبوع.

فإذا كان مكارثي والجمهوريون يستخدمون سلاح الوقت لممارسة الضغط على الرئيس بايدن وادارته للقبول بتخفيضات كبيرة للإنفاق الحكومى، فإن الرئيس الأمريكي يستخدم بدوره سلاح الوقت لممارسة الضغط عليهم للقبول بأقل قدر من تخفيض الإنفاق الحكومي، لأنهم لا يريدون أن يتهموا بأنهم أصابوا الاقتصاد بالشلل وأصابوا أمريكا بكارثة اقتصادية لتحقيق مصالح حزبية خالصة.. كلا الطرفين يلعبان لعبة عض الأصابع..  وهذه ليست أول مرة يلعبونها، فقد سبق لهم من قبل أن لعبوها بخصوص رفع سقف الدين، وكانوا دوما يتوصلون إلى اتفاق بينهم يمنح الإدارة الأمريكية القدرة على مزيد من الاقتراض لتغطية إنفاقها، ما جعل أمريكا المدين الأكبر فى العالم.