عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

قرصنة الصوت!!

عبلة الرويني

السبت، 27 مايو 2023 - 05:31 م

  المسألة ليست فقط حقوق الملكية الفكرية فى استخدام الذكاء الاصطناعي، واستنساخ  صوت أم كلثوم أو صوت عبدالحليم حافظ أو أى صوت غنائى آخر(نسخ تونات الصوت على أى محتوى صوتي)قام مهندس معمارى  باستعراض مهارات الدماغ الرقمي،باستنساخ صوت عبد الحليم حافظ، لتقديم ٣ أغنيات لعمرو دياب!!...وقدمت أغنية لأليسا بصوت أصالة (الاصطناعي)!!...ونشر الملحن عمرو مصطفى جزءا من أغنية من ألحانه بصوت أم كلثوم (المستنسخ بطريقة الذكاء الاصطناعي) وحين سئل عن حقوق الملكية قال (هذا صوت الذكاء الاصطناعي،وليس صوت أم كلثوم)!..

والمسألة ليست حقوق الملكية، لكن العبث بالقيمة الإبداعية للصوت!!..استمعت لصوت عبدالحليم حافظ الاصطناعي، بأغانى عمرو دياب..والنتيجة مفزعة..لا جمال، لا إبداع، لا قيمة...صوت معدنى مشوش، غير واضح  الهوية،خال من الروح والإحساس والإبداع.. خال من عبد الحليم حافظ!!

طبعا إمكانات الذكاء الاصطناعي،الروبوتات والبرمجيات والتكنولوجيا عموما...ثورة حداثية،أعادت صياغة العالم بطفرات مذهلة فى كل المجالات صناعية وصحية وتعليمية وتجارية وبيئية وصناعة الأسلحة الحديثة.. أيضا فى الفنون والإبداع وصياغة الأعمال الفنية الجديدة...كثير من التأليف والتوزيع الموسيقي، يعتمد أساسا على الصياغة الرقمية والذكاء الاصطناعي..وسبق أن أكمل  الروبوت السيمفونية العاشرة لبيتهوفن!!... الروبوت يكتب الشعر، يكتب القصص،يرسم  ويؤلف الموسيقي،ويغنى أيضا!!..

لكن استحضار أصوات المطربين واستنساخها بتقنية الذكاء الاصطناعي، لتقديم محتوى  فنى جديد، هو أحد أشكال سوء استخدام الذكاء الاصطناعي...قرصنة للصوت البشرى المبدع..تجربة وهمية دون مطربين حقيقيين ولا ملحنين حقيقيين ولا شعراء حقيقيين... أكاذيب غنائية مؤذية..تحاصر الإبداع،وتحدد  الخيال،وتفرغ الروح والأحساس، بوضع الآلة مكان الإنسان.. باختصار عبث  وتخريب!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة