المشتبه به وضحاياه
المشتبه به وضحاياه


المحققون الأمريكيون يواجهون اتهامات بإخفاء هوية القاتل

أخبار الحوادث

الأحد، 28 مايو 2023 - 12:53 م

دينا جلال

  تظل جرائم القتل المتسلسلة كابوسًا محيرًا للمحققين حتى وإن مر عليها عقود عديدة؛ يظل التحدي لدى الاجهزة الأمنية في الكشف عن هوية قاتل مرت على جرائمه ما يقرب من نصف قرن، ربما لإزاحة الفشل او الحرج الذي يلازم المحققون السابقون حتى بعد انتهاء خدمتهم أو ربما يعد الكشف عن الجاني نجاحًا يُضاف إلى رصيد المحققين الحاليين، والغريب في تلك القضية ما يواجهه مكتب التحقيقات الفيدرالي من اتهامات لا تتوقف عند حد الإهمال فقط وإنما التعمد في طمس حقيقة أحد اشهر القتلة المتسلسلين في امريكا لإخفاء هويته.

في تلك القضية تفتح وسائل الاعلام قضية سفاح الابراج الشهير بسفاح زودياك  الغامض؛ لتشير إلى هوية المشتبه به الذي مرت على وفاته اكثر من خمس سنوات أما جرائمه فمر عليها اكثر من ستين عامًا، ومع ذلك مازال يتصدر عناوين الصحف ووسائل الاعلام كأحد اشهر السفاحين الغامضين في العالم، خرجت قضية سفاح زودياك إلى الاضواء عبر مؤسسة «اختراق القضايا» وهي مجموعة استقصائية تضم حوالي 40 محققًا يراقبون دور الجهات الحكومية في القضايا المعقدة.

بيانات سرية

تشير المؤسسة الاستقصائية إلى امتلاك أدلة جديدة حول القضية؛ لتتهم جهات التحقيق في تلك القضية بالتقصير الكامل وعدم اتباع الطرق الصحيحة للتحقيق، وأكد توماس كولبير، قائد فريق التحقيق في بيان صحفي منذ ايام قليلة توصله الى هوية السفاح عبر تصريح لأحد عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كشف هوية السفاح؛ ليفجر مفاجأة بكونه أحد المحاربين القدامى في القوات الجوية، ويدعى فرانسيس بوست وتوصل إليه المحققون عبر تحاليل الحمض النووي.

أشار المحقق الخاص «توماس كولبير» إلى دور مكتب التحقيقات الفيدرالي في طمس هوية السفاح القاتل وحفظ بياناته سرًا على اجهزة الكمبيوتر منذ عام 2016، كما اتهم وكالات إنفاذ القانون بالتكاسل عن التحقيق الجاد ومقارنة الحمض النووي في مسارح الجريمة مع الحمض النووي للضابط القاتل، وكذلك رفض أى اجتهادات خاصة أو حكومية لكشف القاتل، كما أنكر المحققون الفيدراليون حل القضية أو التوصل إلى هوية الجاني، وصرحوا في عام 2021 أن القضية مفتوحة والجاني مجهول بل وطالبوا باحترام الضحايا وعائلاتهم، وتشير وكالة التحقيق الخاصة بأصابع الاتهام نحو المحققين الفيدراليين لتشير إلى امتلاكهم عينات من  الحمض النووي الخاص بالقاتل قبل وفاته منذ عام  2018 عن عمر 80 عاما إلا أن السلطات اخفت هويته؛ لتمر جرائمه دون عقاب اثناء وجوده على قيد الحياة، وأشارت التحقيقات إلى أن الضابط المشتبه به تخلى بهدوء عن أسلحته وأجزاء مسدسه والبارود والرصاص والقذائف قبل وفاته وقام بتوزيعها على جيرانه والسكان المحليين المقربين منه.

ضحايا السفاح

بدأت جرائم سفاح زودياك في نهاية الستينيات وتحديدا في نهاية عام 1968؛ حين اقدم على قتل زوجين في سيارتهما رميًا بالرصاص وخلال عشرة اشهر فقط كرر جريمته بإطلاق النار على زوجين آخرين فى حديقة عامة، وقام بتقييد رجل وامرأة وطعنهما حتى الموت بالقرب من بحيرة بيرياسا، كما أطلق النار على رأس سائق سيارة أجرة وقتله في الحال في سان فرانسيسكو، وتوالت تهديداته بإطلاق النار على أتوبيسات المدارس المليئة بالاطفال، وتتراوح أعمار ضحاياه بين السن 16 و 29 عاما.

في ذلك الوقت كلما كرر سفاح زودياك جرائمه كلما زاد حرج وارتباك الشرطة حيث قامت باستجواب ما  يقرب من 3 آلاف شاهد ومشتبه بهم ومن بينهم خمسة اشخاص حامت حولهم الشبهات بطريقة كبيرة ومع ذلك لم يتوصل المحققون إلى حل للقضية وبرروا فشلهم بعدم تطور الطب الشرعى؛ لتقديم أدلة قاطعة ضد القاتل لينجح القاتل في الإفلات من العدالة باستمرار دون أن تتمكن الشرطة من إلقاء القبض عليه.

اعترافات مشفرة

يشتهر سفاح زودياك بإرسال رسائل مشفرة إلى احدى الصحف المحلية، ومازال المحققون والصحفيون يبذلون مجهودًا في حل اللغز، وتحتوي رسائل سفاح زودياك المشفرة على جملة: «أحب قتل ضحاياى لأنه أمر ممتع جدا»، ويوقع بلقبه «قاتل زودياك»، وتوصل المحققون رسميًا الى ارتكابه ما بين 5 الى 7 جرائم قتل فقط تسببت في ترويع سكان منطقة الخليج في شمال كاليفورنيا، ويُعتقد أن الرقم الحقيقي لجرائمه يتراوح بين 20 و 28 شخصًا، بينما ادعى القاتل في رسائله المشفرة أنه قتل 37 شخصًا ليسبب المزيد من الحرج للمسئولين دون أن يجرؤ احد أن يربط بين تلك الجرائم وبين جرائم سفاح زودياك، وألهمت جرائمه صناع السينما بإنتاج افلام تحمل اسم سفاح زودياك بالرغم من عدم اعلان هويته رسميًا حتى الآن.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ 25/5/2023

اقرأ أيضًا : النقاب والجريمة.. المليونيرة النصابة جمعت 6 ملايين جنيه بالنقاب

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة