الثلاثاء، 30 مايو 2023 - 08:06 م

 «ما سر هذا الكاتب الجميل؟ ولماذا ارتبط به الشباب ولا يزالون حتى الآن؟ كيف حقق المعادلة الصعبة، وجعل الكتاب ضرورة، يجب اقتناؤه، والقراءة متعة يحرص على ممارستها الشباب؟»

هناك عبارة قالها ر.ل.اينشتاين «أريد أن يكتب على قبرى جعل الأطفال يقرأون، أما أنا فأريد أن يكتب على قبرى جعل الشباب يقرأون». هذا ما قاله الكاتب أحمد خالد توفيق فى أحد حواراته الصحفية، وهى الجملة نفسها التى كُتبت على قبره فى مدينة طنطا، عند رحيله المفاجئ عام 2018 عن عمر يناهز الخامسة والخمسين عاما.

يطلق عليه مريدوه وتلاميذه «العراب» ويتمتع بحب عجيب، بل غريب حتى الآن وبعد مرور ما يقرب من خمس سنوات على رحيله. ما سر هذا الكاتب الجميل؟ ولماذا ارتبط به الشباب ولا يزالون حتى الآن؟ كيف حقق المعادلة الصعبة، وجعل الكتاب ضرورة، يجب اقتناؤه، والقراءة متعة يحرص على ممارستها الشباب؟.

هل يمكن أن يعيش الإنسان بعد رحيله عن الدنيا، وأن تظل أعماله حية، نابضة، تجذب صناع الدراما ليلتقطوا دررها، ويحولوها إلى مسلسلات، وكتب صوتية، وغيرها من وسائط النشر والفن. وما الذى تميز به أدبه، ليصبح متجددا، جاذبا للأجيال المتعاقبة؟

ما هو الحلم الذى لم يحققه أحمد خالد توفيق فى حياته القصيرة الحافلة بالنجاحات، والإنجازات ليس على مستوى الأدب فحسب، بل على مستوى الطب أيضا، حيث كان يجمع حتى وفاته بين المهنتين بكفاءة، ومقدرة عالية.

حول هذه الأسئلة دارت حوارات «صالون روايات مصرية للجيب» يوم الأحد الماضى مع كوكبة من تلامذته الشباب، الذين أصبحوا من نجوم الأدب والسيناريو والحوار الآن، وابنه الدكتور محمد أحمد خالد توفيق، وابنه الروحى الدكتور أحمد رسلان، ومصطفى حمدى رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية الحديثة، وأحمد المقدم المدير العام للمؤسسة.

الجميل واللافت للنظر هو ازدحام القاعة الكبيرة التى أقيم بها الصالون فى مبنى «القنصلية» بالتعاون مع منصة «اقرأ لى» لدرجة امتلاء مقاعد القاعة عن آخرها، واضطرار أعداد كبيرة إلى الوقوف حتى نهاية الصالون الذى استمرت حواراته، وفقراته لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة. الحضور كان يستمع باهتمام، ويشارك بسؤال أو مداخلة، كل هذا يتم برقى، وتحضر مثير للتفاؤل والفرح.

حضر الصالون المستشار حسام العادلى ونخبة من الشخصيات العامة والكتاب والمثقفين. أما المتحدثون فكانوا: الدكتور محمد أحمد خالد توفيق نجل الكاتب الراحل، والكاتبة شيرين هنائى والكاتب خالد الصفتى، والسيناريست تامر إبراهيم، والسيناريست محمد سليمان عبد الملك، والكاتب الصحفى خلف جابر مؤلف كتاب «أسطورة أحمد خالد توفيق»، والدكتور أحمد رسلان، والفنان أحمد صبرى غباشى، والكاتب أحمد فكرى.

أخوة بالملايين!

حكى محمد أحمد خالد توفيق عن علاقته بوالده وكيف أنه لم يعرف فى البداية حجم شهرته، إلا عندما ذهبا معا إلى معرض القاهرة للكتاب وهو طفل، وتفاجأ بكم القراء الذين يحبون والده، وقال إنه لم يقرأ لوالده فى البداية ولم يجبره الأب على ذلك حتى قرر بنفسه القراءة، وعندها ندم على ما أضاعه من سنين قبل أن يفعل ذلك. تحدث كذلك عن المكتبة الضخمة التى كانت بالبيت، وعن كون القراءة كانت متعة أحمد خالد الأولى. وأن الحلم الذى ظل يحلم به هو تحويل أحد أعماله إلى فيلم سينمائى.

تكلم أيضا عن اكتشافه أن لديه إخوة كثيرين، ربما بالآلاف أو الملايين! لأن كل من قرأ لخالد توفيق هو فى الحقيقة ابن بار له، وهذا ما تجسد فى مشهد الجنازة الذى أكد طوفان الحب غير المشروط لـ «العراب».

تحدث أحمد المقدم مدير عام المؤسسة عن مبيعات أحمد خالد توفيق وقال إنها زادت بشكل كبير بعد رحيله لذلك قررت المؤسسة العربية الحديثة طبع السلسلة كاملة بعد وفاته. كذلك ساهم  ظهور مسلسلات «ما وراء الطبيعة»، و»الغرفة 207» فى ازدياد المبيعات.

وعبر مصطفى حمدى رئيس مجلس إدارة المؤسسة عن اندهاشه من طلب القراء للسلسلة بالكامل وكأنها نوع من رد الدين لكاتب كبير أفنى عمره فى الكتابة، وكيف كان يوازن بدقة شديدة بين عمله بالتدريس فى كلية الطب بطنطا، وبين أعماله الأدبية التى وصلت إلى 350 عملًا فى مختلف السلاسل.

تحدثت شيرين هنائى عن علاقتها بالعراب منذ طفولتها كقارئة، ثم ككاتبة وصلت إحدى قصصها إليه فوجدته يرسل إليها بإيميل يحلل فيه عملها وكان ذلك بمثابة صك اعتماد لموهبتها من كاتبها المفضل. وحكى خالد الصفتى عن علاقته بأحمد خالد توفيق، وروى كيف أنه تذكره يوم وفاة حمدى مصطفى، الأب الروحى لهم جميعا، رغم أنه كان يعمل فى قطر فى ذلك الوقت، لكن أحمد خالد أصر على أن يشارك بكلمة فى تأبين الأستاذ. ووصف شخصيته بقمة البساطة والتواضع.

تلاميذ وأساتذة

«كان أحمد خالد توفيق واحدًا من أساتذتى» هذا ما قاله السيناريست محمد سليمان عبد الملك، كانت روايته «أسطورة النداهة» هى بداية ارتباطى بأدبه. فى نهاية التسعينيات قدمت عملًا للنشر بالمؤسسة العربية الحديثة، ونشرت فى سلسلة «سلة الروايات»، وبالمصادفة قابلته فى مدخل المؤسسة وعرفته بنفسى وأهديته روايتين من السلسلة، بعدها تواصل معى شخصيا، وكتب لى الكثير مشيدًا بالعملين وما زلت أحتفظ برسالته وأفخر بتلك الكلمات المكتوبة بقلمه حتى الآن. للأسف لم يسعدنى الحظ لتحويل أحد أعماله للدراما حتى الآن، لكنى أتطلع لذلك.

وتكلم السيناريست تامر إبراهيم عن تجربة تحويل رواية توفيق «الغرفة 207» إلى مسلسل مؤكدًا أن نجاح الجزء الأول فتح الباب لإنتاج جزء ثانٍ من القصة يعمل عليه حاليا. وقال إن أول لقاء له بتوفيق كان عند صدور روايته الأولى فى سلسلة «سلة الروايات» التى صدرت عن المؤسسة العربية الحديثة، وهى الرواية التى قرأها خالد توفيق وأشاد بها واتصل بى وفرحت جدًا حين طلب مقابلتى وكانت بداية صداقة طويلة. كنا نتقابل فى كل مرة يأتى فيها للقاهرة وعرفت أن لدينا ذوقًا واحدًا فى القراءة وفى الأصدقاء وغيرها.

الأدب والطب

وتحدث خلف جابر عن كتابه «أسطورة أحمد خالد توفيق» موضحًا أن الكتاب الصوتى له رواج كبير وأنه عبارة عن مشروع كامل يتكون من مؤلف ومخرج أحيانًا وقارئ للنص وهناك بعض المؤثرات الصوتية التى يتم إدخالها على العمل، بمعنى أنه أقرب لبرامج الراديو التى كانت تجد قبولًا كبيرًا. فوجئت فى كتاب توفيق أن هناك قراء قاموا بعمل صفحة للكتاب على موقع القراءة «جود ريدز» وجدت لهذا الكتاب بالتحديد جمهورًا عريضًا.

وقال الكاتب أحمد فكرى عن علاقته بخالد توفيق إنه أول من قرأ له وقام بترشيح عمله للنشر فى المؤسسة العربية الحديثة، وأن معرفته بالكاتب الكبير بدأت مع أول عدد من مؤلفاته «أسطورة مصاص الدماء». وهو الذى وضع عنوان السلسلة التى قدمها فكرى للنشر فى المؤسسة وكان «ميتافيزيقا».

وقال الفنان واليوتيوبر أحمد صبرى غباشى إن أدب توفيق ليس للشباب فقط كما يقال دائما، لكنه أدب يناسب جميع الأعمار، وأندهش عندما استمع لبعض الأصوات التى لا تقبل تحويل أعمال أحمد خالد توفيق إلى دراما.. لكننى أرى أن الدراما تساهم فى انتشار العمل الأدبى.

كانت مداخلة الدكتور أحمد رسلان صادقة وتلقائية، تكلم فيها عن أحمد خالد توفيق الطبيب وأستاذ الجامعة فقال: كنت طالبًا عند الدكتور أحمد خالد توفيق، ثم اكتشفت أننى جاره فى نفس الشارع بطنطا، ومن هنا بدأت علاقتنا. كانت علاقته مع طلابه خاصة جدا، وكانت محاضرته حدثًا يحرص الجميع على حضوره، وكانت تنقلب عادة من شرح إلى تهافت لالتقاط الصور معه، كانت لحظات جميلة وحميمة وطدت علاقة الأستاذ بتلاميذه.

 محمد صلاح حزين

موسم كارثى وسيئ بكل المقاييس، مر به نجمنا محمد صلاح مع ناديه ليفربول الإنجليزى، فقد خرج خالى الوفاض من كل البطولات، بل واحتل ترتيبا متأخرا  فى الدورى الإنجليزى لم يؤهله للدخول فى منافسات دورى أبطال أوروبا العام القادم، وسيكتفى بالمشاركة فى البطولة الأقل شأنًا وهى الدورى الأوروبى «يوروبا ليج».

كتب مو صلاح على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى: «أنا مُحطم تمامًا. ليس هناك أى عذر على الإطلاق لذلك. كان لدينا كل ما نحتاجه للوصول إلى دورى أبطال أوروبا العام المقبل وفشلنا، وأضاف: «نحن ليفربول والتأهل لهذه البطولة هو الحد الأدنى. أنا آسف ولكن لا يزال الوقت مبكرًا على منشور متفائل. لقد خذلنا أنفسنا وخذلنا الجماهير».

بالطبع شعور بخيبة الأمل ليس نهاية المطاف، بعد العديد من المواسم الناجحة لصلاح فى «الأنفيلد» معقل النادى الإنجليزى العريق ليفربول، سواء على مستوى الأرقام الشخصية أو الأرقام القياسية التى حطمها أو البطولات التى حصدها مثل: الدورى الإنجليزى ودورى أبطال أوروبا وكأس الاتحاد والكأس الخيرية، أعتقد أن اللاعب الأهم والأفضل فى تاريخ الكرة المصرية والعربية لن توقفه اللحظات العصيبة، بل ستكون الدافع الأكبر له، لمواصلة كتابة التاريخ، فصلاح ليس لاعبًا مهاريًا سريعًا فحسب، بل إنه قادر على اختراق الدفاعات وهز الشباك وإحراز أهداف كثيرة ورائعة. وفوق هذا كله، يملك عقلية ومنظومة تفكير مختلفة. إنه الشاب الطموح ابن بسيون الذى وضع هدفًا أمامه وحققه؛ وطوّر إمكاناته، دخل إلى أوروبا واحتل قلوب عشاق الساحرة المستديرة فى العالم أجمع، وأصبح واحداً بين الأسماء القليلة الكبيرة على البساط الأخضر. ابتسم يا صلاح ولا تحزن.

سينهض صلاح من جديد، أنا على ثقة من ذلك، وسيقدم لنا فنونًا كروية ممتعة، لأنه لا يلعب بقدميه فقط، بل بعقله أولاً، الذى يدربه ويشكله كل يوم للتغلب على المصاعب والتعقيدات التى يواجهها، على رأسها مثلًا استبعاده من كل الترشيحات هذا الموسم رغم أن أرقامه الفردية ليست سيئة على الإطلاق، فصلاح الرابع على قائمة هدافى الدورى الإنجليزى بـ 19 هدفًا، والثانى فى قائمة المساعدة أو الأسيست بـ 12 تمريرة حاسمة، لكن هذا ليس كافيًا للنجم المصرى لتحقيقه، أقول لصلاح انهض من جديد ولا تشعر بالإحباط فمشوارك لا يزال مستمرًا وجماهيرك تطالبك بالمزيد من المتعة والأهداف وتحطيم الأرقام القياسية.