محمد درويش
محمد درويش


وجدانيات

عن الحج والأضحية

الأخبار

الثلاثاء، 30 مايو 2023 - 08:07 م

«كل وقت وله أدان».. مثل شعبى إذا ما طبقناه على حياتنا فى شقها الدينى ـ إذا صح التعبير ـ فمن حيث المبدأ كل جوانب حياة الإنسان يجب أن يكون الدين غلافها الذى يحميها من غواية النفس وهمزات الشياطين.

مع التغيرات التى اجتاحت العالم لم يعد ميسوراً على الكثيرين الوفاء بما اعتادوا عليه مثل ذبح الأضحية  من الكباش أو تحقيق ما يهفو اليه الوجدان تجاه بيت الله الحرام بأداء فريضة الحج وزيارة قبر شفيعنا عليه أبهى السلام وأزكى الصلاة.

هنا يتجه البعض بأسئلة تنطلق من معطيات العصر مثل، هل يجوز أن يشترك اثنان أو ثلاثة فى شراء الأضحية وهل يجزئ ذلك عنهم الثواب لكل منهم كاملا أم يقتسمونه الثلاثة؟

شدّنى ما أشار اليه العالم الجليل عويضة عثمان أمين الفتوى فى أحد البرامج الفضائية عندما أكد أنه لا مانع لمن اعتاد أن يشترى الاضحية بأربعة آلاف أو خمسة ووصل سعرها حاليا الى الضعفين أو أكثر وحتى لا تنقطع شعيرة من شعائر الدين اعتاد عليها منذ زمن وينتظر منه الأهل والناس الطيبون نصيبهم من هذه الأضحية، أفتى الرجل ذو الوجه النورانى بأنه لا مانع شرعا بأن يشترك الاخوة أو الأصدقاء فى شراء أضحية واحدة وعلى قدر نياتهم التى هى بالطبع خالصة لوجه الله لن ينقص من ثوابهم شيء فإنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.

أعتقد أن هذه الفتوى قطعت الطريق على الذين ينادون فى هذا العصر بالإحجام عن الأضحية وتقديم ثمنها نقوداً للفقراء والمحتاجين متناسين أنها شعيرة من شعائر الله ومن يعظمها فإن ذلك من تقوى القلوب.

على الجانب الآخر قرأت على مواقع التواصل الاجتماعى أن هناك من البنوك من يقدم قروضا للحج تُسدد على أقساط تمتد لعدد من السنوات، وهى أيضا أثارت الجدل أو بالأحرى أحيت الجدل القديم حول ربوية قروض البنوك رغم حسمها من علماء أجلاء كان منهم الراحل  د. محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر الذى أفتى بأن قرض البنك لا يقع فى المحظورات من المحرمات وأنه حلال.

أعتقد أن كل من يهفو فؤاده للحج أن يعمل هو على تقييم حاله وأن يستعرض البدائل المتاحة، فقد يستدين لأداء الفريضة حيث يعتقد أن الاستدانة شكل من أشكال الاستطاعة عليه أن يستفتى قلبه حتى يتحقق شبه إجماع من علماء الأمة على الاستدانة رغم عدم الاستطاعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة