الأربعاء، 31 مايو 2023 - 06:01 م

رغم عدم الإعلان الصريح والواضح ببداية «هجوم الربيع» الذى تحدثت به أوكرانيا طوال الأسابيع والشهور الماضية، إلا أننا نشهد حاليا ومنذ فترة ليست بالوجيزة، نشاطا متزايدا بل وحادا للعمليات القتالية الهجومية على الجانبين الروسى والأوكرانى، بعد فترة خمول أو جمود نسبى دامت شهور الشتاء المنقضى .
والمتابع المدقق لما يجرى على أرض الواقع على الجانبين الأوكرانى والروسى يلمس أمرين أساسيين،...، أولهما: ذلك النشاط المحموم والسعى الحثيث من جانب أمريكا والدول الأوروبية، على مد أوكرانيا بكل أنواع الأسلحة المتطورة والحديثة، من الطائرات والدبابات والمدافع والصواريخ وغيرها.

بما يشير إلى الاستعداد المكثف والمتسارع لحشد الأسلحة وكل المعدات الحربية اللازمة للهجوم المنتظر، والذى قد يكون وشيكا، هذا إن لم تكن الموجة المكثفة من الهجمات الجارية الآن، هى التمهيد الطبيعى له، وأن ما يحدث هو بداية الهجوم بالفعل.

وثانيهما.. هو غياب أى دلائل يمكن الوثوق بها، تشير أو تنبئ بوجود رغبة حقيقية لدى الأطراف المنغمسة فى النزاع، لوضع حد للحرب الدائرة حاليا فى ظل المعطيات القائمة الآن، بل إن المؤكد هو الغياب الواضح للرغبة لدى الطرفين الأساسيين فى واشنطن وموسكو للتوافق على حل سياسى وسط يمكن أن يكون مقبولا منهما لوضع نهاية للحرب.

وغيبة الرغبة فى التوافق على حل سياسى وسط واضحة ومؤكدة، فى ظل النوايا المعلنة لدى كل منهما دون لبس أو تورية، حيث أعلن الجانب الروسى بأنه لن يتم وقف العمليات العسكرية، دون تحقيق أهدافها وشروطها، وهى اعتراف أوكرانيا بشرعية ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وأيضا استقلال «دونيتسك» و»لوجانسيك»،...، هذا بالإضافة إلى عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وإزالة كل الأسلحة الإستراتيجية منها نظرا لتهديدها للأمن القومى الروسى.
وعلى الجانب الآخر تصر أوكرنيا بدعم كامل من أمريكا والدول الأوروبية على رفض هذه المطالب كلها، والتأكيد على رفضها الإذعان للمطالب الروسية،...، ومطالبتهم الروس بالانسحاب الكامل للقوات الروسية من كل الأراضى الأوكرانية المحتلة.

«وللحديث بقية»