صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

الإعلام صناعة وطنية

صالح الصالحي

الأربعاء، 31 مايو 2023 - 06:54 م

يظن من يقرأ مقالى هذا أنى سأحدثه عن حجم التريليونات الدولارية التى يتم إنفاقها على صناعة غدت أخطر من امتلاك السلاح، صناعة تجاوز حجم الإنفاق عليها ٢ تريليون دولار ومرشحة للزيادة، بما تحويه من أعمال تجارية تبث معلومات تستهدف جمهوراً واسعاً، ناهيك عما تتضمنه من أحاديث عن الديمقراطية والحريات وخاصة الوعى الذى استغرقنا فى الحديث عنه كثيراً ومازلنا فى هذه المرحلة فى حين أنه يجب علينا أن ننتقل لمراحل أخرى جديدة، لينطلق إعلامنا فى سماء العالم..

فالرسالة الإعلامية لم تكن أبداً محلية خاصة وسط سماوات مفتوحة معها المواطن المحلى دولى فى قرية صغيرة، وأنظمة اقتصادية واحدة نحن أمامها جميعاً، علينا أن نمتلك صناعة قوية ليست فقط بالبنية الأساسية التى بالفعل نملكها، ومواطن حريص على وطنه كذلك، فلاشك أن الكل يحب ويخاف على وطنه، وإنما نحن بحاجة الآن لتقريب وجهات النظر بالشرح والتوضيح، وأتصور أنه موجود ولكننا فى مرحلة تحتاج المزيد ليستوعب الجميع حجم المعاناة ويتحمل فاتورة هذه المعاناة وهو راضٍ..

فالمواطن هو قاطرة التنمية، مما يستوجب تقديم كشف حساب شارح الإيجابيات والسلبيات مما يشعره أنه شريك حقيقى فى التنمية، ولا يجب التعتيم على أية خسائر، فالأخطاء واردة طالما هناك عمل وكل الدراسات تعطى لها هامشاً وتضع خططاً بديلة للتصحيح والتصويت.

كما أن الخطط من الممكن أن تتعثر لسبب أو لآخر.. والخطط الإعلامية كذلك فكل وراءه بشر.. لكن لابد وأن نعتمد على دراسات تأخذ فى اعتبارها المواطن الرقيب، وتضع فى حساباتها مدى استهدافه من جهات معادية داخل الوطن وخارجه، جهات تتصيد هذه الأخطاء وتضخمها.. فنحن وكل دولة بحاجة دائماً لإعلام وطنى ملك لأفراد شعبه صانعه ومراقبه، ولن يتأتى ذلك إلا بالوعى والمكاشفة.

فالإعلام هو السلاح الذى يحقق نتائج فى التنمية، وكذلك هو الأداة التى تستهدفها الجهات المعادية، والتى معها لا تعد هناك حاجة لتجييش الجيوش والطائرات والدبابات والصواريخ لضرب أمن واستقرار الدول.

الإعلام هو السلاح الذى يحقق لك نتائج حقيقية فى التثقيف والتنوير والوعى حتى الترفيه بدراسات واعية لشرائح المجتمع، بل يمكن أن يرفع من مستوى الوعى، وبالتالى تكون هناك الحريات المسئولة التى معها تندمج الشعوب فى خطط ومشروعات الدول..

فأنت لست بحاجة لتقديم تقارير جوفاء دون الكشف عن حجم الأعباء التى يتكبدها الشعب لتحقيق الأهداف المرجوة، فيصبح المواطن على استعداد لتحمل هذه الأعباء، بل مدافعاً عنها وهو يرى أهدافاً وثمرات محققة فى خطط شرط ألا تتجاهل هذا المواطن.

حينما تكون الرؤية واضحة يؤدى الإعلام دوره بفاعلية فى تقديم الحقائق للجماهير ويحظى بثقتهم وبالتالى يكون له التأثير الفعال، وهنا يتحقق طرفا الصناعة من إعلام وجماهير تستقبل رسائله وإلا فما الفائدة من إعلام لا يصل لجمهوره المستهدف، أو يعزف عنه..

فنحن أمام أرضية من الثقة المتبادلة بين الطرفين تمنحه الاستمرارية وتتوجه إعلاماً وطنياً يعاون ويساعد الدول فى التنمية ويحمى مكتسباتها، وحصناً للأمن القومى للدول فالمسئولية تشاركية لا يمكن تغييب طرف دون الآخر دولة وشعباً مالكاً لإعلامها وتنميتها لتحقيق أمنها المنشود.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة