الأربعاء، 31 مايو 2023 - 07:09 م

من أهداف الفن والإعلام تغيير المجتمع والتوعية بالمشكلات الاجتماعية وطرح الحلول لمعالجتها والدراما الجيدة قادرة على إحداث هذا التغيير وتقديم حلول جذرية لبعض الظواهر السلبية ..

هذا الدور الهام ناقشه مسلسل تحت الوصاية الذى طرح المشاكل والعقبات التى تواجه الأرامل اللاتى يعانين الأمرين بعد وفاة الزوج وما يعقبها من قيود يفرضها القانون الظالم الذى مضى عليه أكثر من خمسين عامًا تغير فيها المجتمع المصرى لكن بعض القوانين الجامدة بقيت على حالها تسلط نظرة الشك على الأرامل وتمنعهن من الولاية على أطفالهن فيما يخص الأموال والتعليم وتشدد المجلس الحسبى مع الأرامل فيطلب فاتورة لأى مال يتم إنفاقه على الأطفال ولا يعترف بنفقات معينة مثل الدروس الخصوصية التى أصبحت ضرورة لا يستغنى عنها الطلاب فى ظل تقصير المدارس فى أداء دورها الهام وإن لم يناقش معاناة الارملة فى الحصول على معاش زوجها ..

عود على بدء فاجأتنا الفنانة منى زكى بشجاعتها فى اختيار بطولة مسلسل تحت الوصاية الذى دار حول معاناة أرملة من استيلاء شقيق الزوج على المركب التى كان زوجها يملكها واستحواذه على الايراد وترك الفتات التى لا تكفى لإعالة الأرملة وطفليها فتهرب من أهل الزوج وتستولى على المركب وتنقلها من الإسكندرية الى دمياط وتغير معالمها لتبدأ حياة جديدة حافلة بالمخاطر من رفض مجتمع الصيادين الذكورى لان تقودهم امرأة ويقدم السيناريو تفاصيل معاناتها مع الصيادين ومع تصاعد الاحداث المحبوكة دراميا فرحنا للانتصارات التى حققتها البطلة وحزنا لهزيمتها فى النهاية .

مسلسل تحت الوصاية أوصل شكوى الاف الارامل بكل صدق وإقناع لان منى زكى ظهرت بمظهر عادى وبسيط يشبه الكثير من السيدات والفتيات اللاتى نراهن كل يوم ولم تحاول ان تتمسك بجمالها بل ان الماكياج اظهرها اكبر سنا واخفى ملامح جمالها أما الحوار فقد استخدم ألفاظ الصيادين ومصطلحاتهم وقدم صورة من مجتمعهم .

هذا المسلسل استطاع ان  يحرك الماء الراكد بإلقاء الضوء على مشكلة هامة تمس قطاعا عريضا من الأرامل لا صوت لهم ولفت نظر مجلس النواب ليطرح قانون الوصاية للمناقشة لتعديل المواد التى عفًى عليها الزمن .