الخميس، 01 يونيو 2023 - 08:14 م

بعض الفنانين يخونهم تعبيرهم عن مقاصدهم، يخسرهم أشياء كثيرة، وهو أمر بات يتكرر كثيرا فى الآونة الأخيرة.

بين حين وآخر يفاجئنا تصريح فنان يثير من حوله جدلا كبيرا ينال من منظومة نجاحه بغض النظر عن الأسباب والأهداف والنوايا، وهو ما يطرح سؤالا مهما: كيف يتحدث الفنان عن نفسه ويعبر عن مشاعره وهو يعى قيمة تصريحاته وتأثيرها على مجتمعه دون أن يجرح الآخرين؟.

فى الآونة الأخيرة برزت تصريحات اشتبك معها قطاع كبير من المجتمع وصلت لدرجة الغضب كتلك التى قالها المطرب محمد فؤاد فى رسالة لجمهوره خلال حفل فى مدينة جدة السعودية، ما أثار ردود فعل متباينة وسجالا على مواقع التواصل الاجتماعي.

بالتأكيد فؤاد أراد أن يعبر بتلقائية عن حفاوة الاستقبال التى حظى بها فى عودته للغناء والحفلات على أرض المملكة، لكنه كان يمكنه أن يفكر جيدا فيما يقول، ويعبر عن ذلك بطريقة لا تخدش أطرافا أخرى بلا مزايدة، ولا تعكر صفو تألقه.
الناس تسمع صوتك ويهتفون لطربك، لكنهم قد لا يفهمون مغزى كلمات رسالتك، وبالتالى تخضع لعشرات التفسيرات التى تضعك فى حرج.

الموقف الآخر تكرر مع المخرج خالد يوسف الذى صرح لبرنامج كلمة أخيرة عن مسلسله سره الباتع قائلا: «اتحدى أن يكون أحد فى تاريخ السينما، غير يوسف شاهين، عمل زى اللى عملته فى سره الباتع.. هاتولى مخرجين مصر كلهم يقعدوا قدامى يقولولى مين عمل معارك وحركة مجاميع فيها الدقة دى كتكوين..عندنا مخرجين لو حطيت لهم أربع ممثلين فى الكادر يحتاروا يحطوا الكاميرا فين.» 

أعتقد أن الأستاذ خالد يوسف خانه التعبير، وكان حديثه عن مخرجى مصر وتاريخهم غير لائق وهو يتحدث أمام الملايين. فى تاريخ مصر السينمائى الذى يتحدث عنه يوسف مخرجون عظام قدموا أفلاما كان بها مشاهد فنية ملهمة، واستخدموا فيها مجاميع كبيرة، وأذكره على سبيل المثال بفيلم «شىء من الخوف» للمخرج حسين كمال عندما تجمع أهل القرية فى مشهد ملحمى تحت شعارهم الثائر «جواز عتريس من فؤادة باطل»،المخرج شريف عرفة استخدم مجاميع كبيرة تمثل وطنا فى مشهد النهاية بفيلم «النوم فى العسل» تحت صرخة آه.

وفى القائمة أيضا المخرج حسن الإمام فى الثلاثية فى مشهد انقلاب الترام ومظاهرات ثورة ١٩، ومشهد النهاية فى فيلم «حرب كرموز» للمخرج بيتر ميمى، كانت المجاميع الغفيرة حاضرة ببعديها الإنسانى والفنى، بمشاهد أدهشتنا بأفكارها التى كانت بمثابة لكمات للتطهر من خطايا أوضاع اجتماعية وسياسية، ونماذج كثيرة لم يرتبك مخرجوها فى تحريك الممثلين والكاميرا.
.. «كلمة» الفنان مسئولية ..«كلمة» الفنان لا تجرح.