يسري الفخراني
يسري الفخراني


فنجان قهوة

يسري الفخراني يكتب: فكر مرتين!

أخبار اليوم

الجمعة، 02 يونيو 2023 - 08:31 م

■ بقلم: يسري الفخراني

لن تخسر إذا منحت لسانك إجازة من قول الكلمات التى تجرح نفوس من حولك.. وتوزع فى محبة كلمات جميلة على الآخرين تعيد لهم شهيتهم للحياة وطاقتهم للنجاح.

لن تخسر إذا قلت لغيرك أنك إنسان مميز أو مجتهد أو رائع أو مختلف أو قوى، هذه الكلمات البسيطة لها سحر خاص، تتحول فى لحظة إلى دواء يُشفى وإلى بساط يحمل البائس ليلمس النجوم ويشم نسيم الحياة.

كلمة واحدة تجعل الذى سقط من إرهاق الدنيا يقف على قدميه وينطلق من جديد، تجعل الدموع فى عين حزين تتحول إلى ضحكات وسعادة، تجعل المريض يتحمل ألمه ويساعد جسده المنهك على المقاومة والشفاء، تجعل الطفل الفاشل يجتهد لكى يصبح طفل متميز، وتجعل الشاب العاجز عن النجاح يراهن نفسه على تحقيق أهداف كبيرة، وتجعل الموهوب يتقن عمله والناجح يضاعف نجاحه، تجعل القلم فى يد الكاتب يتألق أكثر والمشرط فى يد الجراح يعرف نقطة الألم بدقة ويستأصلها بشجاعة، تجعل الزوجة تتحمل مشاق البيت وتربية الأولاد وتمسح على جبينها بماء الورد وتتألق كزوجة وأم، وتجعل الأب أكثر شجاعة وهو يحارب من أجل حياة سعيدة لأولاده وزوجته.

لماذا أصبحت لذتنا فى انتقاء كلمات السباب والهدم والعنف وجلد الأخريين بعنف؟ لماذا نجد متعتنا فى البحث عن نقاط ضعف من حولنا ونهاجمهم بشدة ووجع وقسوة ونتجاهل نقاط القوة ولمعان العيون وبريق النور ومعانى النجاح؟

لماذا تحولت ألسنتنا إلى سكاكين حادة تقطع وتؤلم وتسفك دماء الأحلام الجميلة والرحلات الحلوة والطاقات المذهلة والإنجازات حتى لو كانت صغيرة؟
إن القتل باللسان بكلمات مسمومة هو أبشع أنواع القتل، القتل الذى يمثل بأرواح الضحايا دون رأفة أو شفقة أو رحمة. 

الأقوياء وحدهم هم الذين يوزعون كلماتهم الطيبة على من حولهم بسماحة وحب كما يقدمون باقات ورد ملونة، يقدمونها بدون خوف، ويشعرون بقوتهم وهم يساعدون ضعيف على المضى إلى الأمام، ويدعمون صغير على أن يصبح عملاقا، وموهبة تشق الأرض لتصبح نجمة فى السماء. وهم يشعرون أنهم يضاعفون قوتهم ونجاحهم وقلوبهم بمساعدة الأخريين بكلماتهم الطيبة، فهل أصبح الأقوياء قلة وأصبحت الأغلبية للضعفاء، الذين يخافون نجاح أحد حتى لا يصبح عملاقا يحجب عنه الشمس لأنه قزم؟ الذين يرون فى الزهور شوك وقبح فلا يطيقون ألوانها الجميلة ورائحتها العطرة فيقتلونها فى المهد بكلمات تغرس أنيابها فى أوراقها المرهفة؟

جرب أن تقول كلمة طيبة أو تصمت، جرب أن تكون كلمتك جناحى عصفور ترفعان مهزوم عن السقوط فى الهاوية، جرب أن تنصف زميلك فى عمل وصديقك فى الحياة وإبنك وشريك حياتك فى بيتك بكلمات تشجع على الإبتسامة وعلى أن يحول أسوأ ما فيه لأجمل ما يملك.

جرب أن تنضم إلى فريق الأقوياء وتودع جبهة الضعفاء الذين لا يريدون أن يرتفعوا عن الأرض أو يتخلصوا من القبح، ويريدون الجميع مثلهم.

جرب أن تفكر مرتين دائما قبل أن تقول كلمة أو تكتبها.. اجعل كلماتك نوراً.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة