جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

شاومنج.. وشيزوفرينيا السناتر!!

جمال حسين

السبت، 03 يونيو 2023 - 06:38 م

اسبوع واحد فقط يفصلنا عن بدء ماراثون امتحانات الثانوية العامة.. اولياء الامور رفعوا حالة الاستعداد القصوى داخل المنازل لتوفير كل سبل الراحة للابناء للمذاكرة بينما فضل الكثيرون تكثيف الدروس الخصوصية من اجل المراجعات النهائية..

الاثنين القادم تبدأ الامتحانات وكلنا امل الا يتكرر ما حدث العام الماضى والاعوام السابقة من حالات غش جماعية فى بعض المدارس حصل بموجبها من لا يستحقون على الدرجات النهائية والتحقوا بكليات قمة وكانت الكارثة أنهم رسبوا رسوبا جماعيا فى كليات الطب والهندسة لانهم التحقوا بدرجات لا تعبر عن مستواهم الحقيقي!

وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازى اعلن بمجرد توليه المسئولية التحدى واكد ان ذلك لن يحدث هذا العام واعتقد انه سينفذ وعده لانه بادر بمنع التحويلات السنوية الى اللجان التى عرفت باسم لجان «اولاد الاكابر» ووضع خطة محكمة لمواجهة الغش الجماعى واحكام السيطرة على تلك المدارس المشهورة بالغش الجماعى بالمحافظات مؤكدا ان وزارة التربية والتعليم سوف تنتصر على «شاومنج» الغش واعوانه.

فى المقابل اعلنت سناتر الدروس الخصوصية التحدى وفتحت ابوابها فى الاسابيع الاخيرة لاستقبال حشود غفيرة من الطلاب جاءوا للاستماع الى محاضرة ذلك المدرس المعجزة الذى يصل فى سيارة فاخرة محاطا بافراد الحرس الخصوصى الذين يوسعون له الطريق لاختراق الزحام..

للاسف الطلاب يعتبرونه المنقذ القادر على تحديد الموضوعات التى لن يخرج عنها الامتحان بحكم خبراته المتراكمة وان تلك الملزمة النهائية التى يعدها لهم تعد بمثابة جواز عبورهم الى الجامعة.

حالة من «الشيزوفرينيا» نلحظها بوضوح فى موضوع سناتر الدروس الخصوصية.. اولياء الامور الذين يملأون الدنيا صراخا وشكاوى وغضبا من تكدس الفصول وارتفاع الكثافة بداخلها بشكل يؤثر على التحصيل والاستيعاب هم انفسهم الذين يدفعون اموالهم صاغرين مرحبين بالحاق ابنائهم بالسناتر التى يتكدس داخلها الالاف من الطلاب للحصول على الدروس الخصوصية والاستمتاع بشرح ذلك المدرس الهمام!!

الاغرب ان المدرس الذى يفشل طوال العام الدراسى فى توصيل المعلومات للطلاب متعللا بارتفاع كثافة الفصول هو نفسه المدرس الذى يستطيع توصيل المعلومات للالاف من الطلاب المكدسين داخل السناتر والاستادات ويتعامل معهم باستخدام مكبرات الصوت!!

وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى اكد أن فاتورة الدروس الخصوصية فى مصر تصل سنويا لـ ٤٧ مليار جنيه ولا تعلم الحكومة أو الوزارة عنهم شيئا.
وقال امام مجلس النواب إن الوزارة ربما تستهدف حوكمة مجموعات التقوية والدروس الخصوصية عبر مجموعة من الإجراءات سيتم التوافق عليها مع الحكومة وهو الامر الذى لاقى انتقادات من اولياء الامور الذين يسارعون بالحاق ابنائهم بتلك السناتر..

لا شك ان الدولة تولى اهتماما كبيرا بقطاعى التعليم والصحة لانهما اساس تقدم الامم والشعوب وتشهد موازنة الدولة زيادات مطردة لمخصصات التعليم لتصل الى ١٥١ مليار جنيه فى العام وهو رقم غير مسبوق.

 ورغم ان الدولة تحارب الدروس الخصوصية ورغم تأكيد رجال الدين انها حرام شرعا الا ان حوالى ٧٠٪ من ابنائنا يحصلون على الدروس فى كل المواد وعلى المتضرر ان يخبط رأسه فى اقرب حائط!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة