إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة ٥ يونيو عام ١٩٧٥
إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة ٥ يونيو عام ١٩٧٥


العمدة: الشعب يخوض الآن معركة الوعي

مصر لا تعرف الانكسار.. سالم: هزيمة 67 لم تكسر إرادتنا

آخر ساعة

الأربعاء، 07 يونيو 2023 - 02:21 م

■ كتب: محمد ياسين

يهل علينا شهر يونيو من كل عام، حاملًا ذكرى أحداث هزيمة 5 يونيو 1967، التى كانت سببًا فى إيقاظ المارد المصري الذى انتفض وبدأ فى تصحيح مساره فكانت حرب الاستنزاف وبعدها نصر أكتوبر العظيم، لتنتصر مصر على النكسة، ليأتى 30 يونيو 2013 وينتفض الشعب المصرى مُجددًا ويعلن القضاء على حكم الجماعة الإرهابية التى سرقت الوطن، وحاولت طمس هويته.

◄ سالم: هزيمة 67 لم تكسر إرادتنا

يقول اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إن الشعب المصري يرفض الهزيمة والانكسار، وهو ما حدث بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧، فقد خرج الشعب عقب إعلان عبد الناصر تنحيه وطالبه بالعودة، فنحن هزمنا إرادة العدو، فهزيمة مصر فى ٦٧ لم تكسر إرادتها ولكنها انتصرت بإعادة جمال عبدالناصر، وفى الوقت الذى تقبل الكل فيه الهزيمة كان الجيش المصرى يوجه ضربات لإسرائيل من خلال معركة رأس العش، ومعركة أخرى جوية فى ١٤ يوليو، فقد مرت مصر بظروف اقتصادية سيئة ولم تنكسر الإرادة، واستقبلنا أهالى مدن القناة وقت التهجير حتى تم النصر وبناء الجيش وإعادة الأراضي، وفى ٥ يونيو ١٩٧٥ كانت إعادة افتتاح قناة السويس، حتى يكون يوم فرح وانتصار للشعب المصرى وإعادة الملاحة الدولية للقناة.

أضاف: الشعب المصري الآن يواجه الكثير من الحروب النفسية والتكنولوجية التى تؤثر على إرادة المصريين، وأنا أقول إن من عاصر حرب ١٩٦٧ لم تهزمه الشائعات أو أى حروب نفسية، فألقينا عن آذاننا أى كلام يؤثر على قدرتنا وهو ما تسعى له الكثير من الدول التى تحارب الدولة المصرية ولا تتمنى لها التقدم والازدهار. 

ويقول سالم، إن الشعب المصري الآن أصبح لديه الوعى الكافى فى عدم الانصياع للحروب النفسية التى تحاك ضد مصر، ففى ٦٧ استطاع الشعب المصرى هزيمة الهزيمة، وانتصرنا لإرادتنا وهو المطلوب لعدم التأثير على الروح المعنوية للشعب المصري.

◄ اقرأ أيضًا | اللواء محيي نوح: «الكتيبة 101» كان لها دورًا كبيرًا بانتصارات العاشر من رمضان

◄ العمدة: الشعب يخوض الآن معركة الوعي

◄ ظروف غير عادية
اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أكد أن شهر يونيو له الكثير من  الحكايات مع الدولة المصرية، ومرت خلاله الكثير من الأحداث التى كانت دائما ما تؤثر على الحالة النفسية للشعب المصرى سواء بالسعادة أو بالحزن، وبالتالى يعتبر هذا الشهر من الشهور غير العادية بالنسبة للمصريين على مدار تاريخهم، وفى هذا الشهر نحتفل بذكرى ثورة ٣٠ يونيو، ونحن نمر بظروف أفضل رغم التحديات غير العادية وغير المسبوقة التى تمر بها الدولة المصرية، والتى نجمت عن تغييرات دولية وإقليمية متعددة، فقبل ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كان تصنيف مصر الإنمائى قد وصل لأدنى مستوى له ولكن الآن أصبحت مصر B+ ومستقر، وكذلك مؤشرات البطالة التى وصلت إلى ١٣٫٥٪ واليوم أصبحت ٧٫٢٪ وكان معدل  النمو قد وصل إلى  ٢٫٨ سالب، وذلك مع جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، واليوم قد وصل معدل النمو إلى ٦٫٦ خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، والتضخم الذى كان ١٧٫٥% فى بعض الأحيان وصل الآن لقرابة الـ ٧%، وبالإضافة إلى أن الجنيه المصرى قد خسر أكثر من ١٨٪ من قيمته فى الأيام الماضية إلا أن الاحتياطى النقدى ارتفع ووصل إلى قرابة الـ ٤٥ مليار دولار. كل هذه دلالات توضح أن الدولة المصرية صنعت الكثير من الإنجازات والنجاحات خلال الفترة الماضية.

أضاف العمدة، قبل يونيو ٢٠١٣ كان اعتلاء الإخوان للمشهد مما نجم عنه اضطراب المشهد السياسى والاقتصادى فى الدولة المصرية، ولا يمكن أن ننسى أزمات الوقود والغاز، وقد نجحت الدولة المصرية الآن فى تصدير الغاز وتحقيق الاكتفاء الذاتى منه وأيضًا أزمات الكهرباء التى وصلت فى زمن الجماعة الإرهابية إلى ٢٤٫٥ ألف ميجاوات فقط، وأصبحت الآن ٥٨٫٥ ألف ميجاوات، مشيرًا إلى أنه الآن أصبح لدينا مجموعة من المبادرات الرئاسية التى تخدم أبناء الدولة المصرية من خلال تكافل وكرامة و١٠٠ مليون صحة، ميغلاش عليك، دعم وصحة المرأة المصرية، علاج الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى القضاء على قوائم الانتظار فى العمليات الجراحية، وأيضا توجيهات الرئيس السيسى الدائمة لدعم ذوى الاحتياجات الخاصة من أجل تيسير أمور الحياة لهم، كما تم تأهيل الشباب والكوادر للقيادة وأيضًا التحضر للأخضر، وسجـــون بـــلا غـــارمين، وإحـــياء الجـــــــذور المصرية وحياة كريمة ومبادرة الرئيس لصنايعية مصر.. كل هذه مبادرات قامت بها الدولة المصرية مما عظم قيمة وقدرة مصر فى تغيير وتحسن الظروف الاجتماعية والاقتصادية لأبناء الدولة المصرية. فهناك الكثير من المبادرات التى قامت بها الدولة المصرية كل هذا كان من خلال رؤية مصر ٢٠٣٠. وكذلك استعادة مصر دورها الريادى فى المنطقة من خلال إعمار غزة.

◄ معركة الوعي
وأكد العمدة، أن هناك معركة الوعى التى يخوضها الشعب المصرى مُتمثلة فى التصدى للشائعات والفتن والتشويه للرموز وإيجاد حالة من الاكتئاب وإفقاد الثقة بالقيادة السياسية للدولة والتلويح بالاستقواء بالخارج، والتدخل فى الشأن الداخلى المصري، بالإضافة إلى الكثير من الإذاعات والبرامج التلفزيوية التى تبث سمومها داخل الدولة المصرية، كل هذه كانت محاولات لهدم الدولة، وكان للرئيس السيسى جزء كبير فى العمل التوعوى للتصدى لكل هذه الأمور السلبية والحروب الإلكترونية التى تحاك بالدولة المصرية ودائما ما يدلل على ذلك من خلال لقاءاته مع الشباب سواء فى مؤتمرات الشباب أو مع  ذوى الاحتياجات الخاصة أو احتفالات المرأة المصرية، فقد كان دائمًا ما يقول الرئيس تسلحوا بالفكر فإن المعركة لم تنته.

ووجه العمدة رسالة للمواطن المصرى، قال فيها: «كن على ثقة ويقين فيما تقوم به الدولة المصرية وما تخوضه من تطورات لصالحك، واعلم أن الحروب القادمة هى حروب فكر وشائعات ومعلومات من خلال الغزو الفكرى والثقافى الذى ينتهك المعلومات والقدرات الذهنية والفكرية، وفى النهاية دولة ٣٠ يونيو تحقق الكثير من الاستقرار وتحقق معدلات نمو فى ظل الأزمات التى يمر  بها العالم».

◄ زكي: 30 يونيو 2013 أكبر مظاهرة فى تاريخ البشرية

◄ ذكريات الأبطال
حلمى زكي، أحد أبطال حرب الاستنزاف، قال: «عاصرت ٥ يونيو عام ١٩٦٧ وكانت لحظات أليمة فقد كنت فى امتحان الثانوية العامة وقت ذاك وتم تأجيل الامتحانات، ولكن صدمة الهزيمة لم تستمر طويلاً، لأن فى شهر يوليو من نفس العام كان هناك عملية رأس العش والتصدى لمحاولة احتلال بورفؤاد، وتصدت لهم فصيلة صاعقة وأجبرت الإسرائيليين على الانسحاب، وبعدها بدأ جمال عبدالناصر فى تجهيز الجيش واستكمل بعده السادات».

تابع: «أتذكر يومى ٩ و١٠ يونيو بعد تنحى الرئيس عبدالناصر نزلنا إلى الشوارع وطالبناه بالاستمرار وعدم ترك أمور البلاد واستكمال المسيرة، وكانت حرب الاستنزاف فقد كان بمعدل يومى أو أسبوعى كان هناك عمليات كثيرة تقوم بها القوات المصرية ضد قوات العدو، وكان إعادة افتتاح قناة السويس ٥ يونيو ١٩٧٥ ليمحو ذكرى الهزيمة ليكون يوم 5 يونيو عيدا للقناة وشاهدت بعينى أول سفينة تعبر القناة بعد افتتاحها».

◄ أكبر مظاهرة
أضاف زكى، أن شهر يونيو يرتبط بالكثير مع المصريين ففيه تمت أكبر مظاهرة فى تاريخ البشرية فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وكان هناك ٣٣ مليون مصرى فى شوارع مصر يرفضون حكم الجماعة الإرهابية، وهى مظاهرة لا تقل عن عبور القناة والانتصار فى حرب أكتوبر، ونشاهد اليوم الإعجاز الذى تبنيه القوات المسلحة فى أراضى مصر، وهناك حروب الجيل الأول والثانى والثالث حتى وصلنا إلى حرب الرابع والخامس وهى غير الحروب التقليدية، أى ليست بالسلاح ولا بالرصاص وإنما حروب العقل، فقد بدأوا فى نشر الإشاعات داخل الشعوب، من أجل خلخلة لحمة الشعب المصري.. فحروب الجيل الرابع والخامس وهى المعركة التى يتحدث عنها الرئيس السيسى دائما وهى معركة الوعي، ولكن هذا البلد محفوظ والشعب المصرى فى الفترة الأخيرة بدأ يفهم ويعى ما يحاك له من مؤامرات.

◄ غفلة المارد
من جانبه، قال اللواء الدكتور عاصم شمس الدين، بكلية اللغات والترجمة، إن يونيو ١٩٦٧ كان نكسة فى ساحة المعركة وأعتقد أنها كانت غفلة للمارد المصرى الذى لم يحسن التصرف، ورب ضارة نافعة، فقد أيقظت الهزيمة فى 1967 المارد المصرى من خلال القدرات التى  يتمتع بها الجندى المصرى من البسالة والحمية على الأرض والعرض والوطن، وكان أكبر شاهد على ذلك حرب الاستنزاف، التى استطاع الجندى المصرى من خلالها تكبيد العدو الكثير من الخسائر سواء فى العتاد أو الجنود من خلال هجمات تكتيكية كاشفة ومؤثرة، وهو أكبر دليل على إعادة بناء الجيش المصرى واستعادة القدرات، فلا يوجد جيش فى العالم يستطيع بناء نفسه وهو يخوض حرب، وهذا ما فعله الجيش المصري.

أضاف، أنه فى 30 يونيو ١٩٧٠ تم إسقاط طائرات الفانتوم الإسرائيلية فأصبح عيدا لقوات الدفاع الجوى وكان أيضا إعادة افتتاح قناة السويس للملاحة مرة أخرى فى يونيو ١٩٧٥، وأيضا كان عيد الجلاء فى يونيو ١٩٥٤، وكان أيضا ليونيو ذكرى طيبة من خلال ثورة الشعب على حكم الجماعة المحظورة وانفجار ثورة ٣٠ يونيو من خلال  مظاهرات الشعب المصرى ضد الجماعة المحظورة فى ٢٠١٣، فقد أدرك الشعب المصرى حقائق الأمور وأن الجماعة المحظورة كانت مزيفة للأمور واستعاد الشعب المصرى دولته من خلال إعلاء قيمة الوطن، وعودة الروح المصرية.

واختتم، بأن الشعب المصرى يجب أن يتيقن أن الله جعله شعباً متجانسًا متلاحمًا معنويًا فى مختلف مجالات الحياة، وحذر عاصم من الاستماع للإشاعات والمكائد المدبرة من الخارج، وعلينا أن نتجاهلها وأن ننظر إلى مصلحة الوطن.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة