خالد محمود
خالد محمود


نحتفل بميلاده الستين.. جونى ديب «النجم الحرباء»

أخبار النجوم

الأحد، 11 يونيو 2023 - 11:57 ص

يبقى النجم جوني ديب - الذي يحتفى يوم 9 يونيو ببلوغه عامه الستين - أحد الممثلين القلائل في عصرنا الذين استطاعوا تجسيد العديد من الأدوار المميزة والمتنوعة المدهشة، وأحيانا الغريبة، التي لم يعتدها نجوم غيره عبر مشوارهم، وهو ما جعله يحتل مكانة خاصة لدى النقاد والجمهور معا. في دوره الأول بفيلم الرعب الأيقوني “كابوس في شارع إلم” عام 1994، أعترف مخرجه ويس كرافن بأن جاذبيته وسحره كانا السببين الرئيسيين لاختياره لأداء الدور، وقارنه بجيمس دين.

وبعد أن شارك في فيلم “فصيلة” للمخرج أوليفر ستون الذي حصد 4 جوائز “أوسكار”، ذهب ديب إلى مكانة أخرى بالعمل مع المخرج تيم بيرتون، الذى وجد فيه ضالته ليقدما معا حوالي 8 أفلام كبرى، منها “إد وود” عام 1994، وفيه قدم ديب واحداً من أعظم الأداءات في تاريخ السينما، يصور الفيلم السيرة الذاتية لإدوارد ديفيس وود جونيور أسوأ مخرج على الإطلاق، حصل إد وود على هذا اللقب في وقت في تاريخ هوليوود كان مليء بالأفلام السيئة، وهذا دليل على أنه كان سيئًا حقًا، لعب ديب دور إد وود ذاك الشخص المثالي الشغوف، الذى لم يدرك أبدًا حقيقة أنه لا يملك أي موهبة، كان سيصنع أفلامه دون إكتراث أو إهتمام بأراء الآخرين، يحكي الفيلم أيضًا عن جوانب أخرى في حياة وود مثل الصداقة الجميلة بينه وبين الممثل بيلا لوجوسي.

حصد الفيلم جائزتين “أوسكار” وترشح لـ”السعفة الذهبية” وحصد العديد من الجوائز الأخرى، وامتدحه النقاد بشدة واصفين إياه كواحد من أعظم أفلام السير الذاتية في تاريخ السينما، في نفس العام قدم ديب “Don Juan DeMarco” مع مارلون براندو وفاي داناواي وإنتاج فرانسيس فورد كوبولا، وحصل الفيلم على ترشيح لجائزة “الأوسكار”.

عن فيلم “إدوارد سكيسورهاندس” حصل جوني ديب على أول ترشيح لجائزة “جولدن جلوب”، قدم ديب في هذا الفيلم أداءً ساحراً حقًا، حيث لعب دور إدوارد في شكل من البراءة والنقاء والعاطفة، وعلى الرغم أن إدوارد يبدو وكأنه أحد شخصيات أفلام الرعب، إلا أنه طفل يريد فقط أن يتأقلم، كما أنه لا يريد أن يؤذي أحد.

قبل تلك التحفة، وفي عام 1992، ظهر ديب في الفيلم الرائع الذي  صفق له الجميع “حلم أريزونا - Arizona Dream”، مع المخرج الصربي الكبير أمير كوستاريكا، وامتدحه النقاد بشدة،  وفاز الفيلم بجائزة مهرجان “برلين” السينمائي الدولي عام 1993، لم يتوقف سيل إبداع ديب، فهو ظهر في فيلم “Benny & Joon”، ليقدم في نفس العام تحفة المخرج السويدي لاسي هالستروم، “ما الذي يضايق جيلبرت غريب”.

في عام 1995، قدم فيلم “Dead Man” للمخرج الكبير جيم جارموش، وترشح الفيلم الأيقوني لـ”السعفة الذهبية”.

خلال مسيرته المهنية، وصف أداء جوني ديب بـ”الحرباء”، وقد حصل بفضل ذلك على العديد من الجوائز والترشيحات، بما في ذلك ترشيح لجائزة “الأوسكار لأفضل ممثل” في 3 أعمال، وحصل على جائزة “جولدن جلوب لأفضل ممثل كوميدي أو موسيقي” بفضل أدائه في الفيلم “Sweeney Todd”، ومع ذلك، نظرًا أرتبط جوني ديب بشخصية “جاك سبارو” التي قدمها في سلسلة أفلام “Pirates of the Caribbean”، لدرجة أنه اعترف  بأن شخصية “سبارو” ستظل دائمًا في داخله، وأنه في مناسبات كثيرة لا يستطيع إيقافه.

“القبطان جاك سبارو” ليس أعظم دور لجوني ديب فحسب، بل أحد أعظم الشخصيات في تاريخ السينما، وعندما بدأ المخرج جور  فيربينسكي في عمل هذا الفيلم الأيقوني كان بداخله شك في النجاح، لكنه تجاوز ذلك ليكون إرث جوني ديب الخالد.

فى فيلم “ذات مرة في المكسيك”، جسد دور “جيلبرت جريندلوالد” عميل في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وهو أحد العملاء الذين سيفعلون أي شيء على الإطلاق من أجل تحقيق أهدافه، أثبت ديب في هذا الدور أنه يستطيع لعب جميع الأدوار بنفس القدر من البراعة.

قد لا يكون ديب مغنيًا رائعًا، لكنه بالتأكيد يعطي كل ما لديه في دور الحلاق الرائع، “سويني تود” في فيلم “من شارع فليت”، هو أحد أعظم الأفلام الموسيقية، لعب ديب دور رجل مليء باليأس والكره والإنتقام في شخصية معقدة، حيث يعود “بنجامين باركر” في اسم مستعار “سويني تود”، ويتحول إلى شخص شرير من أجل الإنتقام من الجميع بعد سلب زوجته منه.

عام 2004، قدم المخرج مارك فورستر، جوني ديب في دور رائع بفيلم “العثور على أرض الخلود”، وهو فيلم درامي حول قصة جي إم باري، مؤلف “بيتر بان”، وهي قصة مؤثرة حول صداقة باري مع عائلة ليوين ديفيس، ألهمته علاقته مع سيلفيا المرأة الأرملة وأولادها الأربعة لكتابة القصة الأيقونية، لعب ديب دور الرجل النبيل البريطاني بشكل مذهل، وهو صديق رائع للأولاد جاك وجورج ومايكل، إلا أن علاقته ببيتر هي الأكثر تأثيرًا، لم يتجاوز بيتر صدمة رحيل والده المفاجئة بعد، ووجود باري يغضبه ويحيره، إلا أن باري يصبح المرشد والمعالج والأب البديل للولد.

فى عام 2001، قدم جوني مع المخرج تيد ديم فيلم رائع عن “جورج جونج” ملك الكوكايين الأمريكي تاجر الشهير الذي أدخل بمفرده تقريبًا ثقافة الكوكايين إلى الولايات المتحدة في السبعينيات من القرن الماضي، يتمتع جورج جونج بشخصية مضحكة وممتعة ومخيفة ومثيرة للإهتمام، وقد برع ديب في أداء هذا الدور، وهو أحد عناصر نجاح هذا الفيلم، صور ديب “جونج” على أنه شخص واثق وطموح ومخلص، يعمل وكأنه رجل لا يقهر، ومن الممتع مشاهدة ديب في دور رجل استثنائي.

ديب مع المخرج تيم بورتون مرة أخرى، لكن هذه المرة في فيلم رعب هو “سيلبي هولو”، الذي يعد من أجمل أفلام بورتون، وتدور أحداث الفيلم ببلدة “سليبي هولو”، حول شبح فارس مقطوع الرأس يقوم بقطع رأس شخص في كل مرة يزور البلدة، لذلك يستدعي أهل البلدة ديب في دور الضابط “إيكابود كرين”، إلا أنه لا يصدق الأساطير والخرافات، وسرعان ما تتحول شخصية ديب الهادئة والمتشككة إلى شخصية طفل هستيري، وهو في هذا الحال يضفي قدرًا مثاليًا من الإستهتار على هذه القضية الخطيرة للغاية، في الحقيقة، لولا وجود ديب كان من الممكن أن يكون “سليبي هولو” فيلم كئيب وسوداوي، إلا أنه أضاف جوا مميز لهذه القصة الخيالية.

كما قدم ديب أداءً مذهلا بشكل لا يصدق في شخصية “ماد هاتر” بفيلم “أليس في بلاد العجائب”، ويأتي فيلم “قراصنة الكاريبي: لعنة اللؤلؤة السوداء” كأحد أشهر أفلام ديب، والذي تحول بعد ذلك إلى سلسلة أفلام ضخمة أصبحت واحدة من أشهر الأفلام العالمية، وقُدم الفيلم عام 2003 بطولة جوني ديب وجيوفري راش وأورلاندو بلوم وكيرا نايتلي، وتدور أحداثه في عالم قراصنة البحر الكاريبي بداية القرن السادس عشر.

هناك أيضا الفيلم الرومانسي “السائح”، وهو أحد أجمل الأفلام التي قدمها ديب، ويتسم بالهدوء والشاعرية البسيطة التي قدمها رفقة جولي، وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرًا فور عرضه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة