محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

الحوار.. وثورة ٣٠ يونيو «٢»

محمد بركات

الثلاثاء، 13 يونيو 2023 - 05:59 م

أحسب أننا نلمس جميعا تلك الحالة من الحيوية الفكرية والاجتماعية العامة، التى خلقها الحوار الحر والمنفتح والصريح الدائر حاليا، فى ظل العصف الذهنى وتبادل الرؤى والآراء الجارى منذ مدة ليست بالوجيزة، فى نطاق منظومة الحوار الوطنى، دون شروط مسبقة ودون حجر على رأى أو منع لوجهة نظر.

ودون تجاوز للواقع، أحسب أن علينا الإدراك بأن الدعوة للحوار الوطنى الشامل والجامع الجارى حاليا، ما كان يمكن أن يكون لها وجود دون قيام ثورة الثلاثين من يونيو، ونجاحها فى إنقاذ البلاد من الأوضاع بالغة السوء والبؤس، التى كانت قائمة فى ظل سيطرة جماعة الإفك والضلال على الحكم والسلطة، وإحكام قبضتها على رقاب البلاد والعباد.

ودون أدنى مبالغة على الإطلاق نقول، إنه بالفعل ما كان يمكن أن تكون هناك دعوة للحوار حول رؤية مجتمعية استراتيجية متوافق عليها من جانب كل مكونات الجماعة الوطنية، على اختلاف وتعدد وتنوع مستوياتها الفكرية والثقافية وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فى وجود حالة من الاحتقان الشديد بين الجميع، وشيوع الانقسام والفرقة وانتشار العنف والتطرف، فى ظل تسلط الجماعة ومرشدها على جميع أمور الدولة وعموم الناس وخاصتهم.
وبالتأكيد لم يكن هناك أدنى إمكانية لتوجيه الدعوة للحوار، فى ظل جماعة لا تؤمن بغير نفسها، ولا تريد مشاركة أحد على الإطلاق فى أى أمر من أمور الدولة فى الحاضر أو المستقبل.

كما لم يكن هناك أى فرصة أو إمكانية لأى حوار، نظرا لعدم وجود استعداد أو رغبة أو اعتقاد، من جانب الفئة الضالة المسيطرة على الحكم والقابضة على رقاب البلاد والعباد، بفكرة أو مبدأ الحوار على الإطلاق،...، وذلك لإيمانهم الكامل بأنهم وحدهم المالكون للحقيقة المطلقة، وأن رأيهم ورؤيتهم فقط هى الصواب، وكل ما عداهم خطأ بل خطيئة .

«وللحديث بقية»


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة