صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«30 يونيو».. ثورة عودة الوعي المصري

آخر ساعة

الأربعاء، 14 يونيو 2023 - 11:37 م

■ كتب: هانئ مباشر

قليلة جدًا تلك الأحداث الجسيمة التى يمكن أن تحدث هذا التغير الجذرى فى مكانة دولة ما عبر تاريخها، وما حدث فى مصر ثورة المصريين فى 30 يونيو 2013، حتى يومنا هذا، يجعلنا نصنفها ضمن تلك الأحداث، فما حدث لم يكن بالأمر السهل الذى يمكن أن يتحقق فى أى دولة، وفى أى وقت.

عشر سنوات مرت على ثورة عظيمة، لم تتوقف فيها الحركة حتى الآن، حيث سعى الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه رئاسة الجمهورية منذ تسع سنوات عندما أدى اليمين الدستورية لولايته الرئاسية الأولى فى 8 يونيو 2014، وحتى الآن ـ إلى تثبيت أركان الدولة وإعادة بناء مؤسساتها الوطنية وإحداث نهضة تنموية كبرى.

من خلال إطلاق استراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030 التى تنقسم إلى 12 محورًا رئيسيا، وتشمل التعليم والابتكار والمعرفة والبحث العلمي والعدالة الاجتماعية والشفافية وكفاءة المؤسسات الحكومية والتنمية الاقتصادية، وكذلك التنمية العمرانية والطاقة والثقافة والبيئة والسياسة الداخلية والأمن القومى والسياسة الخارجية والصحة

سنوات هى بحق سنوات الإرادة والعمل والإنجاز، وفيها تكاتفت الدولة المصرية حكومة وشعبًا تحت رعاية وقيادة الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، لانتشال الدولة المصرية من مرحلة عنق الزجاجة التى مرت بها طوال فترة عدم الاستقرار، والأزمات المتتالية بين ثورتى 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013 وما بعدها..

فبقيادة وطنية شجاعة استطاعت مصر بدعم شعبها العظيم أن تواجه هذا التحدى الوجودى وتنقذ الدولة وتعبر بها مرحلة انتقالية صعبة، وتضع ركائز قوية لجمهورية جديدة تعيد لمصر تقدمها وريادتها إقليميًا ودوليًا، بعقد اجتماعى يضمن للمواطن على اختلاف ربوع مصر حياة كريمة وحقوقا كاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية بل وبيئية..

إن ثورة 30 من يونيو المجيدة، سطرت خلالها جماهير أمتنا بإرادتها الأبية ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن، وبرهنت بعزيمتها القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق، وغيرت مجرى أحداث التاريخ المصرى الحديث والمعاصر وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطنى المصرى الخالص، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية الحقيقية والحديثة على كافة المستويات، ترتكز على دعائم قوية من التلاحم الشعبى والاصطفاف الوطنى لمجابهة التحديات.

لقد كان استرداد الدولة طريقا محفوفا بالمخاطر مليئا بالصعاب، اقتحمه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأصر على المواجهة، وواجه التحديات بإصرار مدعوما بمساندة شعبية قوية، حيث تطلب الأمر دعم الجميع ومن اليوم الأول تحمل الرئيس المسئولية لينقذ وطنا من الانهيار، وتصدى لكل من يخطط لهدمها فى الداخل والخارج محاولا الزج بها فى طريق الفوضى.. لقد مرت أوقات عصيبة على المصريين جعلت من الفترة الممتدة من 30 يونيو إلى 3 يوليو عام 2013 أياما لا تنسى حفرت فى التاريخ لما حملته من دلالات ومعانٍ، فقد مثل وصول الإخوان للحكم وضعا كارثيا للمصريين، فقد عاشت البلاد على مدى عام كامل تحت حكم جماعة سرية متطرفة تتاجر بالدين و بالوطن تبيع جغرافيته وتكره تاريخه، فغرقت البلاد فى حالة من التخبط والانهيار السياسى فى ظل حكمها، لافتقارها لأى رؤية مستقبلية لمصر حتى ما أطلق عليه «مشروع النهضة» لم يكن سوى مجرد دعاية انتخابية، أخطاء متتالية وكثيرة لحكمهم دفعت الشعب إلى اتخاذ قرار تصحيح الوضع.

لقد كانت وبحق ثورة 30 يونيو صاحبة الفضل فى منع اختطاف الوطن، وحماية الهوية المصرية، وتصحيح كل المسارات سواء كانت سياسية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو اقتصادية، لتعود مصر من جديد إلى حضن شعبها، ويعود شعبها من جديد إلى حضن مصر.

◄ السنة الكاشفة
هُنا يقول الدكتور جمال سلامة، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السويس، المُتخصص فى شئون الشرق الأوسط السياسية، لقد كان لثورة ٣٠ يونيو اليد الطولى فى فضح الصورة الذهنية الوهمية التى ظلت جماعة الإخوان المحظورة مستترة وراءها طيلة 80 عاما، وأعنى صورة «الجماعة الدعوية الإصلاحية والظهور فى صورة المظلومية وأن الحكومات المتعاقبة تضطهدهم»، فكانت سنة تواجدهم فى الحكم كاشفة لهم أمام الشعب، الكل وجد نفسه أمام فئة تريد سرقة الأوطان العربية والإسلامية لا مصر فحسب، فبدأ تصحيح المسار للوعى الشعبى فحدث نوع من الاستفاقة ومعها بدأت خطوات النهاية لهذه الجماعة التى أصبحت فى عداء مع الشعب، كما كانت ثورة الثلاثين من يونيو بداية لتصحيح مسار علاقاتنا مع الخارج التى كانت أيام الإخوان «عبثية» بكل ما للكلمة من معنى، تقريبا العالم كله على قطيعة معنا، فبدأ الإصلاح من منطلق أن مصر ليست دولة تابعة بل هى دولة لها دور وتعى أين تقف وأين تسير وأين تتجه مصالحها وبالتالى أعتقد أن هذه الملفات لم يكن متصوراً إعادة ترتيبها بهذا الشكل فى هذا الوقت القصير، ومن خطوات تصحيح المسار هنا استعادة مصر لدورها فى أفريقيا، بعد أن تراجع التواجد المصرى حتى حدث نوع من الانسحاب مع أفريقيا فى نهاية التسعينيات بالتالى إحياء هذا الدور اليوم هو نجاح بامتياز يحسب لثورة الثلاثين من يونيو، كذلك علاقة مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية والتى كانت علاقة أحادية فلم تكن مصر تستطيع أن تتحلل من ارتباطات فرضت علينا بشكل أو بآخر، وكانت يد مصر مغلولة، أما اليوم فمصر تشهد تعدد محاور السياسة الخارجية بداية من تنويع مصادر السلاح، وتعدد محاور الاقتصاد، وإقامة علاقات سياسية تتسم بالتوازن.

◄ اقرأ أيضًا | اخرجوا سالمين.. 3 إنذارات لمؤيدي مرسى بفض الاعتصام وممرات آمنة لإنقاذ الأبرياء

◄ عودة الوطن
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، يقول إن مصر مرت بسنوات عجاف قبل ثورة 30 يونيو، فقد عانت من اهتزاز وعدم استقرار وصل للفوضى، بسبب الجماعة الإرهابية التى حاولت اختطاف الوطن، واعتبرت مصر ممرًا لدولة الخلافة الإسلامية الكبرى، ذلك المشروع الوهمى، إضافة لإقصاء المواطنين، وطبقوا مبدأ المغالبة لا المشاركة، وتنصلوا من كل الحقوق، واستخدموا أساليب استبدادية.

أضاف، أن مصر شهدت حالة من التخبط والانهيار السياسى فى فترة حكم الجماعة، فكان لا بد أن يكون هناك المشهد الذى شهدناه فى 30 يونيو، والذى كان بمثابة طوق نجاة أنقذ مصر والمنطقة العربية من مصير فوضوى محتوم، وبعد الثورة استطاع الشعب المصري من خلال الالتفاف حول القيادة السياسية عبور هذه الأزمة، والوصول بمصر إلى بر الأمان، ونجحت الثورة فى استعادة الدولة من أيدى المختطفين، وإنقاذ مؤسسات الدولة، وتحقيق العديد من المكتسبات، وعودة ريادة مصر وهيبتها مرة أخرى، وقال إن هناك العديد من الإنجازات لثورة 30 يونيو، ولكن يظل أهمها أنها أعادت الوطن إلى مواطنيه، وأكدت حق المصريين فى الحياة، ومما لا شك فيه أن مصر تصاعدت خطواتها بعد الثورة فى جميع الملفات، وحققت العديد من المكتسبات، وهناك العديد من الإنجازات لثورة 30 يونيو، ولكن يظل أهمها أنها أعادت الوطن إلى مواطنيه، وأكدت حق المصريين فى الحياة، ومما لا شك فيه أن مصر تصاعدت خطواتها بعد الثورة فى جميع الملفات، وحققت العديد من المكتسبات.

◄ بر الأمان
وهنا يقول «الكاتب الصحفى كرم جبر.. رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»: لقد تحقق وبعد مرور عشرة أعوام على ثورة الثلاثين من يونيو الكثير من الإنجازات، إنجازات بدأ تنفيذها وتحقيقها مع تولى السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، منصب رئيس الجمهورية منذ ٩ سنوات، ملبيًا نداء المصريين، ليعبر بالبلاد إلى بر الأمان فى وقت عصيب مر به الوطن، ويحقق نجاحات وإنجازات عديدة فى جميع المجالات، يشهد بها القاصى والداني..

إن مصر شهدت خلال الـ٩ سنوات إنجازات ونجاحات فى كل قطاع وجهة من مشروعات قومية فى كل أنحاء الجمهورية وتحسين حياة المواطنين فى كل القرى والمحافظات، وبناء جمهورية جديدة تصنع المستقبل لأبناء الوطن وتحفظ وتصون الأجيال القادمة..

ويضيف فى بيان شامل له: لقد حمل الرئيس عبد الفتاح السيسي، على عاتقه طموحات وآمال المصريين، وواجه ومن خلفه أبناء الشعب المصرى مخططات ومؤامرات قوى الشر والإرهاب بكل شجاعة حتى عبر بالوطن كل المخاطر، وكذلك قراراته الجريئة بشأن الإصلاحات الاقتصادية التى صبت فى مصلحة وطننا الغالي، وهو ما أكدته كافة المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية..
إن السيد الرئيس انطلق ليشيد مشروعات قومية عملاقة غيرت وجه مصر، وعملت على توفير فرص العمل ومواجهة البطالة، كما استطاع السيد الرئيس أن يعيد لمصر مكانتها الإقليمية والدولية التى تستحقها، ونُظمت فعاليات عالمية على أرضها نالت إشادات العالم أجمع..

وهنا والكلام مازال للكاتب الصحفى كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام - لابد من التأكيد على جموع الشعب المصرى بضرورة وحدة الصف والتكاتف والاصطفاف خلف قيادته السياسية، لتحقيق المزيد من الاستقرار والتنمية، فإنجازات الرئيس فى تسع سنوات تتحدث عن نفسها وأنقذت البلاد من الانهيار.. فى نفس السياق، يقول الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة، إن سنوات الفوضى التى مرت بها الدولة المصرية كلفت مصر ثمنًا كبيرًا، سواء من الجانب السياسى أو الاجتماعى أو الاقتصادى وغيرها من الجوانب الأخرى، ومسألة بناء الدولة التى يعمل عليها الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ سنوات، من خلال تحريك جميع جهات الشعب، ليست بالأمر السهل، وتحتاج لمجهود كبير، مُضيفًا أن الدولة المصرية اتخذت خلال السنوات الماضية العديد من الخطوات الجادة فى سبيل الإصلاح وإعادة بناء الوطن مرة أخرى بعد سنوات من الدمار، وتتبع استراتيجية بناء مدروسة بدقة وعناية، من أجل القضاء على جميع آثار سنوات الفوضى التى عاصرناها، وذلك من خلال العمل على تحقيق الاستقرار السياسى، الذى بدوره يخلق استقراراً اقتصادياً واجتماعياً وغيرهما من الأصعدة المختلفة، فضلا عن أنه يؤدى إلى تلاحم وتماسك الجبهة الداخلية للوطن ونبذ الفرقة بين المواطنين، وكل دولة تعمل على تحقيق ذلك من أجل الحفاظ على أن يكون انتماء الشعب لوطنه وخلق إحساس بالولاء له داخل النفوس، ليس هذا فقط، ولكن تعمل الدولة على الإصلاح من خلال تفعيل مبدأ سيادة القانون، وتدعيم مؤسسات الدولة، إلى جانب وضع الاستراتيجيات التنموية وبرامج التحول لجمهورية، ويأتى بناء الإنسان على رأس هذه القائمة، جنباً إلى جنب مع رفع الوعى لديه وبرامج التنمية، وهذا الأمر ليس بالسهل، ويحتاج لمجهود كبير، فضلا عن وجود عدد من العراقيل والتحديات التى من شأنها زيادة صعوبة الأمر، ولعل أبرزها عمل أعداء الوطن فى بث القيم السلبية بين أبنائه والتشكيك فى الإنجازات وتجاهل الإيجابيات، فضلاً عن نشر الأكاذيب.

◄ إنقاذ مصر
ويرى الدكتور عماد مخيمر، عميد كلية آداب الزقازيق السابق، أستاذ علم الاجتماع، أن ثورة 30 يونيو كانت ثورة شعبية من اللحظة الأولى، فقد قام الشعب بالنزول إلى الميادين والشوارع للتنديد بحكم الإخوان والذى جمعهم هو الخوف على البلاد، فكانت الشوارع ممتلئة بجموع الشعب المصري، مسلم ومسيحي، أعادت للأذهان ثورة 1919، والمصريون فعلوا فى 2013 ما لم يفعله الألمان عام 1933 ولا الإيرانيون 1979، فلقد واجه المصريون القمع وواجهوا الظلم والاستبداد ولو لم تقم ثورة 30 يونيو لكان المصير مظلما، فهذه الثورة الشعبية، كانت ثورة المواطن العادى، مُضيفًا أن ثورة 30 يونيو تم من خللها إنقاذ مصر من مصير كانت كل الشواهد تقول إنه كان سيكون مظلما بسبب التطرف الدينى والطائفى والجنسى الذى لعبت الجماعة المحظورة دورا كبيرا فى بذره، وعقب ثورة 30 يونيو تم تطبيق حزمة من برامج الحماية الاجتماعية ورعاية الفئات الأكثر احتياجا، وطبقت بشكل عملي، لتحقيق التنمية ومواجهة العقليات المتطرفة.

◄ الجيش والشعب
أما الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، فتقول إن هناك رسوخا فى العلاقة التى تربط الشعب المصرى وقواته المسلحة التى ظلت حامية لوحدة المجتمع وتماسكه فى مواجهة حملات التفكيك وطمس الهوية المصرية وتشويه الثقافة الوطنية، وهو ما بدا واضحا بقوة خلال ثورة 30 يونيو وما تلاها من أحداث، وأن السر فى صلابة المجتمع المصرى وتماسكه يرجع لقدرة الجيش المصري على التدخل فى اللحظات الحاسمة التى تفصل بين بقاء الأمة المصرية وانهيارها.

الدكتورة سهير الدمنهوري، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة حلوان، ترى أننا تخلصنا من كارثة جماعة الإخوان المحظورة التى وضعت يدها على الحكم بشكل أو بآخر، وبدأوا فى إشعال الفتن ومحاولة تغيير القيم الراسخة ووعى المجتع، هذا فضلا عن استخدام الإخوان لأضعف فئتين بالمجتمع وهما أطفال الجمعيات الشرعية والنساء ليكونوا الدرع الواقية لهم، وهو ما أدركه المجتمع المصرى بمختلف طوائفه فثار عليهم، ولم يكن لذلك الحراك الاجتماعى الإيجابى أن يتم دون الحماية التى وفرها الجيش للشعب الذى وقف بجانبه وحمى ظهره عندما استمع إلى مطالبه بتدخله، لذلك فإن 30 يونيو ثورة شعبية مهمة جدا بالنسبة لنا، لأنها ساعدتنا وأعطتنا القوة والأمل فى «بُكرة» بأننا لن نسكت ولن نتخاذل ضد أى معتد على حقوقنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة