لحظة القبض على المتهم
لحظة القبض على المتهم


بعد استبعاد الأمن شبهة الهجوم الإرهابي في حادث الطعن بفرنسا..

سلبية اختبار الكحول والمخدرات لمنفذ الهجوم اللاجئ السوري

أخبار الحوادث

الجمعة، 16 يونيو 2023 - 05:22 م

■ كتبت: مي السيد

وجهت السلطات الفرنسية فى مدينة أنسى تهمة محاولة الإغتيال والتمرد بسلاح، لمواطن سوري يدعى عبد المسيح، وذلك على خلفية قيامه بطعن 6 أشخاص بينهم 4 أطفال، وتم نقله إلى سجن أيتون ووضعه  في الحبس الإنفرادي حتى موعد محاكمته، وهى الواقعة التى كانت صدمة للجميع، وقام الرئيس الفرنسي بنفسه بزيارة أسر الضحايا للإطمئنان عليهم.

كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباحًا داخل ملعب باكييه، المتواجدة بالساحة الكبيرة بمتنزه لو باكوير على ضفاف بحيرة بين فى قلب مدينة أنسى الفرنسية، وهى مدينة هادئة عند سفح جبال الألب الفرنسية تشتهر بالرياضات الشتوية إضافة إلى الرياضات الصيفية مثل المشي لمسافات طويلة، تفاصيل المأساة كما ترويها تحقيقات النيابة، بدأت فى ذلك الوقت حيث كان المكان مزدحما عندما كان الأطفال يلعبون كعادتهم، حيث فوجئ الجميع برجل يحمل سكين فى يده وهرع نحو الأطفال وقام بطعنهم.

◄ هلع وذعر
فى البداية هاجم المتهم فتاة إنجليزية تبلغ من العمر ثلاث سنوات وطعن ابن عمها طفل هولندى يبلغ من العمر 22 شهرا، والذى كان بجوارها، واتجه مباشرة إلى امرأة وعربة أطفالها، وطعن فتاة إنجليزية وطفل عمره عامان، وحاول أحد المارة إبعاد المتهم عن القيام بمزيد من الطعنات للمتواجدين، فتسلح بحقيبة ظهره وقام بدفع الجانى بها بعيدا فى موقف بطولى وسط صيحات الذعر من المواطنين، شق الجانى طريقه للهروب عبر حديقة باكير الشهير، حيث واصل مهاجمة المارة، مما أدى إلى إصابة رجل يبلغ من العمر 78 عاما فى ذراعه، كما طعن رجلا يبلغ من العمر 70 عاما عدة مرات، حيث أصيب الأخير بجروح خطيرة، وفى هذه الأثناء بعد حوالى 4 دقائق من بداية الإعتداء، كانت الشرطة قد وصلت إلى المكان وبدأت فى مطاردة الرجل، حيث أطلقت عليه طلقات نارية استقرت إحداها فى جسد أحد المصابين بالخطأ.

■ لقطة من الحادث

◄ مطاردة المتهم
ظلت الشرطة تطارد المتهم وتطلب منه التوقف، إلا أنه استمر فى الهرب منهم، حتى اختبأ داخل أحد الأماكن بالحديقة، وعندما طلب الإنصياع لأوامر الضباط أطلقت عليه النار، وتمكنت من تحييده والقبض عليه، حيث كانت تلك اللحظات بمثابة ساعات على مرتادى الحديقة الشهيرة.

ومن بين الأطفال الأربعة المصابين، نقل ثلاثة إلى المستشفى فى جرونوبل، وتم إدخال الطفل الرابع إلى المستشفى فى جنيف، سويسرا، حيث أفادت التحقيقات أن اثنين منهم، أصلهم من منطقة هوت سافوا، كانوا برفقة جدتهم، الأول طفل يبلغ من العمر عامين، تعرض للطعن مرتين وأصيب بجروح فى الصدر والبطن، والثانية وهى طفلة فى نفس العمر، أصيبت فى صدرها، وخضع كلاهما لعملية جراحية طارئة لتحقيق الإستقرار فى حالتهما.

بينما طعنت الضحية الثالثة وهى بريطانية تبلغ من العمر 3 سنوات كانت تقضى إجازة مع والديها، وتعرضت للضرب ثلاث مرات، لكن لم يكن هناك جرح فى المنطقة الحيوية، أما الطفل الرابع المولود فى أغسطس 2021 وهو هولندى الجنسية نُقل إلى جنيف لتلقى الرعاية.

◄ اقرأ أيضًا | القصة الكاملة لطعن 7 أشخاص بينهم أطفال في مدينة أنسي الفرنسية

◄ مؤتمر صحفي
من جانبه عقد المدعى العام فى مدينة آنسى، لاين بونيت ماتيس، مؤتمرا صحفيا أكد فيه أن المتهم يدعى "عبدالمسيح. ح" لاجئ مولود فى سوريا عام 1991، يبلغ من العمر 31 عاما، ووصل إلى السويد عام 2013 قادما من تركيا، وتقدم بطلب لجوء فى أكتوبر 2022، ورُفض طلبه فى يونيو لأنه "استفاد بالفعل من الحماية فى السويد"، مشيرا إلى أنه يوم الهجوم استفاد من حق الإقامة فى فرنسا. 

وكشف المدعى العام أن المتهم متزوج وأب لطفل مولود عام 2020 ويقيم فى السويد، وكان فى فرنسا بلا مأوى وعاش فى المناطق العامة بمبنى فى وسط المدينة، معلنا أن حالته الصحية وفحصه النفسى متوافق مع قرار حبسه على ذمة التحقيقات، كما أن اختبارات المخدرات والكحول جاءت سلبية.

وقال المدعى العام؛ إن المشتبه به بدا ضعيفا للغاية بعد 48 ساعة فى حجز الشرطة، الأمر الذى كان صعبا أيضا على المحققين، ولم يكن من الممكن فهم وشرح إيماءاته، وعند فحصه لاحظ الطبيب "غياب العناصر الوهمية"، ومن السابق لأوانه النطق "بغياب أو وجود "أمراض نفسية"، مؤكدا عدم وجود دافع إرهابى وراء الحادث حتى الأن، لافتا إلى أن شهود عيان قالوا إنهم سمعوه يذكر اسم زوجته وابنته وينطق باسم يسوع المسيح أثناء الجريمة. وأكد المدعى العام أنه عثر بحوزة المتهم عقب اعتقاله على السكين المستخدم فى الحادث وصورتين مسيحيتين وصليب و 480 يورو نقدا ورخصة قيادة سويدية، مضيفا أن المتهم رفض التحدث، لا في خلال 48 ساعة من احتجازه لدى الشرطة ولا أمام قضاة التحقيق، وتم توجيه لائحة اتهام بإرتكاب "محاولة اغتيال"، و"تمرد بسلاح"، ووضع رهن الإعتقال السابق للمحاكمة.

◄ شهود عيان
بالصدفة البحتة كان لاعب كرة القدم السابق أنتونى لوتاليك والذى كان يلعب لنوادى إف سى أنيسى وليفربول وسانت إيتيان وفالنسيان، متواجد بمكان حادث الطعن، حيث كان يمارس كعادته رياضة الجرى، بالقرب من البحيرة حوالى الساعة 9:45 صباحا عندما صادف المتهم تلاحقه الشرطة.

وقال اللاعب: "فجأة رأيت العشرات من الناس يركضون فى الإتجاه المعاكس، هناك أم تقول لى : "اركض، اركض! هناك شخص ما يطعن الجميع على طول البحيرة، يطعن الأطفال، ويهرب!، متابعا "رأيت المتهم قادما أمامى فعليا، على العشب ورجال شرطة على بعد خمسة أو عشرة أمتار خلفه، ولا يستطيعون الإمساك به، مشيرا إلى أن المتهم اقترب منه وهو ما دفعه للتحرك بعيدا، وشاهد المتهم وهو يتوجه مباشرة إلى بعض الأجداد والجدات، وهناك طعن الجد، ورأيت الأطفال على الأرض.

شاهدة أخرى تدعى مارلين مربية أطفال، قالت: أنها كانت تجرى بالدراجة مع ثلاثة أطفال كانت تجالسهم وقت وقوع المأساة، حيث كان اللاجئ السورى يمسك بسكين فى يده اليمنى ويضرب سيدة سبعينية التى كانت تدافع عن نفسها، لافتة إلى أن الفوضى كانت شديدة وحدث ذلك بسرعة كبيرة.

أكدت مارلين أنها عقب الحادث حاولت التصرف سريعا لإنقاذ الأطفال؛ حيث تمكنت من مساعدة طفلين صغيرين جدا مصابين بالطعن أثناء انتظار وصول المساعدة، مشيرة إلى أنها وضعته على الأرض وحاولت تحديد مكان الجروح، حيث كان شبه فاقد للوعى، وقامت بضغط الجروح، وبتشجيعه على التحمل.

◄ غضب رسمى
أثار الحادث حالة صدمة وحزن فى أوساط المجتمع ولدى المسؤولين السياسيين التابعين للحكومة والمعارضة، الذين سارعوا للتنديد بالهجوم وتجديد دعوتهم إلى محاربة العنف. 

وقال الرئيس الفرنسي: إن "الأمة فى حالة صدمة" مضيفا فى تغريدة كتبها على تويتر "قلوبنا معهم ومع أسرهم وموظفى خدمات الطوارئ الطبية، بينما قال إريك سيوتى رئيس حزب الجمهوريون؛ إن فوضى الهجرة تهدد فرنسا، مطالبا بكسر الجمود فيما يتعلق بقوانين الهجرة. 

كما تم إنشاء وحدة نفسية فى مدينة أنيسى، عقب الحادث مباشرة، وقامت الوحدة برعاية 210 أشخاص، معظمهم من الشهود المباشرين، الذين شاهدوا الحادث، كما تم تنظيم مسيرة بيضاء أعلن عنها رئيس مجلس المدينة عالم البيئة فرانسوا أستورج تريما للجرحى الستة. 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة